تاريخ النشر: 05/04/2017
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:بدأ الحكيم الجلياني كتاباته في النثر والشعر سطوراً من الحكمة أُخذت عنه ولم تنسب إليه، مع أنه كان المتقدم في صياغتها وكتابتها، وذلك منذ عام 559هـ، وهو لا يزال في ريعان الشباب حيث لم يتم الثلاثين من عمره؛ وإن كتاب "أدب السلوك" قد تم تأليفه في أوقات متفرقة عبر ...سنوات عديدة بلغت /40/ عاماً، ما بين سنة 559هـ و سنة 559هــ - كما هو مثبت في تواريخ المشارع التي يدور الكتاب حولها بوصفها "أقوالاً" متفاوتة الأحجام.
وأكثر ما يلفت النظر في "المشارع" هو عدم رجوع الحكيم الجلياني إلى التراث الصوفي الإسلامي الذي كان قد بلغ ذروته في عصره، فلم يستشهد في كتابه أدب السلوك، ولا بأي آية من القرآن الكريم، أو حديث نبوي شريف، وإن كانت المعاني التي تناولها تدور بشكل واضح حول بعض آيات من كتاب الله تعالى، والأحاديث النبوية الشريفة، ولو أردنا أن نردَّ ما جاء به من المعاني الدينية إلى متونها، لوجدنا الكثير.
يقول الجلياني حول تأليف هذه الحكم في مقدمة الكتاب: "وإن جميع هذا الكتاب ليس فيه قولٌ منقول من تصنيف أحدٍ من الناس، ولا يضاهيه شيء من تصانيفهم، لأنه عبارة عمّا يفتحه ربُّ العزَّة من أبواب رحمته، ويطلعه من آفاق حكمته، تعليماً من لدنَّه، وتتميماً لنعمته".
إن كتاب "أدب السلوك" وما فيه من المواعظ والحكم، لم يشتهر كثيراً، ظهر ذلك عندما بحثنا عنه في المصادر المتوفرة، وربما يعود ذلك إلى اللغة التي كتب فيها أو لعدم رواج هذا النوع من التأليف الذي يتخلى عن الطرق السائدة في التأليف الصوفي أو الفلسفي.
والخلاصة هي أن أصالة هذا الكتاب وتفرده تعتمد على فلسفة صوفية خاصة به أو "حكمة الطبيب" وأخلاق الإنسان التقي الملهم دون التقيد بما كتبه المتقدمون وأهل الإختصاص من الصوفية، إنها فلسفة الطبيب الذي كان يطلق عليه وما يزال اسم "الحكيم". إقرأ المزيد