الفروق الدلالية بين القراءات القرآنية العشر
(0)    
المرتبة: 77,476
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:فقد بعث الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة، هدىً ورحمةً، والمعجزة الخالدة بلاغة وبياناً، وأودع فيها من واسع علمه، ولطيف معرفته، وأسرار حكمته، وعظيم قدرته، وبديع صنعته، ليكون القرآن الكريم المنزل من فوق سبع سموات، المعجز بحكمه وشرعه - حجة الله تعالى على خلقه، ودليل ...عنايته ولطفه، ومستقر فضلة ورحمته، وجمع إلى كمال حكمه وشرعه، من كمال النظم والبيان، ما أخرس المكذب المعاند، وأعجز الأديب الشاعر، وحير المفكر العالم.
ولما كان القرآن الكريم كلام الله تعالى إلى عباده، فإنه نزل إليهم بلسانهم، وخاطبهم بلهجاتهم، وكلمهم ألفاظهم ومعانيهم، وواجههم بأساليبهم وتراكيبهم، وما ذاك إلا ليقرأ كل أناس بما تعودوا وألفوا، وليفهم كل سامع، ويبلغ كل مخاطب ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾... [سورة إبراهيم: آية 4].
فكان من كبير لطف الله تعالى لعباده ورحمته بهم، ومن كمال قدرته وعلمه أن أنزل القرآن الكريم على نبيه بقراءات عدة، وعلمه أن يقرأ القرآن الكريم، ويُقْرِىءَ أمته على أحرف سبعة، وأخبرهم أن ذلك رحمة بهم، وتخفيفاً عليهم، ورفعاً للمشقة عنهم، فتلقى الصحابة - رضي الله عنهم - ذلك عن رسولهم صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يقرؤون ويقرئون غيرهم كل ما سمعوه عنه صلى الله عليه وسلم من أحرف.
أما سبب اختيار هذا الموضوع للدراسة، على الرغم من دقته وصعوبته، وبخاصة أن دراسة المعنى في نص مقدس - فهو ميلي إلى الدراسات اللغوة المختصة بالقرآن الكريم، هذه الميول التي عرفها مني أستاذي المشرف د. شعبان العبيدي، فأهداني فكرة هذا العمل.
ومن ثم فقد كانت أهداف الموضوع متمثلة فيما يأتي: 1-محاولة إستيفاء الجانب الدلالي لإختلاف القراءات القرآنية، وربطها بالدراسات الصوتية والصرفية والنحوية الخالصة، لإستنباط معان جديدة، 2-دراسة معاني القرآن الكريم من خلال قراءاتها المختلفة، ذلك أن أغلب الدراسات في بحثها عن المعنى، تقيدت بالقراءة المشهور (حفص عن عاصم) دون الرجوع إلى القراءات الاخرى، مما أدى في كثير من الأحيان إلى القول بمعان وتفسيرات خاطئة، تعتمد قراءة واحدة، في حين قد تحمل القراءات الأخرى نقيض المعنى الذي أثبت سابقاً، 3-بيان أن فهم المعاني القرآنية لا يكون صحيحاً إلا من خلال قراءاتها، وفي هذا دليل تواتر القراءات القرآنية، ورد على من شكك في سندها المتصل.
ومن المعرف أن دراسة المعنى، وإستنباط الدلالة من نصّ، أي نصّ، يُعَد من أصعب البحوث العلمية، وأكثرها دقة، فكيف إذا ما كان النص المدروس نصاً قرآنياً والمعنى المراد فهمه رسالة إلهية وحكمة ربانية.
إنطلاقاً من هذا كانت صعوبة البحث الذي نقوم به، فقد تطلبت دراسة الدلالة تدقيقاً وتأنياً ومراجعة، فضلاً عن محاولة التقيد دائماً بما ورد في الحديث من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو روايات الصحابة والتابعين الموثوق بها في دراسة النص القرآني. إقرأ المزيد