أثر المعاني اللغوية في توجيه دلالات النصوص من خلال آيات الأحكام في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 12/07/2016
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تعددت آيات القرآن الكريم كترة وتنوعت مضموناً واختلفت شكلاً من حيث تراكيبها اللغوية التي حصرها علم النحو في أنساق تعبيرية تسمح رأداء وظيفة التبليغ المراد، وإن هو استعصى فهممه في الظاهر، مما يؤكد وجود معانٍ أخرى غير تلك التي تنقدح في ذهن القارىء لأول وهلة، وما هذا التراء في المحتوى ...إلا دليل على قوة تجانس المضمون مع الشكل الذي تختصره ثنائية اللغة والمعنى، التي مكّنت من الإحاطة على أوجه متعددة ومتباينة عند قراءة النص الشريف، الذي ما وضع أصلاً إلا لتوجيه المتلقي نحو مقاصد الشريعة الإسلامية، بما في ذلك المادية منها والمعنوية.
ومن كانت غايته كذلك فلا بد أن يشتمل على ما يجمع بين لطائف الروح ورغائب الجسم المادي، الذي يحتاج إلى ما يبيّن له سبيل الرشد من سبيل الغواية، وهذا ما احتفى به النص القرآني من خلال مجموع المواضيع العقدية والفقهية والتاريخية، وغيرها من القضايا التي منحت للعقل البشري إمكانية التصوّر السليم لحقيقة الخطاب الموجّه من الباري عز وجل في كتابه العزيز، الذي لا يمكن فهم فحواه إلا بالعودة إلى مقتضى ظاهر اللفظ وباطنه، وإن كانت مستبطنات الألفاظ من المعاني هي التي فتحت باب التأويل واسعاً، مما أفضى إلى استنباط قواعد وأحكام تختص بكل كلية من كليات الشرع.
ومن هذه الكليات مجموع تلك المباحث التي تعلّقت بالأحكام الفقهية في بابي العبادات والمعاملات، التي لم تؤنس قواعدها الفقهية وأحكامها التي ترتبت عنها لولا اختلاف المجتهدين في قراءة النص الشريف، وذلك بالعودة إلى معاني ألفاظ اللغة العربية الكثيرة المشكّلة بالسياق القرآني برمّته، فالمعجم اللغوي للقرآن الكريم أتاح للفقهاء وعلماء الأصول فرصة تخريج الدلالات المختلفة للنص الشرعي انطلاقاً من مدلول اللفظ أولاً والسياق الوارد فيه ثانياً: إذ إن الفقيه والأصولي لا يكون كذلك إلا بمعرفته لأصول لغة العرب ولهجاتها المتفرعة عنها؛ لأن هذا الشرط من الشروط المعتبرة في تحكيم رأي الفقيه أو الأصولي وترجيح دليله على آخر، فما كان من ذلك إلا أن حظيت اللغة العربية بعناية خاصة من طرف المفسرين والفقهاء وغيرهم من المجتهدين، الذين استثمروا لغة القرآن واستخرجوا منها ما استخرجوا من فوائد عادت بالأثر الكبير على شتى المعارف عامة والدرس النحوي خاصة. إقرأ المزيد