إعجاز سياحة في كتاب الله تكشف نفيس محتوياته وثمين مكنوناته
(0)    
المرتبة: 47,587
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: مكتبة المنار الإسلامية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد عني القرآن الكريم بدعوة الناس أجمعين إلى الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، كما حثّ الإنسان، أينما كان في الزمان والمكان، على النظر في الكون ليقف على نواميسه ويدرك نظامه ويتأمل إبداعاته: فــ لله عزّ وجلّ كتابان: مسطور ومنظور: والمسطور هو القرآن الكريم الذي لا يأتيه ...الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمنظور هو الكون الذي يشاهده الإنسان آناء الليل وأطراف النهار، ويرقبه في الغدو والآصال، بمخلوقاته وجماداته، ومن ذرّاته إلى مجراته.
هذا وقد اتجه بعض المفسرين إتجاهاً علمياً متخصصاً في تفسير آيات الله تعالى الكونية، وقد ظهر مؤيدون لهذا الإتجاه كثير، وإن تحفظ عليه بعض المتحفظين، والذين يأخذون بالإتجاه نحو تفسير آيات الله تعالى الكونية بالربط بين العلم والدين يتلخّص منهجهم في المسلمات التالية: 1-القرآن الكريم مطلق، والعلم نسبي، 2-لا تعارض بين القرآن الكريم وقوانين الطبيعة، والقرآن الكريم هو الحكم على هذه القوانين وليس العكس، 3-التفسير إنما يكون بحقائق العلم الثابتة والراسخة، وليس بنظرياته الموقوفة والمتغيرة، 4-عدم ليّ أعناق الآيات الكونية لتوافق الحقائق العلمية، 5-مراعاة قاعدة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"، 6-عدم الخوض في الغيب المطلق: كالذات الآلهية، والجن، والملائكة، وحياة البرزخ، والساعة، والبعث، والحساب، والصراط، والميزان، والجنة، والنار، وغيرها، والتسليم بالآيات الواردة فيها تسليماً مطلقاً لا نقاش فيه ولا جدال، 7-مراعاة تعدد معاني اللفظ الواحد لغوياً، 8-مراعاة فهم أسباب النزول والناسخ والمنسوخ، إن وجد، وفهم الفرق بين العام والخاص، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمفصّل في آي الذكر الحكيم، 11-مراعاة عدم العدول عن الحقيقة إلى المجاز في فهم الألفاظ؛ إلا إذا كانت هناك قرينة في السياق تدفع المفسر إلى ذلك.
هذا وتكمن أهمية الأخذ بمنهج الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في تحقيق جملة الأهداف التالية: 1-إدراك وجوه جديدة للإعجاز القرآني، فقد يدرك أهل عصر معين ما لا يدركه غيرهم، فالقرآن الكريم معجزة خالدة متجددة على الدوام، 2-بيان بلاغة نصوص القرآن الكريم وإتساع معانيها لمخاطبة الأولين والآخرين، 3-بيان المسبق في إشارة آيات القرآن الكريم الكونية لحقائق علمية ثبتت في العصر الحديث، 4-إستمالة غير المسلمين إلى الإسلام لمخاطبتهم بلغة العلم التي قد لا يفهمون غيرها.
وعليه، يمكن تركيز عظمة هذا الكتاب في الأوجه التالية: 1-عظمته معجزاً؛ فقد تحدّى به العرب - أهل الفصاحة والبيان؛ وقد أفاض المتحدثون عن أوجه الإعجاز في كتاب الله تعالى فكان منهم من رأى، أ-جمال بيانه، ودقة نظمه، وكمال بلاغته، وروعة معانيه وشمولها وإتساقها ودقة صياغتها، وقدرتها على مخاطبة الناس على إختلاف مداركهم وتفاوت عقولهم وتباين أفهامهم، ب-كمال تشريعه، ودقة تفاصيله، وحكمته وشموله، ج-إستعراضه الدقيق لمسيرة البشر، وتاريخ عدد من الأمم السابقة من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم المرسلين عليهم الصلاة، د-منهجه التربوي ورؤيته النفسية الثابتة، هــ - أبنائه بالغيب مما تحقق بعد نزوله بسنوات، و- صموده أمام كل محاولات التحريف على مر السنين، ز- إشارته إلى العديد من حقائق الكون وسنن الله تعالى فيه.
ومن العلماء من يرى إعجاز القرآن الكريم في كل ذلك أو غيره، فهناك الإعجاز اللغوي، والإعجاز العقدي، والإعجاز التشريعي والتاريخي والإقتصادي... وإعجاز التحدي حتى الساعة، وقبل كل صور هذه الإعجازات وبعدها يأتي الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.
وعليه، ومن هذا المنطلق كان للمؤلف نشاطاً إذاعياً لبرنامج شعاره "تفكر دقيقة تصلك الحقيقة، كان من خلاله بحث نفسه والمستحقين على متابعة التفكر في خلق السموات والأرض، مكرساً هذا الكتاب لهذا الغرض والذي يعني عبادة الجوارح التي يحث نفسه والقارئ على ممارستها والمواظبة عليها ولو في اليوم دقيقة حتى تصله الحقيقة.
وقد كان منهجه في كتابه هذا كالتالي أولاً ذكر الآية وبيان معاني مفرداتها ليقف من ثم بين يدي السورة مبيناً المعنى العام، والتفسير العلمي لها والحقائق العلمية الواردة فيها ووجه الإعجاز فيها تقدم، وبهذا النظام توالت الآيات، وتتابعت الصفحات، وتجلّت المبهرات في آيات الله تعالى البينات وصدر هذا الكتاب في جزئه الأول على أمل متابعة السير وإصدار أجزاء أخرى، فيها ما يعين القارئ على إدراك مدى الإعجاز العلمي في آيات القرآن الكريم. إقرأ المزيد