من أجل لبنان الرسالة ؛ تعليقات سياسية إذاعية من عام 2013 حتى عام 2016
تاريخ النشر: 09/11/2017
الناشر: دار نلسن
نبذة المؤلف:مئة وخمسون حلقة أي مئة وخمسون أسبوعاً وظهيرة كل يوم خميس من كل أسبوع وبدون إنقطاع أكنت في لبنان أم في الخارج لا فرق وبعد نشرة أخبار الثانية والربع بعد الظهر أتاحت لي صوت لبنان صوت الحرية والكرامة بأن أذيع التعليق السياسي.
هي تجربة ثمينة تضمنت أحاديث وآراء وخواطر في السياسة ...والثقافة والفكر والإقتصاد والإجتماع ومعيشة الناس، وفي محطات كثيرة كنت أراقب مواقف الجهة السياسية المالكة والمشرفة على الإذاعة وكثيراً ما يأتي تعليقي السياسي مخالفاً أو مناهضاً أو معارضاً وأحياناً قليلة منسجماً مع مواقف هذه الجهة ولم أتلقَّ من أي مسؤول فيها ملاحظة أو إشارة إلى إمتعاض من يمثل من حديثي أو إعتراضاً أو حتى تأييداً.
وتجمعني المناسبات احيانً بوزراء ومسؤولين ومواطنين يثنون على موضوعية التعليق وطريقة مقاربة المواضيع بأسلوبها الهادئ حتى ولو كان يتضمن نقداً لهذه الجهة أو تلك، لأن غرضي من قبول رغبة مدير الإذاعة في إعداد وإذاعة التعليق لم يكن بأي حال لعقد سجال مع هذه الفئة أو تلك أو لتوجيه نقد شخصي لهذا المسؤول أو ذاك، بل كان هدفي هو توصيف الواقع على حقيقته وإن بدا صعباً وأحياناً مستحيلاً...
وتحليل المعطيات وإستعراض المواقف لإعطاء رأي دائماً ما يكون منحازاً إلى لبنان الوطن والدولة، وإلى المواطن في لقمة عيشه والطالب في سعيه للتحصيل ولتصويب مسار الحياة الدستورية والسياسية وتفعيل عمل المؤسسات وإنصياع الدولة والمواطن للقانون والنظام حتى تستقيم الحياة ويبقى لبنان وطناً للعيش وليس لإعداد أجيال المهاجرين.
لقد شهدت الفترة السابقة محطات مهمة مصيرية إن على الصعيد الأمني أو العسكري، كما لا تزال الأزمات الحكومية والنيابية والإقتصادية والإجتماعية والمالية تتفاعل ولم تتغير المعطيات كثيراً بما ينبئ بغدٍ أفضل، ولكنني من المؤمنين ببقاء لبنان ودوامه وأعرف بعضاً من تاريخه وأردد مع نفسي بأن مراحل الوئام والسلام أكبر وأهم بكثير من مراحل التوتر والخصام، وأن هذا البلد الصغير قادر على التغلب على لعنات الجغرافيا والمصالح، لذلك كان همي في كل خاتمة تعليق أن أعطي فسحة من أمل قد يبدو أحياناً ضائعاً ولكنني بطبعي متفائل بالغد.
متفائل بالشباب، بالجيل الجديد الذي لا بد وأن ينتفض يوماً ما، عساه قريباً لتغيير المعطيات والتحرر من الإنقياد الأعمى للزعامات لكي يبقى لهم ولأولادهم من بعدهم وطن يفخرون به ويزدهون، بالحد الأدنى من السلام والإستقرار وبأقل قدر من التوتر والصراع.
الحلم بغد أفضل هو الزاد الذي يجعل أناساً كثيرين يبقون في البلد ويستمرون ويسعون إلى تحقيق الإمتياز كل في حقله حتى لا يفرغ لبنان من طاقاته وقدراته وكفاءاته، إنهم ضمانة البقاء والإستمرار. إقرأ المزيد