الإسلاميون في السلطة ؛ تجربة الإخوان المسلمين في مصر
(0)    
المرتبة: 12,530
تاريخ النشر: 02/10/2017
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:تمثل التجربة العملية للإسلاميين في الحكم حقلاً بحثياً غير متناول كثيراً في ظل التحولات السياسية التي شهدتها عدة بلدان عربية خلال ما عُرف بالربيع العربي. مُنحت اللحظة التاريخية فرصة فارقة للتيارات السياسية الدينية للتقدم نحو صدارة المشهد السياسي في الكثير من البلدان العربية، وبخاصة أنها امتلكت أدوات هذا الحضور ..."كمياً" لطبيعة تنظيماتها وقوتها وحضورها بالتفاعل مع طبقات المجتمع بصورة مختلفة، بالضد في أغلب التيارات المدنية التي تفتقر إلى أدوات الحضور في المجتمع. أما الأدوات "الكيفية" لهذه التيارات فتراث تنظيري تكون عبر عقود بشّروا به كثيراً بوصفه الحل السحري لكل مشاكل المجتمعات العربية، رغم أن السياقات السياسي التي أتيحت لبعضهم - بدرجات متفاوتة - فهي لم تسهم في بلورة رؤية سياسية واضحة تنعكس على ممارسات هذه التيارات في الحكم فيما بعد. كان تبشير لهذا التيار عبر عقود بالدولة الإسلامية أمراً نظرياً لم يُتَحْ له - بحسب منظريه - فرصة الإختيار العملي مثلما حدث في مصر، حيث تولى الإخوان المسلمون حكم البلاد عاماً كاملاً سبقه عامان من التمدد السياسي في البرلمان؛ لتنتهي التجربة بعزلهم من الحكم مع تغييرات كبيرة في بنية أغلب الجماعات الإسلامية. وبالتطبيق على جماعة الإخوان المسلمين - كنموذج وصل إلى قمة هرم السلطة - يجد الباحث أنها لم تستطع أن تقترب من أركان الدولة الموروثة من عهد مبارك لغياب الكوادر الإدارية التي يمكن إحلالها بديلاً منهم، وهو ما أنتج سيطرة فعلية للدولة العميقة وتوجيه القرار السياسي؛ فضلاً عن افتقارها إلى برنامج عملي للحكم أدى إلى تفاقم المشكلات الموروثة وتزايدها مع غياب حلول إبتكارية. لذا سعت الجماعة إلى ترويض مراكز القوى بالسعي للإستفادة من معطيات الواقع في اتساق مع فكرة الإصلاح التدريجي الذي يحكم التنظيم ومن أبرز نتائجه غيار تورية القرارات. من هنا تنطلق هذه الدراسة وذلك من إشكالية رئيسة تتلخص في أنه في واقع المشاركة العملية بدرجات في الحكم هناك عدم امتلاك جماعات الإسلام السياسي آلية محكمة لانتقالها من مرحلة إدارة التنظيم إلى مرحلة إدارة الدولة، وهذا لغياب تصوّر محدد عن طبيعة الدولة، فضلاً عن غياب نموذج تطبيقي لتحقيق "الدولة الإسلامية"، رغم أنهم - كجماعات لها مشروع سياسي معلناً - يستهدفون منذ عقود إقامتها، حيث أسهبوا في الحديث عن القائد المحقق منها من دون الحديث عن آليات تسيير شؤونها، وهذا يعود إلى تراكم العديد من الإشكاليات أمام هذه الجماعات، سواءً لأسباب فكرية "فيما يتعلق بمسائل الدولة والحكم، أو لتراكمات تنظيمية حالت مسارات مكوناتها عبر عقود مضت دون تجاوزها حيث استمرت آلياتها التقليدية في التجاوب مع أزماتها التي أظهرتها تجربة الحكم دون استحداث آليات جديدة للتفاعل معها بحكم ما تفرضه التجربة العملية التي أصبحوا في قمتها. ومن أجل تحقيق ذلك، سعى الباحث في دراسته هذه إلى تحليل تجربة الإسلاميين في الحكم في ضوء التعرف إلى التصورات العملية للنظام السياسي الإسلامي المُستهدَف تحقيقه في ضوء برامج الأحزاب الإسلامية، كذلك التعرف إلى كيفية تفاعل جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الجماعات، تجاه مسألة الحكم، التي استطاعت الوصول إلى سدته من خلال التطرق إلى العوامل المؤثرة في أزمات الجماعات بالسلطة، كذلك تفاعلات الإسلاميين في تجربة الحكم، وأبرز تداعيات التجربة، وأسئلة التنظيم. وهنا يسير الباحث بأن تركيزه على جماعة "الإخوان المسلمين" كدراسته حالة بسبب الرمزية الكبيرة التي تمثلها الجماعة في الخيال السياسي للإسلاميين، باعتبارها الجماعة الإسلامية الأم سواء بين التيارات الإسلامية في مصر أو خارجها، كما تمثل تحولات التجربة نموذجاً خارقاً في تاريخ وممارسات جماعات الإسلام السياسي وبخاصة في ظل وجود نموذج تونسي موازٍ معاصر (حركة النهضة) اختلف مساره السياسي عن مسار إخوان مصر. هذا فقد اقتصر الباحث في تناوله تفاعلات الجماعة مع مسألة الحكم على المستوى الداخلي المصري مع بعض الإشارات إلى دوافع بعض التحركات الخارجية، اتساقاً مع رغبته في معرفة مدى قدرة جماعات الإسلام السياسي على التفاعل مع مسألة الحكم، وبخاصة أن التجربة كانت لها تمايزات لأسباب جغرافية وسياسية عن باقي تجارب دول الثورات العربية التي صعدت بالإسلاميين إلى سدّة الحكم. إقرأ المزيد