الدرة الكيفانية في شرح الآجرومية
(0)    
المرتبة: 79,172
تاريخ النشر: 22/09/2016
الناشر: مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن علم النحو من العلوم التي عني بها القدماء، والمحدثُون، منذ القرن الأول الهجري، وإلى عصرنا هذا؛ وذلك لما له من علاقة وطيدة بعلوم الشريعة، ولتوقف معرفة كثير المراد بالآيات والأحاديث على معرفة هذا العلم.
وفي هذا يقول ابن خلدون: "علوم اللسان العربي أركانه أربعة، وهي: اللغة والنحو، والبيان، والأدب، ...ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة، إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنّة، وهي بلغة العرب ونَقَلتُها من الصحابة والتابعين عرب، وشرح مشكلاتها من لغاتهم، فلا بدّ من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد عِلمَ الشريعة، وتتفاوت في التأكيد بتفاوت مراتبها في التوفية بمقصود الكلام حسبما يتبين في الكلام عليها فنّاً فنّاً، والذي يتحصّل أن الأهم المقدم منها هو النحو؛ إذ تتبين أصول المقاصد بالدلالة، فيُعرف الفاعل من المعقول، والمبتدأ من الخبر، ولولاه يجُهلَ أصل الإفادة".
هذا وقد تنوعت المؤلفان في هذا العلم من مختصرات إلى مطولات... ومن منظومات إلى منثورات، ومن أشهر المؤلفات في هذا العلم المقدّمة الموجزة التي ألّفها محمد بن محمد بن آجروم المتوفي سنة 723هـ، والمعروفة بــ"الآجرومية" التي ذكر السيوطي أن ابن آجروم ألّفها تجاه الكعبة المشرفة.
وقد جاءت هذه المقدمة موجزة إيجازاً غير مخلّ، فوفت بكثير مما يحتاجه طالب هذا العلم، وقد عني بها كثير ممن جاء بعده شرحاً ونظماً، وممن نظمها أبو عبد الله محمد بن أُبَّ التواتي المزمري، وقد شرح هذا النظم أبو عبد البرّ محمد توفيق بن عمّار الكنفاني شرحاً سمّاه "الدرّ الكيفانية في شرح نظم عبيد ربه للآجرومية"، وهذا الشرح هو الذي يضمه هذا الكتاب.
وقد تضمن هذا الشرح فوائد عظيمة، بعضها في المتن، وبعضها في الحاشية، وهي كثيرة وبعضها عجيب، وهي تنبئ عن أن الشارح له إطلاع واسع على كنوز هذا العلم، وإن من الوفائد التي اشتمل عليها هذا الشرح الأبيات التي أوردها الشارح متضمنة نظماً لبعض الشروط، أو لبعض المسائل، وهذه المنظومات نادرة وفائقة، وميّسِّرة لحفظ الشروط والمسائل والقضايأ، على أن أغلب هذا الشرح هو موافق للحاجة دون إطالة ولا إيجاز، على الرغم من إطالة الشارح فيها في بعض المواضع... إلى حدٍّ ما.
وأما دافع الشارح لشرح هذه المنظومة فقد نتج بعد تأمل أن غالب الطلاب الذين اتجهوا لدراسة هذا النظم كمفتتح وبداية لمرحلة علمية - لا يخلو أمرهم من حالين: 1-أن معظمهم قد مرّت عليه أبوابٌ من النحو، ووقف على مضمونها، فمصطلحات الفنّ ليست غريبة على سمعه، لكنه مفتقر إلى من يرتبها، ويضبطها له، وهذا الشرح يفي بهذا الغرض، 2-أن كثيراً من الطلاب لا تتعدى دراسته في علم النحو الآجرومية، أو ما يعادلها، بسبب الإختصار والإكتفاء العلمي الذي طعن عليه التخصص، أو العوائق الصارفة عن مواصلة الطلب، ومعلوم أن أذهان الطلاب متفاوتة، وقرائهم مختلفة، وهممهم متباينة... والتعميم لا يستحسن في هذا الباب.
بالإضافة إلى ذلك رأى الشارح عند التأمل والتقصّي في الموجود من شروح هذا النظم يمكن ترتيبه ضمن أقسام ثلاثة: 1-قسم اقتصر على تفكيك أبيات المنظومة، وإعادة نثرها، غير متعدٍّ أمثلة الناظم، مما يشكل نقصاً يعيد الدارس إلى مراجع أخرى، 2-تفوق قدرة إستيعابه، فيحصل له من التهويش، ومشاكلة الظن، ما يمنعه من ترسيخ وتثبيت أي قاعدة.
أما القسم فغلب عليه التوسع والإستطراد في عرض المسائل، والتنوع في الخلاف إلى درجة القضاء على مسلمات، مما أدى إلى توليد نَفْرَةً لدى الطالب، سبب له نوع إستغلاق وتشتت في إدراك المراد، أما القسم الثالث: فجمل الشرح مستقلاً عن مدلول الأبيات ومنفصلاً عما تضمنته، فيجد الدارس الشرح بمعزل عن النظم، فيحصل عنده عجز في فهم النظم، ويتعسّر عليه الربط بين الأبيات والشرح... ونزولاً عند مصلحة الطالب والباحث، وإنطلاقاً من هذه الدوافع مضى الشارح في عمله هذا، ووضع هذا الشرح الذي يشكل مساهمة في تسهيل عمل الطالب لمعرفة أهمية هذه المنظومة التي يستعين بها لإجلاء مسائل النمو، فيستفيد منها في إتقان لغته والوصول به إلى الكشف عن المزيد مما تحمله الآيات القرآنية من معاني وكنوز لغوية وفقهية. إقرأ المزيد