لحظة الأبدية، دراسة الزمان في أدب القرن العشرين
(0)    
المرتبة: 53,167
تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:إن لحظة الأبدية التي تفتح لنا أبواب الجمال هي ذاتها التي تقودنا إلى الله الذي يولد فينا بواسطة الإيمان، حين تبعث الروح التي تعيش في الأبدية من قبر الجسد، الذي يعيش في الزمان، فننتقل من هاوية الدقائق المظلمة إلى جنة السرمدية الموعودة، من حشرجة الموت إلى فرح الحياة، من ...قلق العدم إلى طمأنينة الوجود. ففي لحظة مباركة من لحظات الفرح، عندما ينفتح القلب على مصراعيه للمحبة، وتدمع عيون الغبطة من حنان، تسطع نجمة الإيمان في عتمة النفس فيحدس الإنسان أنه مع الله وثيق به، لأنه ذاق عناقيد كرمته، ولأنه خبر لحظات الجنة يرتبط بها بخيط من نور يصل دقائق الزمان المبعثرة على مسافات العدم بوحدة الأبدية. وإذ يولد الإنسان بالروح بواسطة الإيمان، يطأ الموت، يطرح ساعة الغناء القديمة بعيداً، ويبقى عبر الزمان خالداً في قلب الوجود يحيا مع الله في أبدية الفرح.
من هنا يمكن القول بأن مشكلة الزمان هي الفكرة المميزة لهذا الجيل، تطبعه بطابعها، وتخلق الجو العام الذي يتنفس فيه، فأهم لحركات العلمية والفلسفية، والأدبية والفنية التي نشأت في عصرنا تتخذ من هذه الفكرة محوراً لها. الزمان هو موضوع نظريات أينشتين، هو مدار بحوث برغسون وهيدجر، إنه حاضر في أدب بروست وجويس ومان وفرجينيا وولف فوكلنر وسارتر، إنه كان في شعر فاليري وريكله واليوت. كما ،ه مرتكز جمالية سترافنسكي. إنه القاسم المشترك الذي يجمع بين ممثلي حضارة هذا القرن، مؤكداً أن عبارة عصر ما، مهما تباينت آراؤهم، واتجاهاتهم وتنوعت مشاربهم ومذاهبهم يظلون أبناء جيل واحد.
وهكذا فإنه من غير المبالغ القول أن أعظم الآثار الفكرية المعاصرة موسومة بطابع الزمان، التي تكفل هذه الدراسة للقارئ الوقوف على جوهر حضارة القرن العشرين. حيث يتطرق المؤلف في فصول هذا الكتاب إلى كوكبة لامعة من الفلاسفة والأدباء والشعراء قاموا بمعالجة هذه القضية بصورة تتميز بالجدة والعمق والأصالة، بحيث يلقي المؤلف الأضواء اللازمة على معضلة الزمان وما يتفرع عنها من مسائل، منيراً كل جوانبها إلى أن لا يبقى زاوية واحدة معتمة فيها.نبذة الناشر:أفرح كلما شعرت بالوجود. إذن الصحة التي هي فرح الجسد ببلوغه أسمى درجات الوجود هي انعتاق من أسره وتجاوز له إلى دنيا الروح. هي ارتفاع من واقع الأرض نحو مشارف السماء. وهكذا تستطيع الحواس أن تكون أحياناً تسامياً إلى ما وراء الحس، ويستطيع عالم المادة أن يكون منطلقاً إلى عالم الروح.
فالفرح تحرر من الزمان والمكان بأبعادها المعروفة. تستطيع بواسطته بكل سهولة أن تطير إلى المستقبل، أو أن تعود إلى الطفولة. لأنه يهدم الحائط بين الحلم والواقع فتتجاوز كثافة الأرض الحقيقية طبقة طبقة، وتبلغ إلى منطقة نائية يصبح فيها العالم وهماً، وتزول الأشياء والأماكن والأحقاب من وجهك، مفسحة المجال أمام مخيلتك لإعادة خلقها كما تشاء. إنه ينظم الحياة على شكل أسطورة مدهشة، مبدعاً من توافه الحياة اليومية قصة تروى، الدنيا إطارها المسحور، والناس أشخاصها. إنه ينقلك إلى نظام الأبدية التي هي روح الزمان، تضمن وجوده بأن تستمر هي ذاتها عبر كل أجزائه. إقرأ المزيد