الفن المفقود في (جنة الشوك) للأديب الدكتور طه حسين
(0)    
المرتبة: 163,868
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:شُهِد الأدبُ العربيُّ الحَديث ظُهورَ اتجاهاتٍ أدبيّةٍ مُختلفةٍ تَنْوِّعتْ بَّينَ التّقليدِ والتّجديدِ، وكَانَ مِن بَين النِتاجات الأدبيّة الرائدة ظُهور كتاب "جُنَّة الشُّوِّك" للأديب الدُّكتور طَه حُسَين في مُنتصّف أربعينيات القّرن الماضِّي مُنَبَّهاً الدِّرسَ النقديِّ الحَديث إلى قِيمتِهِ الأدبيّة بَينَ كُتب الأدب والنّقد في الأدب العربيّ والآداب العَالميّة الأخرى مِنْ جِهةٍ، ...وإلى الخُصُوصيّة الإبداعيّة لِعميد الأدب العربيّ المُتمثِّلة في مُحاولة الإحياء والتّجديد في تُراثِنا العَربيِّ الأصْيل مِن جِهةٍ ثانيةٍ.
وإذا كانَ هُناكَ مَنْ يَرى أنّ عميد الأدب العربيّ قد سَعَى إلى أنْ يَعُرِضُ أحد الفُنون الأدبيّة القديمة المُسمّى بـ "الإبيجراما" وهو (النقش باليونانية) إلّا إنّنا وَجدّنَا في "جَنّة الشُوِّك" ضِّالةُ أخرى تَستدعِيّ التأمّل، وكانتْ وَازِعاً قَوّياً حَمَلنا عَلى دِراسَة الكتاب وتَحليلهِ وإعادة قراءتهِ مِن جديدٍ.
يَكشُف الكتاب عَن رُؤيةٍ أدبيّةٍ نَقديّةٍ للدكتور طَه حُسَين حَاولنا اسِّتظهارُها للقَارِئ مِن خِلال تَحليل نصوص الكتاب تَحليلاً لغويّاً، فَانّعقدَ الكتابُ عَلى فُصُولٍ ثَلاثةٍ:
بُحَثنَا في الفَصل الأوّل نَشّأة هَذا الفَنّ وَأصُوله التَأريخيّة فِيِ الأدبِ العَربيِّ القّديم والأداب العالميّة الأخرى الذِّي عُرِف بـ "الإبيجراما"، وخُصوصيِّة نَظمِه شِعراً ونَثراً؛ لِتنتقلَ إلى اسْتخلاصِ أهمّ الخَصائص الفَنيِّة المُميِّزة لَهُ، ومُناقَشة الأرَاء النّقديّة في تَشَابُه هَذا الفنّ الأدبيِّ مَع الأجنّاس النَثريّة السّائدة ومِنّها: التّوقيعات والمَقَامات، مَعَ بَيان المَوضُوعات والأغراض التّي تَضّمّنتها مُقطوعاتُه، وَعرض الرّوافد التّي اسْتَقَى مِنّها الدّكتور طَه حُسَين كِتابَهُ.
أمَّا الفَصِّل الثاني وهُو صُلّبُ دراسَتِنا وَجوهرها فَقد خَصِّصنّاهُ للدَّراسَة اللغويّة لكتاب "جَنّة الشَّوْك" وَتَضَمْن تَحليل البِنْيّة اللغويّة للنُصوص الأدبيّة فيِ مُستوياتِها: الصِّرفيّة، والنّحْويّة، والدّلاليَّة وَمَا يَتضَافَر عَليهَا مِنْ عَناصِرِ بَلاغيِّةٍ بمِا يَكشِفُ عِن المَقدرة الإبداعيَّة للغة العربيَّة والأديب، وَنَسْتَمتعَ بأفَاتينَ القُولِ وِجَماليات المَعَنَى وَضُروبِ الفَصَاحَة والبَلاغةِ والبَلاغةِ والبْيَان فيِ خِطَّاب الإنْسَان وَخِطَاب الآخَر.
وَتَضمّنَ الفَصْلُ الثَالثُ إضَاءاتٍ نَقديّةٍ عَلى كِتابِ "جنَّة الشُوِّك" اشِّتملتْ عَلى أهمِّ الظِّواهر التّي مَيّزتْ مَقطوعَاتِهِ، ثُمّ خُتِم بخاتمةٍ أوجزت خُلاصَة المُقَّصُودِ.
وَفيِ هَذه الدّراسة سْعيٌ إلى اكتشاف أُفُق الخِطّاب اللغويّ المُضَّمر المُسْتَترِ وَراءَ الحُرُوف والكَلمَاتِ.
أهوَ إحياءٌ؟ أَم تَجديدٌ؟ أم إعلانٌ عن مَيلاد فَنٍ قَديمٍ جَديد؟.
تَساؤلٌ مَطروحٌ رَسُم زمنُه المُستقبلي الأديب الدكتور طَهَ حُسّين، وتَركهُ صالحاً لَكلّ الأزمان... تُعيده علينا صَفْحَات الحياة، وإنْ خلّنا قد اقتحمّنا مَجَاهيله وأسْوَاره... إلا إنْه مَا يَزالُ بَعيداً شَاهِقاً تُغلْقُهُ تِلكَ الشّيفرات اللغويّة والدّلالات العَميقَة المَوُسوُمة بالتَكثيف والإيْجاز والإطنّاب... وَتأثِيرهَا فيّ وِجْدانِ المُتلقيّ تَاركاً لِلقارئ مُتعةُ القِراءةِ... والإنّصَاف... والتّمرِّد... والحُريّة؛ ويأخذ بِيّدِنا نحوَ جُوهر الإنسانيّة وكأنّنا بِهِ يَقُولُ:
"لا سَعادةَ بِلا صْبرٍ واحّتِمالٍ.... وَلا فَرحَ بِلاد كَدٍّ واصّطِبارٍ.... فَهيّ جَنّةٌ... لَكِنّها مِنّ شَوكٍ...". إقرأ المزيد