الفائضون ؛ المثقف - الدولة - المجتمع
(0)    
المرتبة: 202,947
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:نشأت الدولة العراقية الحديثة في العام 1921، أصلاً على ترميم الطبقات القديمة (شيوخ القبائل، الأغوات الكرد، كبار التجار، السادة، الضباط والإشراف) تمكن هذا التحالف من تشكيل نخبة سياسية على الرغم من أنها تفتقد لمشروع حداثي ليبرالي فاعل في إحشائها ولكنها استطاعت نقل المجتمع العراقي من مجتمع متشرذم يقع تحت وطأة ...الصراعات الطائفية واللاهوتية إلى مجتمع / دولة.
صاحب هذه العملية تطور علاقات الإنتاج الإجتماعي وتشكل النقابات والإتحادات المهنية والروابط الثقافية فضلاً عن الإستقلال النسبي للسلطة القضائية عن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ومُنح المجتمع الكثير من الصلاحيات لإدارة ذاته عبر الأحزاب السياسية، وتبلورت مرجعيات حديثة للفرد والجماعات، تتجاوز المرجعيات التقليدية، أدت عمليات التحديث على الرغم من ضعفها داخل بنية المجتمع العراقي إلى نشوء الطبقات الإجتماعية الوسطى وطبقة التجار التي تعتمد الملكية الإجتماعية والثروة كمجال مفصول عن الدولة، وبروز طبقة عاملة وجمعيات وإتحادات تعبر عن مصالح متعارضة وإزدهار نسبي للصحافة، وبروز كتلة منظمة من المثقفين، بعد العام 1958 ونتيجة المتغيرات الراديكالية في تكوينات الدولة فقد جرى إضعاف مؤسسة الملكية الإجتماعية، نتيجة الإصلاحات الزراعية، وتقويض الملكية العقارية، وبروز الدولة كمالك للثروات، وتحكمها بالمجتمع المدني داخل السياسات الوطنية والسعي إلى إستيعاب كل البنى الإجتماعية، بعد ظهور الدولة البعثية في منتصف ستينيات القرن الماضي التي أممت الرأسمال الخاص، ما أدت هذه الإجراءات إلى إضعاف إنفصال المجال السياسي عن المجال الإقتصادي، وهيمنة الدولة على الحقل المدني، ونشوء إقتصاد مركزي، شيدت هذه الدولة نظام متشابك من البنى القرابية والأيديولوجية الريعية، والحزب الجماهيري الواحد المسلح، والهيمنة على وسائل الإعلام، والجيش، والأجهزة البوليسية، فضلاً عن التلاعب بالمؤسسات الإجتماعية التقليدية، وسيطرة نظام العصبية السياسية هذه الوضعية التاريخية منحت الدولة البعثية الفاشية البدوية درجة عالية من الضبط، والقسوة الجامحة، وصلت إلى مرحلة الإبادات الجماعية للمكونات المدينية، والقومية، والإثنية، أما في المجال المجتمعي، فقد أدى إلى أزمة تكوين الطبقة البرجوازية الوطنية العراقية، وصعود الفئات الريفية بأيديولوجيتها القومية الرثة التي تتسم بالنزعات الشوفينية. إقرأ المزيد