محمود درويش والعروج إلى ما وراء المعنى
تاريخ النشر: 14/06/2016
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:كما هي الكمنجات التي كانت تقول أوسع مما تقوله الكلمات، وكأنها إيقاع الوجود الذي أيقظ في ذات الشاعر محمود درويش، لغة غير اللغة، ومعنى أوسع من المعنى، لأن اللغة الدرويشة لغة تنهج على المعنى عبر حسها الموسيقي الخفي الذي يتشكل في الإيقاع الشعري، وفي إيقاع الذات.
هكذا كان درويش يعرج عبر ...اللغة والقصيدة إلى معناه، ليرى ما لم تفصح عن الحروف ولا الكلمات، ويدرك السر الذي كان فتحاً للقصيدة، وكشفاً للرؤى الغامضة.
كتاب (محمود درويش والعروج إلى ما وراء المعنى) للدكتورة الشاعرة بهيجة مصري إدلبي التي عرفت النقد معرفتها بالقصيدة وعرفت اللغة بصيرة كاشفة، ورؤى عارفة، ومنازل للمعنى، تعرج إلى مقاماتها، التي تنفتح على النص كما تتفتح العذوبة على النهر، وتستدرج القصيدة كما يستدرج النور الفراشة لترى ما وراء الكلمة، وتكشف عن الخافية التي يكمن فيها البرق الشعري.
هذا الكتاب يعد من الكتب التي نهضت بالنقد ليصبح في مصاف الإبداع، وليصبح موازياً للنص الإبداعي في كشفه وفي بصيرته وفي رؤياه.
فالدكتور بهجية قد قرأت ما أيقظته التجربة الدرويشية في البصيرة النقدية، لأن التجربة الدرويشة كما نرى الباحثة تجربة تغري بالتماس مع المعنى، وتغري بالكشف عن أسرار الخطاب الذي كان له خصوصيته لدى درويش.
وقد بينت النافذة الأدلبي سر وخصوصيته القصيدة الدرويشية سواء على مستوى المعنى أو على مستوى المبنى وعن علاقة ذلك بشخص الشاعر أي بين شخص الشاعر وشخص القصيدة، الذي تشتغل عليه الشاعرة كمشروع نقدي يكشف عن سر الذات الشاعر في سر القصيدة، لنكشف عن بلغتها النقدية الكاشفة، عالم شاعر كما ترى بشكل مجازه خارج السرب الشعري العربي المعاصر.
وإن جاري مساره في بداية تجربته وبصنع شعريته بتقنية المحترف الغابر، والمتفلت من عادية الأشياء، وهذا الإنفلات هو ما صنع بحثه عن الذات والأشياء في اللاشيئية في كل شيء، اللازمان، اللاوجود، اللامكان، اللاشيء.
ولعله في هذا النفي إنما يبحث عن الإثبات لهذه الأشياء التي تشكل ذاته وتشكله في العالم ككائن يريد ما يريد، بل يريد أن يصير يوماً ما يريد، وهذه الإرادة هي التي تضع قصيدته وتجربته على حافة الإختلاف، وحافة الإشتعال على فلسفة خاصة، ينطلق منها في فهم الوجود والأشياء، وفي فهم الذات مما يحرك الوعي الذاتي داخل النص، كما يحرك الوعي النصي داخل الذات.
هكذا تكشف الدكتور الإدلبي عن جدل القصيدة في شخص الشاعر درويش الذي رأى، وعرف، فكشفت رؤياه عن عتمة الوجود، تُشكَّل في نصه كما تشكَّل نصه فيه، كان صوته موجز الشعر العربي، تنفس أضالته وشرب من تبع جلوده، وبلل روحه بعبقه ونداه، نعرف نكهته من أقصى اللغة، كما نعرف نكهة القهوة العربية من أقصى الصحراء". إقرأ المزيد