تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:يقدم المؤلف دراسة تاريخية تحليلية لآثار السلف في علوم الحديث، موازناً بين مؤلفيها وآرائهم، من غير أن يشغل القارئ بالعقيم من جدلهم، مستخلصاً المقاييس النقدية التي نادوا بها من خلال المصطلحات الكثيرة المتفرقة في النفيس النادر من تصانيفهم. ثم للمؤلف أولاً إيراد ما يستحيل نقضه من البراهين على كتابة ...الحديث في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، مستشهداً بالكثير من الصحف والمدونات والوثائق التاريخية، منتهياً من ذلك كله إلى نتيجة هي أن القوم لم يعولوا على الذاكرة وحدها في حفظ السنة، بل كتبوها مثلما حفظوها في صدورهم في عهد مبكر، منتقلاً من ثم إلى عرض تاريخي تعقب فيه الرحلة في طلب الحديث، والتحول منها إلى صور أخرى من تحمل العلم وأدائه، مناقشاً تلك الصور، وموازناً بينها، ليخلص منها إلى كلمة عجلى في أهم التصانيف في علوم الحديث المختلفة ليحقق بعدها في شروط الراوي، مبيناً ما في هذه الشروط من المقاييس الإنسانية المسلمة في القديم والحديث، مستعرضاً من ثم أقسام الحديث مستقياً مصطلحاتها الدقيقة من أوثق الكتب وأهمها. منتقلاً بعدها إلى بيان مكانة الحديث في التشريع واللغة والأدب، موضحاً كيف شملت السنة كل آفاق التشريع، وكيف استقلت أحياناً بتبيان الحلال والحرام ولو كان أصلها في الكتاب، مفصلاً بعدها القول في خير الآحاد وشروط الاحتجاج به، ومبرزاً تبكير القوم بالرواية المصحوبة بالإسناد، مستعرضاً بعدها مدى تأثر علوم الأدب بأسانيد المحدثين، وراداً على المانعين من الاحتجاج بالحديث في اللغة والنحو، ومثبتاً أن مقاييس المحدثين هي أدق من معايير اللغويين لنقل الكلام الصحيح الفصيح منهياً الدراسة هذه بباب أخير أشبع فيه القول في طبقات الرواة.
هذا وأن المؤلف حرص في تضاعيف دراسته هذه على التأكيد أن مصطلح الحديث يقوم على فلسفة نقدية دقيقة روعي فيها الجوهر قبل العرض، والمعنى قبل المبنى، والمتن قبل السند، والعقل والحس قبل المحاكاة والتقليد. هذا وأن كتاب صبحي الصالح هذا من علوم الحديث هو كصنوه "مباحث في علوم القرآن" طائفة من المباحث العلمية تنفض غبار السنين عن تراثنا الخالد، وتعرض أنفس بدائع الفكر بأسلوب واضح بسيط أقرب إلى ذوق العصر. إقرأ المزيد