تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:دعك من الحنين الذي كثيراً ما نلوذ به، حين لا نجد شيئاً نفعله، واسمع ما سأقول لك بصدق، إلى اليوم، حين تباغتني فيروز وهي تغني: مرّيت بالشوارع... شوارع القدس العتيقة، أصاب رغماً عني بقشعريرة لذيذة، تجرني بخيط شفّاف نحو تلك الزيارة الأولى على وجه الخصوص.
أما حين تغني للدكاكين إلـ بقيت ...من فلسطين، فليس ثمة مشهد آخر في هذه الحياة، قادر على إزاحة تلك الجلسة التي تجمع جدّي والحاج صبحي المقدسي، ورجالاً آخرين يجلسون محنيي الظهور، وهم يتضاحكون ويشربون الشاي على كراسي القش، عند باب دكانه.
تلك التفاصيل تعيدني وفي كل مرة، لذاك الصبي الصغير الذي كنته، الصبي الحامل لدهشته البكر، أتذكره وهو يرشف العصير، يدوّر رقبته الصغيرة متطلعاً بشتى الإتجاهات حتى لا يفوته شيء، يلملم الروائح التي تنشقها لأول مرة، يمسك بحرص بالغ، ألعابه الجديدة التي يتحرّق ليريها لأقرانه في دير البساتين.
كأني أطالعه الآن رغم كل السنين التي مضت، أراه وهو ينظر بعينين يقظتين ومبهورتين، لمفاتن مدينة دافئة، بدت منشغلة عنه بأحزانها، وهي تبكي بصمت على كتف العزلة. إقرأ المزيد