حاشية على شرح بانت سعاد لابن هشام - ج1
(0)    
المرتبة: 52,966
تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: منشورات المعهد الألماني للأبحاث
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تذكر مختلف المصادر اسم مؤلف هذه الحاشية على هذا الشكل: "عبد القادر بن عمر البغدادي، أما هو فقد أورد اسمه في آخر حاشيته على شرح بانت سعاد كما يلي: عبد القادر بن عمر بن بايزيد بن الحاج أحمد البغدادي، كانت ولادته في بغداد سنة 1030هـ/ 1621م، فنسب إليها، فباشر ...الدراسة فيها على يد أساتذة، فأتقن العربية والفارسية والتركية كما تشهد بذلك الكتب التي صنفها في هذه اللغات والتي تم ذكر أسمائها في مقدمة هذا المؤلف، ومن ثم رحل عبد القادر إلى دمشق الشام عام 1048هـ / 1639م طلباً للعلم، وبعدها غادرها إلى القاهرة، حيث قرأ على علماء الجامع الأزهر العلوم الشرعية وذلك على يد شهاب الدين الخفاجي والشيخ ياسين الحمص، وتوسع البغدادي في رحلاته طلباً العلم حيث كانت له محطات في استنبول وادرنة أنفق البغدادي أكثر سنيه في كتابة مؤلفاته، وهو كثيراً ما كان يشكو من الرمد.
كان البغدادي فاضلاً، بارعاً، واقفاً على العلوم الدينية والشرعية، مطلقاً على أقسام كلام العرب نظماً وشعراً، راوياً لوقائعها وأيامها وحروبها، وكان يحفظ مقامات الحريري، وقد قرأ كثيراً من دواوين العرب على إختلاف طبقاتهم وهو أحسن المدققين من المتأخرين معرفة باللغة والأشعار والحكايات البديعة مع التثبت في النقل وزيادة الفطل والإنتقاد الحسن ومناسبة إيراد كل شيء منها في موضعه، مع اللطافة وقوة المذاكرة وحفظ اللغة الفارسية والتركية وإتقانهما كل الإتقان، ومعرفة الأشعار الحسنة منهما وأخبار الفرس؛ وقد قدّر معاصروه غزارة علمه تقديراً حسناً.
ومن مؤلفاته ومخطوطاته الموجودة في تركيا: "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب"، "شرح شواهد مفني اللبيب"، "شرح شواهد شعر الشافية للرضي الإستراباوي وللجاربردي"، "لغة شهنامة"، "شرح لغة شاهدي، بالعربية والتركية"، "كتاب مقصد الحرام في عجائب الأهرام"، "رسالة التلميذ"، "تخريج الأبيات التي استشهد بها الرضي في شرح الكافية"، "تخريج الأحاديث والآثار التي في شرح الكافية"، فهرست أسماء الشعراء الذين استشهد الرضي بشعرهم في شرح الكافية "تخريج كلام سيدنا عليّ المنسوب إليه في نهج البلاغة"، "شواهد المغني على ترتيب الأبواب والهجاء"، "فهرست الأبيات التي وقعت في شرح الشافية للرضي وللجار بردي"، فهرست تراجم الشعراء الذين ترجمتهم في شرح شواهد الشافية للرضي والجاربردي، "تخريج الأحاديث والآثار التي في شرح الوردية لابن الوردي"، "حاشية على شرح بانت سعاد لابن هشام، وهو المؤلف الذي تم نشره في هذا الكتاب، "الأبيات التي وقعت في شرح بانت سعاد"، "فهرست تراجم العلماء والشعراء التي وقعت في شرح بانت سعاد".
هذا وتعتبر حاشية عبد القادر بن عمر البغدادي هذه على شرح بانت سعاد لابن هشام من أهم مؤلفاته بعد خزانة الأدب؛ والقصيدة التي تدعى "بانت سعاد" هي للشاعر العربي كعب بن زهير الذي عفا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إشهار إسلامه بعد أن كان قد أهدر دمه وكساه ببردته الشريفة صلة لقصيدته، ودعيت ببانت سعاد لمطلعها، واسمها في الحقيقة "قصيدة البردة".
وقد شرحها من المتقدمين والمتأخرين لفيف من العلماء، وأشهر هذه الشروح شرح عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري، فقد شرح هذه القصيدة وكما يصفه البغدادي في مقدمة حاشيته "شرحاً يجلّ عن الوصف، ويكلّ الذهن عن إدراك مزاياه، وإن كان حديد الطرف، وهو مع صغر حجمه... قد اشتمل على مباحث شريفة ونكات لطيفة، وتحقيقات غريبة، وتدقيقات عجيبة، ودلائل أنيقة ومسائل دقيقة، خلا عن أكثرها جميع وصنفاته، بل توجد في كتب النحو".
وأما عن عمله في هذه الحاشية، فيقول البغدادي "ولما قرأته بمنزلي في مصر مع جماعة في سنة إحدى وثمانين وألف، كتبت عليه حاشية سلكت فيها أحسن المسالك... فصححت جميع ما نقله، بمراجعة ما أصّله، وشرحت مُسْتَغْلقه، وأوضحت مجمله... وشرحت شواهده شرحاً شافياً، ووضحتها توضيحاً كافياً بمراجعة شروح أبيات الكتاب، وهي المعتمدة في هذا الباب، وزدتها فوائد من كتب الأدب، وشروح دواوين العرب، وضمت إليها تتمتها بما يليها، وترجمت بعد ذلك قائلها، كما ترجمت كل عالم ذكر فيه، وعَزَوْتُ كل أثر وحديث، إلى مخرّجه في القديم والحديث... وأضفت إليها ما منّ الله تعالى به عليّ، وساقه فيضاً إليّ".
ويمكن القول، ومن خلال تدقيق النص المقدم فإن المؤلف عبد القادر البغدادي وهو في صدد البحث عن أي مسألة، وإن كانت صغيرة، قد استفاد من العديد، من الكتب، باذلاً كل ما يستطيعه الإنسان من جهد، وهو إلى هذا لم يَقْنع بشرح أبيات الشواهد فحسب؛ بل قدم أكثر من 253 ترجمة للشعراء والعلماء ممن ذكرهم ابن هشام في شرحه.
وأخيراً، فإن حاشية البغدادي هذه لا تقف في حدود قيمتها عند القيمة اللغوية فحسب؛ بل هي تحتل مكانة مرموقة، وهي تجلي بعض الحقائق التاريخية والثقافية، وبنشرها بعد أن كانت مغيبة في خزائن المخطوطات في تركيا، سيكون المحقق والناشر قد قدما مصدراً مهماً للعاملين في هذا الميدان. إقرأ المزيد