الرحلات العلمية بين مصر والمشرق الإسلامي في العصر المملوكي الأول
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تُعد الرحلات العلمية بين أقاليم الدولة الإسلامية من المظاهر الثقافية الواضحة في مختلف العصور الإسلامية ولم تقف يوماً من الأيام الصراعات والخلافات والتغيرات السياسية التي طرأت على خارطة الدولة الإسلامية عانقاً أمام الطلبة الراحلين.
وهكذا هو شأن الرحلات العلمية في العصر المملوكي الأول فضلاً على أن المماليك أرادوا الحفاظ على ...المظهر الإسلامي لدولتهم ولم يدعوا لأنفسهم السلطة الدينية بل احتفظوا بالسلطة السياسية وتركوا السلطة الدينية للخليفة ومن يعاونه.
كان طلب العلم فضلاً عن أداء فريضة الحج والإطلاع على ما عند الآخرين من علماء المسلمين والإستفادة من علومهم وإدخال مصنفاتهم من الدوافع الرئيسة للرحلات العلمية.
فقدت عدت الرحلة في طلب العلم من الممارسات التي دعا إليها الدين الإسلامي وطالب المسلمين بالتعلم والرحلة في سبيل العلم ولعل ما يدعم قولنا هذا حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة".
فقد كان رائجاً في المجتمع الإسلامي أن من أراد العلم أو التعلم سعى إليه وشد رحاله في طلبه لأن الرحلة في طلب العلم ولقاء المشايخ والسماع أو الإقراء أو الأخذ منهم يزيد من إكتمال التعلم ويؤدي إلى التواصل الفكري والحضاري بين أقاليم الدولة الإسلامية، فضلاً عن هذا فإن العلوم الشرعية بوجه عام وعلم الحديث بوجه خاص لا يكتمل إلا في الرحلة أو السعي وراءه، لأن الرحلة في طلب العلم هي وليدة السعي وراء الحديث وجمعه والتحقق منه متناً وإسناداً لها نجد أن العلماء المسلمين اهتموا بالرحلات العلمية كثيراً حتى صارت الرحلة في طلب العلم معياراً على مستوى العلماء والفقهاء.
إن السبب الذي دفعني لإختيار موضوع (الرحلات العلمية بين مصر والمشرق الإسلامي في العصر المملوكي الأول) وإختيار (العلوم الشرعية واللغوية) دون غيرها من العلوم هو أن في حضارتنا الإسلامية فنٍّ من التأريخ تميزت به امتنا دون الأمم وهو الرحلة في طلب العلم وقد إستهواني هذا الفن فهو منجم غني بالكنوز من المعطيات الحضارية التي لا غنى لمن يهوى الكتابة في التأريخ الإسلامي وينقب في هذا المنجم ليتزود من معطياته ويقدم إلى الأجيال الوارثة الخبر والمثل والموعظة فيستفيدون من ذلك ويتعهدون المضي بمواصلة تشييد صرح حاضرة أسلافهم. إقرأ المزيد