زمن لكل الأزمنة - نظرات وآراء في الفن
(0)    
المرتبة: 107,381
تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إذا كانت تسمية الضروب المختلفة من الصور الغربية والتماثيل المشوهة والخارجة على الطبيعة والواقع المألوف قد اكتسبت صفتها في الحداثة منذ بداية هذا القرن، فإن النزعة الكامنة وراءها لمعنى من معاني التجدد على الألفة والمنطق كانت قد ولدت مع الإنسان القديم وفي كهوفه قبل آلاف السنين، وعبر رغبة للتخلص ...من ثقله على الأرض وحتمية العلاقات الطبيعية، ودفعت به منذ تلك الحقب الغائرة في القدم للبحث عن مقاييس جديدة لعلاقته بالطبيعة من خلال رؤية داخلية لا تقف به عند حدود تقليدها أو استيحائها، بل تسعى إلى إيجاد ضرب من التفسير الخاص لطبيعة ارتباطه بها فلا يرسم ما يرى بل ما أن يراه وما يتمنى أن يراه أو يحلم برؤيته، وهكذا حاول تحريف الأشياء عن واقعها الظاهري وتشويه معالمها ضمن مفاهيم تعبيرية معينة في التشويه والتحريف، وكان أشهر الإنسان نماذج لها على جدران كهوف جنوب فرنسا قبل أن يولد الإنسان في التاريخ المكتوب، كما أنه رأى حيواناً مركباً من عدة حيوانات على جدران محمد الملك في بابل، وإنساناً لا يخضع للنسب المألوفة في معابر الهند ولا يزال الإنسان يتلمس على كثير من الفن في الأعمال الميدانية لشعوب أفريقيا وفي رسوم الأطفال والتي حاول الفنان الحديث أن يجترح له منطقاً يثور به على منطق العلاقات الخارجية للأشياء وبدعاوي متعددة في الاحتجاج والتمرد والعفوية والخيبة من عصر التزمت العلمي وتوظيف العنان للتعبير عن أهواء الآخرين.
في هذا الإطار تأتي نظرات وآراء "بلند الحيدري" في الفن، إذ انه يحاول رصد مصدر الإبداع الإنساني وأبعاده في مختلف أنواع الفنون التي شهدت تطوراً عبر عمر الإنسان ولكنها ومهما تنوعت وتباينت إلا إنها عكست فلسفة الإنسان في الحياة منذ بداياتها من خلال النحت والرسم والتصوير والرقص والعمران، وقد حاول المؤلف ربط القديم من هذه الفنون بالمحدث والمحدث منها بالقديم وذلك عبر جولة فكرية فلسفية استأثرت بالعطاء الفني عبر العصور فكانت للمؤلف جولات استهلها بجولة حول الحضارة العراقية القديمة من فنون، لتسليط الضوء على ما أبدعته من فنون منتقلاً بعد ذلك إلى إبداعات الفن المصري والإسلامي، فن الحديث، الرسم، والهندي والياباني منتقلا من ثم للحديث حول الفن الحديث من خلال الأميركي وإيحاءاته، ثم الانطباعية ليجول من جديد مع ملامح الإبداع الإنساني القديم من خلال رصده لما تحمله الأقنعة الزنجية الأفريقية من رموز ومعاني ثم ليطوف فكريا بعد ذلك في ما أبدعه الفن الإسلامي من خلال المساجد وبنائها، ثم الأثر الإبداعي لرائعة "بابلو بيكاسو" "الجورنيكا" منتقلاً بعد ذلك للحديث عن العلاقة بين معيار العربي والشعر العربي والرقص الزنجي والهندي منهياً جولته الفكرية تلك عند العامل في الفن العراقي وعند اثر التراث العربي على فناني العرب. إقرأ المزيد