بداية أسطورة مؤسس علم الاقتصاد الحديث الرائد ابن خلدون (الجزء الأول)
(0)    
المرتبة: 212,825
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد أفاض المفكرون والدارسون لفكر إبن خلدون في شتى المجالات وأهمها علم الإجتماع ، حيث استطاع الكثيرون هؤلاء إبراز مكانته في العلوم الإجتماعية ، وقد كاد أن يتفق عجمهم وعربهم على إبن خلدون هو صاحب النموذج الأول الذي أسّس لعلم الإجتماع ، والذين جاءوا من بعده ؛ كالمفكر أوجست ...كانت ، وماركس فيبر . . . وغيرهم ، لم يضيفوا إضافات كبيرة مما جاء به إبن خلدون ، غير أن الفكر الإقتصادي عند إبن خلدون لم يحظَ بالأهمية الذي حظي بها علم الإجتماع من الدراسة والتمحيص . من هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة التي الهدف منها الكشف عن الأفكار الإقتصادية عند إبن خلدون ، وتحليلها ومعالجتها معالجة علمية موضوعية ، للتأكد فيما إذا كانت هذه الأفكار عادية مثل غيرها من الأفكار الإقتصادية عند أفلاطون وأرسطو ، وكذلك عند العلماء العرب والمسلمين ؛ أمثال أبي عبيد وأبي يوسف ، والغزالي ، وإبن تيمية . . . وغيرهم ممن أشاروا إلى قضايا إقتصادية متنوعة في كتبهم ، مُبدين آراءهم فيها ؛ أم أن إبن خلدون قد استطاع التوصّل إلى وضع أسس تحليل إقتصادي متكامل . وإذا كان ذلك موجوداً فعلاً ، فهل يحق لإبن خلدون أن يتبوأ مكانته البارزة بين روّاد الفكر الإقتصادي المعاصر ، مع الإحتفاظ بسبقه التاريخي لتأسيس علم الإقتصاد . وعليه يمكن القول بأن إشكالية هذه الدراسة تتمحور حول ما يلي : " هل لإبن خلدون فضل السَبَق في تحليل ودراسة الكثير من القضايا الإقتصادية والتأسيس لعلم الإقتصاد الحديث الذي نشأ في رحاب الحضارة الإسلامية ، وتطور بعد ذلك في ظل الحضارة الغربية الحديثة ؟ ويمكن القول بأن منحى هذه الدراسة يمثّل مقارنة فكر إبن خلدون مع أفكار هؤلاء الرواد ، ويأتي ذلك بمثابة دراسة لحضارتين عظيمتين تواصلتا في الزمن والتاريخ والجغرافيا ، وهما : الحضارة العربية الإسلامية وممثلها إبن خلدون ، والحضارة الغربية المعاصرة وممثلها آدم سميث وغيره من روّاد مدارس الإقتصاد المعاصر : ولإثبات ذلك بأسلوب موضوعي علمي عمد الباحث إلى عقد مقارنة أسلوب إبن خلدون التحليلي بأسلوب آدم سميث الملقّب بأبي الإقتصاد ، وغيره من مفكري العصر الحديث ، من أجل ذلك سيعتمد الباحث لإثبات ذلك منهجية المعايير القياسية للمعرفة الإنسانية التي تسمو إلى مرتبة العلوم ، والتي تتمثّل بشكل عام في " تحديد الفرض " من حيث الموضوع ، و " تحقيق القصد " ، من حيث المنهاج . . ثم استيفاء المسائل . ويمكن القول بأن هذه الدراسة تكتسي أهميتها البالغة في مجال الدراسات والبحوث الإقتصادية بوجه عام ؛ وفي مجال إبراز المساهمة الفكرية الإقتصادية للحضارة العربية الإسلامية على وجه الخصوص ، والتي يمكن توضيح هذه الأهمية في النقاط التالية : 1- إبراز ما تحتويه مقدمة إبن خلدون من دراسات وتحاليل إقتصادية تتسم بالموضوعية والعلمية ، وتتشعب لتشمل أهم قضايا النظرية الإقتصادية المعاصرة . 