النقود الإلكترونية - وسيلة دفع - دراسة إقتصادية فقهية
(0)    
المرتبة: 180,588
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:النقود الإلكترونية هي فكرة لمُخْتَرَعْ جديد الهدف منه جعل المعاملات المصرفية أكثر مرونة وسرعة تتمشى مع التطوّر السريع للمعاملات التجارية . ومن المعلوم أن العالم اليوم ، يمر في الوقت الراهن بمرحلة إنتقالية بين التعامل الورقي والتعامل الإلكتروني في الأمور المالية ، وهذا يمثّل نهضة علمية جديدة في مجال ...الإتصالات والفضائيات والحاسبات الآلية ، وتبادل المعلومات عبر شبكة الانترنت حتى عُرف بعصر التكنولوجية والإتصال عن بعد عبر وسائط الكترونية . ولعلّ أهم ما في هذه النهضة وأكثرها تأثيراً في حياة الإنسان العملية هو اكتشاف الحاسوب الالكتروني ، ومن تَمَّ ظهور ما يسمى بشبكة الانترنت ، وتقدم الأعمال المصرفية الالكترونية عبرها تقدماً ملموساً ، عن طريق إجراء كل العمليات من خلالها ، أي شبكة الاتصالات الالكترونية ، ومن المتوقع أن تنتشر ، وفي المرحلة المقبلة ، وفي ظل التطوّر الحاصل في جمال تكنولوجيا المعلومات المستمر في مجال التقنية المصرفية نتيجة التطورات الاقتصادية والالكترونية المتلاحقة . ولا يغيب عن الإذهان ما للجهاز المصرفي ، في أي بلد من البلدان ، من دور مهم وفعّال في تعبئة موارد المجتمع ، ودفعها في طريق تحقيق الأهداف التنموية التي تصبو إليها ، وكلما كان الجهاز المصرفي متّفقاً في تعاملاته مع معتقدات الشعوب ، وتطلعاتهم ، كلما كانت استجابتهم له أكثر ، وبالتالي تكون فعالية هذا الجهاز في دفع عملية التنمية أقوى وأعظم . ومن ثَمَّ يحيل المجتمع ومع تطوّر تقنية المبادلات إلى اتخاذ وسائل عالية التقنية لتبادل السلع والخدمات ، بهدف تقليل تكلفة المبادلة إلى أدنى حدٍّ ممكن ، وقد أدّى ازدياد انتشار تقنيات الانترنت وبالتالي التجارة الالكترونية إلى التفكير بوسائل وأنظمة المدفوعات المالية ، إلا ما يتناسب وتلك التقنية . من هنا كان التفكير في إيجاد بدائل جديدة للعملة الورقية ، بالإمكان إرسالها عبر شبكة الانترنت ، وأجهزة الكمبيوتر بما يطلق عليها " النقود الالكترونية " ، وعليه أصبح التعامل مع ما يُعرف بالعالم غير الورقي منتشراً ، واستخدمت الأوراق المالية بدعامات تُعرف بالرسائل الممغنطة ، مما أدّى إلى التحوّل من المحسوس الرقمي ومن الدعامة المادية إلى الدعامة الالكترونية في عالم النقد ، ومن المتعارف عليه أن البنك المركزي هو الذي يقوم بإصدار الأوراق النقدية المالية من أغلب دول العالم ، ولكن ومع انتشار التعامل بالنقود الالكترونية ، اصبح هذا العمل مناطاً بجهات أخرى غير البنك المركزي لإصدارها ، وهو ما يجري الآن ، على أرض الواقع . وهذا من شأنه إثارة مجموعة من الآثار الإقتصادية بما لها من تأثير على الإنتاج والإستهلاك . وعليه يُعَدّ انتشار النقود الالكترونية ظاهرة حديثة جديرة بالبحث لمعرفتها والإقتراب منها . من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة الإستقرائية ، وصولاً إلى فهم التغيّرات المتلاحقة الحاصلة في مجال العملة الالكترونية والتكيّف معها ومعرفة خصائص الدفع الالكتروني ، ومقارنتها مع النظام النقدي الورقي السائد . وعليه ، فقد سعى الباحث من خلال دراسته هذه إلى تحقيق جملة أمور ، وصولاً لإبراز الدور المهم الذي تلعبه النقود الالكترونية من خلال بحثه في النقاط التالية : 1- محاولة إستيعاب مسائل النقود بأنواعها المختلفة . 2- دراسة ماهية المصارف الالكترونية والنقود الالكترونية . 3- دراسة الأهمية الاقتصادية لبطاقات الدفع الالكترونية . 4- تحديد العلاقة بين كل نوع من أنواع البطاقات لاستثمارها في عملية التكييف الفقهي . 5- محاولة تطبيق بعض الأحكام الفقهية على النقود الالكترونية على اعتبارها مرتبطة بفقه النوازل والمستجدات ، وترجيح القول الراجح في كل مسألة . 6- تحديد مخاطر استخدام النقود الألكترونية والمبادئ الإسترشادية لإدارتها ، والتحديات القانونية التي تواجه المصارف الالكترونية . وقد تضمّن هذا البحث أربعة فصول : جاء الأول تحت عنوان " حقيقة النقود وأنواعها " وقد مثّل هذا الفصل مدخلاً للولوج إلى مسائل النقود من خلال معطيات حدّدها الباحث . أما الفصل الثاني ، فقد تمّ فيه تسليط الضوء على المصارف الآلية ونقودها . وتمّ تخصيص الفصل الثالث ، والذي مثّل محور هذه الدراسة ، ألا وهو موضوع التكيّف الفقهي لوسائل الدفع الالكتروني " حيث تناول مفهوم البطاقة المستخدمة عبر وسائل الدفع الالكتروني ثم تكيّفها الفقهي ، ومن ثَمَّ الفوائد الربوية المترتبة عليها على المستوى الإقتصادي . وأخيراً تمَّ في الفصل الرابع طرح موضوع " الأحكام الفقهية المتعلقة بالنقود الالكترونية " حيث تناول هذا الفصل بعض الأحكام المترتبة على ذاك النوع من النقود ، ثمّ بيان مدى جريان النقود الالكترونية مع غيرها في تحقيق علّة توصيف النقود . إقرأ المزيد