تاريخ النشر: 15/05/2016
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:يعتبر كتاب الأنساب أشهر كتب السمعاني وأهمها على الإطلاق، وذلك لما احتوى عليه من معارف متنوعة تقرّ به من العمل الموسوعي، ويُعدّ ثالث كتبه حجماً، وذكر ابن الأثير (ت ٥٣٤هـ / ١١٣٩م) "أنه في نحو ثمان مجلدات، وابعه ابن خلكان (ت ٦٨١هـ / ١٢٨٢م)، والأسندي (٧٧١هـ / ١٣٦٩م)، كما ...أشار إلى الكتاب أغلب من ترجم له، ابتداء من ابن النجار ومن نقلوا عنه قائمة مؤلفاته، مثل الذهبي في كتبه الثلاثة، والصفدي، والسبكي، وغيرهم.
ويوضح السمعاني منهجه في هذا الكتاب، ويحدد تاريخ تأليفه ومكانه في مقدمته التي جاء فيها: ومعرفة الإنسان من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده، لأن تشعب الإنسان على افتراق القبائل والطوائف، أحد الأسباب الممهدة لحصول الإئتلاف، وكذلك الإختلاف الألسنة والصور، وتباين الألوان والفطر على ما قاله تعالى: ﴿وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾...
وكنت في رحلتي أتتبع ذلك، وأسأل الحفاظ على الأنساب وكيفيتها، وإلى أي شيء نسب كل واحد، وأثبت ما كنت اسمعه، ولما اتفق الاجتماع مع شيخنا وإمامنا أبي شجاع عمر بن أبي الحسن البساطمي... فكان يحثني على نظم مجموع في الأنساب.
وكل نسبة إلى أي قبيلة أو بطن، أو ولاء، أو بلدة، أو قرية، أوجدّ، أو حرفة أو لقب لبعض أجداده، فإن الإنسان لا تخلو عن واحد من هذه الأشياء، فشرعت في جمعه بسمرقند سنة خمسين وخمسمائة، وكنت أكتب الحكايات والجرح والتعديل أسانيدها، ثم حذفت الأسانيد لكيلا يطول، وملت إلى الإختصار ليسهل على الفقهاء وحفظها، ولا يصعب على الحفّاظ ضبطها، وأورد بالنسبة على حروف المعجم، وراعيت فيها الحرف الثاني والثالث إلى آخر الحروف، ... وأذكر نسب الرجل الذي أذكره في الترجمة، وسيرته وما قال الناس فيه، وإسناده، وأذكر شيوخه، ومن حدّث عنهم، ومن روى عنه، ومولده ووفاته؛ إن كان بلغني ذلك.
وقدمت فصولاً فيها أحاديث مسندة في الحثّ على تحصيل هذا النوع من العلم، ونسب جماعة من أصول العرب، ورد في الحديث ذكرهم، وقد أذكر البلاد المعروفة والنسبة إليها لفائدة تكون في ذكرها، والله تعالى ينفع الناظر فيه، والمتأمل له بفضله وسعة رحمته [...].
ونبين في المقدمة أن أبا شجاع البسطامي، هو من دفعه إلى تأليف الكتاب، وأنه شرع في جمعه سنة ٥٥٠هـ في مدينة سمرقند كما بين منهج تأليفه على طريقة المعجمات.
وقد حفظ لنا السمعاني في الأنساب مادة علمية غزيرة قلّ نظيرها، في أمور دينية وتاريخية واقتصادية واجتماعية وأدبية ولغوية، وقد درس الجوانب الحضارية فيه نجيب عبد الفتاح جيلاني محمد في رسالة قدمها إلى قسم التاريخ والحضارة في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، ووصف الشبيبي الكتاب في دراسة سابقة له بأنه: "موسوعة في التاريخ والبلدان واللغة والأدب والشعر والأنساب، وكتاب جليل في الفقه والحديث والملل والنحل".
هذا وتوجد من (الأنساب) أكثر من ثلاثين نسخة مخطوطة، متناثرة في أنحاء العالم، بعضها كاملة، وأخرى أجزاء منه، عمد إلى الإشارة إليها المحقق في المقدمة، كما يشير إلى دوافع اهتمامه بكتاب الإنسان حيث يقول: "ولأهمية كتاب "الأنساب" في جلاء صورة العولمة الثانية في عصر السمعاني نفسه؛ ولأنه يقدم المثال الأوضح لها، فقد عملت على استخلاص سيرة الإمام السمعاني من كتابه لتكون شاهداً ودليلاً على ذلك [...].
مضيفاً بان كتاب السمعاني (الأنساب) من الكتب التي رجع إليها مراراً في أثناء انشغاله ببعض البحوث والدراسات التي كان يحتاج فيها إلى معرفة نسب ما، أو معلومات عن أشخاص، أو مواقع جغرافية، مبيّناً وأنه نتيجة لكثرة استخدام الكتاب، وجد نفسه في حاجة إلى التعرف إلى السمعاني، لتنتهي به الأمر إلى قراءة دراسة مطولة عن أسرته، ومراجع اهتمت بحياة السمعاني... ووو... فكان منه أن عرض لأسرته ومجتمعه وميلاده ونشأته ورحلته والأماكن التي دخلها، والمشايخ الذين أخذ عنهم والكتب التي ألفها، كما عاد إلى كتب نقدم على نحو دقيق المسيرة العلمية للسمعاني...
وهكذا، ومن خلال دأب المحقق على تقصي سيرة السمعاني بكل جوانبها، عمد إلى إغناء هذه الطبعة بسيرة السمعاني التي استخلصها، كما اشتمل هذا الكتاب على بأن نسخ الكتاب المخطوطة، ونشرات كتاب الأنساب، وبيان أن السمعاني ذاكرة عصره، ثم ذكر منهج المحقق في استخلاص سيرة السمعاني، ونماذج منها، ثم قسم لسيرة الإمام السمعاني المستخلصة.
بالإضافة إلى ذلك فقد اشتمل الكتاب على حواشي واستدراكات المحقق وفهرساً بأسماء المواضع والأماكن، وكشاف بالمواد ذات الصلة بحياة السمعاني، وأخيراً ملحقاً اشتمل على صور توضيحية. إقرأ المزيد