علم الاستعداد لتحصيل ملكة الاجتهاد
(0)    
المرتبة: 345,382
تاريخ النشر: 09/06/2016
الناشر: الخزائن لإحياء التراث
نبذة نيل وفرات:ترجع الأسرة القزوينية في نسبها إلى الإمام زيد الشهيد ابن الإمام علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وجدّ الأسرة التي تشكّلت منه الأسرة القزوينية الجليّة التي مازال أعقابها منتشرين بالعراق هو السيد أحمد القزويني المتوفي سنة (1199 هـ / 1785 م)، كانت الهجرة الأولى للأسرة من العراق ...إلى إيران بعد قيام الدولة الصفوية في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي.
وعندما أصبحت مدينة قزوين سنة 963 هـ/ 1555 م عاصمة للدولة بدلاً من تبريز انتقل إليها السيد محمد باقر، وهو أحد أبناء أحمد القزويني والذي كانت جلّ دراسة السيد المهدي، صاحب هذا الكتاب، على يده، فهو الذي أدبه وربّاه وفتح له أبواب العلم وخزائنه. وحضر أيضاً على يد عمه السيد علي القزويني وأحيز منه، كما حضر على أساتذة عصره من الفقهاء، أبناء الشيخ جعفر كاشف الغطاء. هاجر السيد مهدي القزويني إلى مدينة الحلّة - كما شاع ذلك - بناء على طلب أستاذه الشيخ حسن كاشف الغطاء. فبعد وفاة مرجع الامامية الشيخ علي كاشف الغطاء كان أخوه الشيخ حسن مقيماً في الحلّة، فرجع إلى النجف لملأ الفراغ الذي تركه رحيل أخيه. ولم يشأ أن تُترك مدينة الحلّة دون عالم يرجع إليه أهلها بالأحكام، فوقع القرار على إرسال السيد القزويني، والذي يكنّى بأبي جعفر، نسبة إلى ولده الأكبر، وقد عرف القزويني بوفرة نتاجه العلمي، وغزارته وتشعبه في فنون المعرفة والاختصاص، تُوفيّ السيد مهدي القزويني عام 1300هـ / 1883 م، وجاؤوا به إلى النجف.
ويعدّ السيد مهدي القزويني من مراجع الشيعة الأمامية الذين نهضوا بالزعامة في أواخر القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي. وقد تميزت شخصيته بأبعاد عديدة، فلم يقتصر على الجوانب العلمية وتحرير المؤلفات في مختلف شؤون المعرفة؛ بل امتدت جهوده لتتسع الحشدي للعمل الاجتماعي والخوض في ميادينه المتفرعة والمتناقضة. هذا ويعتبر كتابه هذا "علم الاستعداد لتحصيل ملكة الاجتهاد" أول رسالة متخصصة في موضوعها، حيث استطاع المؤلف أن يؤسس علماً مستقلاً بذاته اشتمل على قواعد خاصة تتعلق بمراتب الاستعداد إلى تحصيل ملكة الاجتهاد.
فقد رأى جملة ممن يدّعي الاجتهاد قد تقدموا في مضماره وهم حسب فهمه غير مؤهلين له. فأحبّ أن يجمع قواعده لكي يُعرف المحقّ من المدّعي. ولمّا كان تأليف الكتاب قد تم سنة (1275 هـ / 1858 م) أي في عصر ازدهار مدرسة الاجتهاد وظهور المجتهدين الكبار، وهو العصر الذي أطلق عليه تسمية "عصر الكمال العلمي" الذي تجلّى بمدرسة الشيخ مرتضى الأنصاري (ت: 1281 هـ / 1864 م) العلمية، مما يعني أن تأليف الكتاب جاء في عصر ازدهار مدرسة الاجتهاد وبطابعها العقلي والفلسفي بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
وبالعودة، وبناء على القاعدة المطردة في كل علم من العلوم، فقد جعل القزويني للاجتهاد تعريفاً خاصاً به، وموضوعاً جامعاً لقوانينه وغاية لبدايته ونهايته موجبة للوصول إلى تحصيل الملكة. وقد أطلق على هذه المحاولة اسم "علم استعداد بلوغ المراد إلى تحصيل ملكة الاجتهاد"، وجمعها ضمن إطار كتابه الذي أحبّ أن يطلق عليه تسمية "أساس الإيجاد في علم الاستعداد".
وقد ذكر المؤلف ذلك في مقدمته. وأشار ولده السيد حسين القزويني (ت: 1325 هـ / 1907 م) في ترجمة حياة أبيه: "أن من بين مؤلفاته رسالة في "علم الاستعداد لتحصيل ملكة الاجتهاد" لم يعمل مثلها في بابها، ولم يسبقه إلى التأليف بهذا الغنى على هذه الكيفية والترتيب والوضع سابق؛ بل هو من مخترعاته".
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أبواب أو تأسيسات رئيسية: الاستعداد، المستعدّ، المستعدّ له، مضافاً إلى مقدمة وخاتمة. تناول في التأسيس الأول: الاستعداد، أي معدّات الاجتهاد في جانبها النفسي والفطري. كما تحدّث في التأسيس الثاني من المستعدّ، أيّ معدّات الاجتهاد. أمّا في التأسيس الثالث؛ فقد تحدّث عن المستعدّ له؛ وهي ملكة الاجتهاد، وكيفية الوصول إليها. إقرأ المزيد