تاريخ النشر: 24/02/2017
الناشر: دار الفكر للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يعدّ الأدب الأموي من أزهى العصور وأكثرها سعة وأهمية في الأدب العربي، وذلك لسبب إتساع أرجاء الدولة وإمتدادها على مساحات واسعة من المعمورة مما أدى إلى تنوع بيئاته التي امتدت سور الصين شرقاً إلى مشارق فرنسا غرباً وضمت بين أرجائها قوميات مختلفة وشعوباً متباينة انضوت تحت راية الإسلام العظيم، ...واستضاءت بنور هدي الرسالة المحورية الخالدة.
ولقد تضافرت عوامل عديدة لتجعل من هذا العصر عصراً هو من أهم عصور الأدب العربي، فقد ساعدت الإضطرابات السياسية المختلفة من خوارج وشيعة وزبير بين وأمويين أثر بالغ من إتساع الأدب الذي أضحى الأداة الإعلامية الأولى بيد السلطة الأموية ومعارضيها على حدٍّ سواء، كما كان للعصبيات القبلية أثر، حيث عادت حينها لتطلّ برأسها بعد أن حاربها الإسلام وكاد أن يقضي عليها برفعه لمبدأ المساواة بين المسلمين بغضّ النظر عن اللون والجنس، بيد أن عودتها في ذلك العصر بشدّة غذت الأدب يحرك جديد منحه مزيداً من التنوع، يضاف إلى ذلك كله صراع آخر أطلّ برأسه، وهو الصراع بين العرب والموالي الذي بدأ بالإتساع تدريجياً في ذاك العصر.
كما شهد العصر الأموي شيوع ألوان جديدة من الشعر، لعلّ في مقدمتها فن النقائض؛ الذي أضحى هو الفن الأبرز في هذا العصر، فضلاً على الشعر السياسي الذي ملأ أرجاء الساحة الأدبية الأموية، والغزل الذي شغل الناس، وعلى وجه الخصوص في بيئتي الحجاز ونجد، وتنوعت إتجاهاته وسبله، وطرائق تناوله.
كما شهد هذا العصر ظهور شعراء موهوبين كبار أثروا الحركة الشعرية وحفروا أسماءهم في الذاكرة الشعرية العربية.
ضمن هذه المقاربات يأتي هذا الكتاب الذي سعى مؤلفه أن يكون متجاوباً مع المفردات المقررة لمنهج الأدب الأموي في الجامعات العربية، وقد شمل تمهيد وتسعة فصول، تم في التمهيد الوقوف عند أبرز التغييرات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية في هذا العصر، أما الفصل الأول فقد تم تخصيصه لدراسة البيئات الأدبية في هذا العصر - حيث لم يعد الأدب بيئة واحدة، بل تنوعت بيئاته بسببه إتساع مساحة الدولة، وتناول الفصل الثاني المؤثرات الجديدة في الشعر الأموي.
أما الفصل الثالث فقد دار حول الأغراض الشعرية بين التقليد والتجديد ليدرس الأغراض التقليدية المعروفة في الشعر العربي وما طرأ عليها من تجديد وأبرز الشعراء، وسعى الفصل الرابع إلى دراسة الشعر السياسي بوصفه من أكثر الأغراض الشعرية إنتشاراً بسبب الصراعات السياسية بين الأحزاب المختلفة في هذا العصر، واهتم الفصل الخامس بالشعر الغزلي كون الغزل من أبرز الأغراض شيوعاً في هذا العصر وأكثرها تنوعاً.
وتم تخصيص الفصل السادس لدراسة أعلام الشعر الأبرز في هذا العصر، ودار الفصل السابع حول النثر في العصر الأموي وتم الوقوف عند الخطابة وأنواعها وسماتها، ثم تم الإنتقال إلى الرسائل ودراسة سماتها وأنواعها ونماذج فيها. إقرأ المزيد