الصوتيات العامة ؛ أصوات اللغة العربية - دراسة لسانية معاصرة (قاموس تعريفي لأهم المفاهيم والألفاظ التقنية مسارد للمصطلحات ثلاثية اللغات عربي - فرنسي - إنكليزي
(0)    
المرتبة: 96,854
تاريخ النشر: 03/10/2017
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
نبذة نيل وفرات:شهد علم الصوتيات خلال السنوات الماضية تطوراً هائلاً في أسسه الداخلية كما في علاقاته بالعلوم الأخرى، العلوم البحتة كما العلوم الإنسانية، فانتشار التقنيات الحاسوبية، وتطور التصوير الإشعاعي والوثيني، وصناعة الآلات الدقيقة لإكتشاف وظائف أعضاء الجسم البشري وطرق عملها، والتوسع في تطبيقات مناهج هذا العلم في علوم إنسانية أخرى؛ مع ...ما يستدعي ذلك من عودة إلى الأصل ومراجعة له...
كل ذلك أدى إلى إضافة معلومات أدقّ ومعارف أوسع مما كان يتضمنه هذا العلم من قبل؛ أي قبل أكثر من ربع قرن من الزمان.
ومهما يكن من أمر، وعليه، فإن علم وظائف الأصوات (أو "الصواتة"، أو "الفونولوجيا"، أو التصوتية"، Phonologie, Phonology)، فإنه يبحث في وظائف الأصوات اللغوية من ناحية القواعد التي تعمل بموجبها والدور الذي يقوم به في عملية التواصل اللغوي، وهي بذلك تختلف عن علم "الصوتيات" الذي يدرس المادة ذاتها (الصوت اللغوي)، ولكن من دون الإهتمام بوظيفتها التواصلية.
لذلك لا يهتم علم وظائف الأصوات بالناحية النطقية أو السمعية للأصوات، ولا بالتغيرات الفردية لها؛ بل يكرس اهتمامه لدراسة "الفروقات الصوتية" من حيث عملها في فهم المرسلة اللغوية، وهذا العلم الصوتي يتفرع كذلك في شعب تدرس ميادين مختلفة من وظائف الأصوات اللغوية.
وما يهمنا هنا أن هذا الكتاب الذي يضعه المؤلف بين أيدي القرّاء العرب، يهدف إلى تقديم الصوتيات العامة والصوتيات العربية؛ أي من حيث النطق والإنتشار والإدراك، وليس من حيث وظائف الصوت اللغوي.
لذا، جاء ترتيبه ضمن أبواب، تم في الأول منها، البحث في تحديد اللغة من المنظار اللساني من حيث هي ميدان علم وعمل، ليتم الإنتقال من ثم إلى دراسة الصوت اللغوي بشكل عام؛ وذلك انطلاقاً من مفاهيم الصوتيات العامة، وقُسّمت هذه الدراسة إلى علمٍ منطقي، وآخر سمعيّ، وآخر إدراكي، مع إضافة بحثٍ في تكوين الصوت في السلسلة الكلامية، ليتم من ثم إفراد باب خاص لأصوات اللغة العربية، تم فيه تحليلها من حيث النطق وطريقته، في محاولة لإعطاء كل صوت منها تحديداً، يكون أقرب ما يكون إلى واقع النطق الفعلي للغّة العربية في أيامنا هذه.
أما الباب الأخير، فقد تناول فيه الباحث الصوت اللغوي في انتقاله من الشفاهة إلى الكتابة، من الآنيّة الزائلة، إلى ديمومة الرمز المكتوب.
وهنا، يشير بأنه لم يحاول في عمله هذا تقديم دراسة تعاقبية / تاريخية؛ بل أرادها دراسة تزامنية تبحث في الصوت كما يُستعمل في زمنٍ واحد معيَّن، هو زمننا المعاصر، مضيفاً أنه لم يذهب إلى الإهتمام بتغيرات الصوت الواحد في اللهجات العربية؛ بل هو اعتمد دراسة الصوت كما يُنطق في اللغة العربية الفصحى مشيراً إلى أنه ولما كان السند الرئيسي لمثل هذه الدراسات علم اللسانيات الحديث، الذي رأى النور وتطور في الدول الغربية؛ كان من الطبيعي رجوع إلى ما جاء به هذا العلم في ميدان دراسة الأصوات، ذلك رجوعه إلى أمهات الكتب باللغة الفرنسية.
وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن هذه النسخة الجديدة من هذا الكتاب وضعها الباحث بين يدي القارئ، مؤكداً بأنها لا يمكن أن تكون مجرّد نسخة معدّلة منه ليس إلا؛ بل هي كتاب جديد يتضمن نواةً رئيسة هي تلك النسخة الأولى التي تحمل العنوان نفسه تقريباً، مع إضافة الكثير من الشروحات والتوسعيات والتعريف المفصل للمفاهيم الجوهرية الجديدة. إقرأ المزيد