الكتابة والسلطة بحوث علمية محكمة
(0)    
المرتبة: 118,235
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:السلطة، في مفهومها المباشر، فعلٌ مطلق مقترن بالإلزام، يؤسس علاقته بالأشياء على الإحتواء والنفيّ؛ الإحتواء في اللحظة التي تخضع فيها الأشياء لمنطق السلطة المتعالي، والنفي حالما تشرع في شق مسار مواز، تنشأ عنه قوة موازِنة، ومنازِعة للسلطة في احتيازاتها وامتيازاتها.
يقتضي ذلك أن السلطة تنزع دئماً نحو "توسيل" جميع القيم الممكنة ...لتبرير طموحها، وتوسيع مضمونها الإستحواذي، الذي يجعلها شاهداً على وجود الظواهر، وكفيلاً بمصائرها، ورقيباً على تحولاتها.
وأكثر ما تتوسل به السلطة في مجرى هذه الصلات دعوى "النظام"، وعليها تبني خطابها المشرع "للمؤسسة" في بعدها الواحد، والمعتد "بالحقيقة" في مفهومها الإمتلاكي لا التقاسمي.
وعليه فقد صح أن للسلطة وجهين متلازمين: أحدهما "خطاب" يتخذ وضع "السر اللطيف"، تجري به السلطة في كل مفاصل "المؤسسة" مبدأً أو طريقةً أو مقاصدَ.
والوجه الثاني: "فعل" قهري يتصور كل اختلاف عن "تعاليم" السلطة "مروقا" أو "جموحا" يقتضي "المبادرة إلى الكبح"، أو "التفضل بالصفح"؛ حفاظاً على "أسطورة النظام"، الضامنة لمكاسب "المهيمن الغالب"، والمديمة لمصالحه المتواردة.
الوجهان معاً يجتمعان عند ميشيل فوكو على نحو ما يسميه التكنولوجيا السياسية للجسد Technologie politique du corps، وبهذا المفهوم يفسر فوكو المعايير التي تقيس بها السلطة درجة الصلاحية والنجاعة في أداءات الأفراد المطالّبين بالجمع بين الإنتاج والخضوع Assujetti في الآن نفسه؛ مستعينة بآلة القهر Assujettissement التي تظفر بها عن طريق مواجهة مادية عنيفة بينها وبين القوى المناقضة، أو عن طريق وسائل إيديولوجية خفية، لا تتخذ مظهراً عنيفاً، بل تبدو محسوبة، ومنتظمة على نحو تقني لا شأن له بسلاح ولا يرعب. إقرأ المزيد