2- الكشف عما تحتويه المقدمة من قوانين ونظريات إقتصادية واضحة المعالم تتّصف بالتحليل والتعليل والتدقيق ؛ مثل نظرية القيمة ، ونظرية الحرية الإقتصادية والحافز الإقتصادي ، والظلم الإقتصادي ، ودور الدول في انتعاش وانتكاس النمو . 3- معرفة مناهج الدراسة مثل المنهج التحليلي القائم على الملاحظة والتجربة واستنباط ما تحتويه الظواهر من علاقات وروابط ، واكتشاف الأسباب والمسببات ، هذا المنهج الذي لم يُعرف في المجال الإقتصادي إلا في العصر الحديث . 4- قلة الدراسات والأبحاث حول الفكر الإقتصادي الخلدوني ، وتركيز القليل ممن كتبوا في هذا المجال على قضايا عامة . 5- تطاول بعض المتحاملين على الفكر الخلدوني أمثال الكاتب المصري الذي ألّف كتاباً بعنوان " نهاية الأسطورة " مدّعياً فيه أن فكر إبن خلدون مستوحى من الفكر الذي جاء في رسائل " إخوان الصفا " لتأتي هذه الدراسة إجابة على ذلك بطرحها الفكر الإقتصادي لإبن خلدون كبداية أسطورة عالمية تُضاف إلى الفكر الإجتماعي العالمي لإبن خلدون . 6- وأخيراً فإن فكر إبن خلدون ، كما يرى الباحث ، هو المستودع الذي جمعت فيه الحضارة العربية الإسلامية مكنوناتها وما تراكم فيها من علم . ومعرفة على مدى ثمانية قرون ؛ فكان خير شاهد على هذا الإرث العظيم الذي تجلى في فكر إبن خلدون قبل أبعاده وجزئياته وتفاصيله . نبذة الناشر:إن المتتبع لهذه الدراسة الخاصة في فكر العلامة ابن خلدون يدرك لا محالة أن هذا الفكر لم يأت من فراغ، ولكنه كان نتيجة تضافر عوامل عظيمة عظمة فكر ابن خلدون، فمن عائلة سادت وشادت في العلم والسياسة والرياسة، ترجع جذورها إلى الصحابي وائل بن حجر، إلى عصر عرف كل التناقضات وشهد شتى الظواهر، واختبر كل الأحوال، تقدم، انهيار، سقوط، وهبوط، قوة واضمحلال، دسائس ودهاء.. إلى حياة ملئت بالتجارب الميدانية، مارس هذه التجارب ووقف على آثارها ونتائجها، وساهمت في الحركية السياسية والعلمية، وكانت الدولاب الذي تدور عليه عجلة الحياة السياسية آنذاك، ثم العلم والقضاء وحلاوة السلطة وشغفها... ومرارة السجن وظلم الزمن، بهلاك كل أسرته وذهاب ماله وظلم العباد له.
فكانت خلاصة هذه المعاناة البشرية الخلدونية فكراً علمياً غير مسبوق، جعل صاحبه يعيش حياة أبدية.
وإنني أرى أن فكر ابن خلدون هو المستودع الذي جمعت فيه الحضارة العربية الإسلامية مكنوناتها وما تراكم فيها من علم ومعرفة على مدى ثمانية قرون، فكان خير الشاهد على هذا الإرث الزائل، وكنت أطمح أن أساهم في واجب الإنتماء لهذه الحضارة العريقة بعمل ما يعزز هذا الشعور الإنتمائي، فكان هذا العمل عربون هذا الحب الكبير الذي أكنه لهذا العالم الفذ عبد الرحمن ابن خلدون، وللحضارة العربية الإسلامية. إقرأ المزيد