تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار الإرشاد للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا ختم القرآن قال : " اللهمّ إشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونوّر بالقرآن بصري ، وأطلق بالقرآن لساني ، وأعنّي عليه ما أبقيتني ، فإنه لا حول ولا قوّة إلا بك " . كما القرآن يفيض صدقاً وعدلاً ، وإنسانية ...وحقاً . . . كذلك الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام . فمَن تصفّح سيرته يجدها تجلّياً حقيقيّاً للقرآن في كل كبيرة وصغيرة ، في أقواله وأفعاله ، في حركاته وسكناته . . ومَن قرأ القرآن يجد عليّاً متجسّداً في آياته ، وسبباً ومصداقاً بارزاً لتداول الكثير منها . . هذه الفكرة ليست بالبدعة التي تطرأ على الذهن من دون دليل ولا برهان ، وأنا حقيقة شهد لها التاريخ الإسلامي في مَواطن كثيرة ؛ بل وأكثر من ذلك قد صرّح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرّة وبألفاظ متعدّدة . . . فاقتران القرآن بعلي وعلي بالقرآن لا يمكن النظر إليه نظرة عابرة ، وإنّما يجدر التأمّل فيه بعمق ، ومهمة بدقة . . وإذا ما رمقنا الإمام علي في يومياته نجدها بكل وضوح تحذو حذو القرآن وتنطق بما نطق به القرآن . . وبذلك كان القرآن واضحاً ساطعاً في سيرته أنّى اتجهت وحييت مشياً . لقد كان يحي القرآن بقلبه ودمه قبل أن ينطق بآيات بألفاظ وتعابير ، مما جعل فكره التأمّل في القرآن ، ونطقه القرآن ، وعمله القرآن . . . وبذلك تجلى القرآن في كلّ نواحيه تجلّياً صافياً شفافاً . وإذا تابعت تفاصيل حياة الإمام علي عليه السلام بفهم وعمق ، وجدت أنّ كلماته وسلوكياته جميعاً ليست إلا انبعاثاً عن القرآن . ويلخّص الإمام علي عليه السلام لنا كلّ ذلك في كلمة واحدة يقول فيها : " أنا القرآن الناطق " . من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي تمحورت الإمام علي عليه السلام والإرتباط الوثيق بينه وبين القرآن ، والإمام علي والقرآن الذي كان يحيي القرآن بقلبه ودمه قبل أن ينطق بآياته بألفاظ ومعايير مما جعل فكره التأمّل في القرآن ، ونطقه القرآن ، وعمله القرآن . . . وبذلك تجلى القرآن في كل نواحيه تجلّياً صافياً شفّافاّ . يحاول المؤلف متابعة تفاصيل حياة الإمام علي عليه السلام بفهم وعمق ، وصولاً إلى الوقوف عند كلماته وسلوكياته ، والتي بانت للجميع على أنّها جميعاً ليست إلا انبعاثاً عن القرآن . ويمضي المؤلف ليأخذ القارىء إلى هناك ، حيث حياة الإمام علي ، متجوّلاً في أروقتها منذ ولادته وحتى شهادته ، ليبيّن بأن الإمام علي قد جعل حياته قرآنية إلى أقصى حدّ . وأن الإمام هو ترجمان القرآن بحق ، ولسانه الناطق ، والسبيل الواضح إلى هداه وبصائره . وعليه ليس عجباً أن يكون القرآن صبغة حياة الإمام عليه السلام ، وذلك لأنّه صاحب نزوله آية بآية ، وعاش فصوله لحظة بلحظة ، ومركز كل اهتمامه عليه ، وكان كما قال عليه السلام : " وإن الكتاب عصي ما فارقته منذ صحبته . ولا شك أن عمق اعتقاد الإمام بالقرآن ودقيق نهجه لآياته ، ومعرفته الواسعة لأحكامه . . كل ذلك مكّنه من أن يسير جنباً إلى جنب القرآن دائماً وأبداً . وهكذا اصطبغت حياة الإمام عليه السلام بصبغة القرآن في كل مناحيها فلم تجد منه يوماً لا يعبق بعطر القرآن ، فكان تعليمه القرآن ، وحكمه القرآن ، وإرشاده القرآن . . فكان القرآن ينبعث من قلبه ولسانه وجوارحه في إرشاد الناس وهديهم إلى الصلاح والإصلاح ، والخير والإرشاد . [ . . . ] . هكذا غيض من فيض ما جاء في هذا الكتاب الذي جاءت مواضيعه حول النحو التالي : 1- مناقب قرآنية ( أفضل المناقب ، الإمام علي عليه السلام في القرآن آية الإمام علي عليه السلام . . . ) . 2- آفاق قرآنية ( الأعلم بالقرآن ، إمام التفسير والمفسرين ) . 3- الأقرأ للقرآن ( معلم القرآن ، إحتجاجات قرآنية ، كلمات ناطقة ) . 4- القرآن في خلافة الإمام علي عليه السلام . 5- القرآن في تحكيم الإمام علي عليه السلام . 6- القرآن في قضاء الإمام علي عليه السلام . 7- يوميات قرآنية . إقرأ المزيد