العرب ومسألة التنوير ؛ كيف الخروج من عصر تمجيد الطاعة؟
(0)    
المرتبة: 473,455
تاريخ النشر: 07/04/2016
الناشر: دار الروافد الثقافية
نبذة الناشر:إن غرضنا هو أن نعمل وفق رهان يحاول إرتسام إستشكال جذري نتساءل في مستواه عن معنى "ذاتنا" في أفق الإنسانية، من أجل ذلك فإنه قد بدا لنا أن مشكلة العصر إنما هي مشكلة: من نحن؟...
في هذه اللحظة الدقيقة، ولا شك أن الهدف الرئيس اليوم، ليس أن نكتشف، بل أن نرفض، ...من نحن؟ لذلك فنحن نروم هنا أن نتوقف وفي هذا المقام بالذات عند إمكان تخيل، كيفية وجود مغايرة وسبلاً بها نخرج من دوائر الإنحياز للقدامى، تأكيداً لحق الإختلاف، فمثلي أنا نفسي يكون بوسع الآخر أن يكون له ما كان لي، وهو ما يعني التدرّب المضني على نمط جديد من الإستبصار بالآخر، بل قل من الإعتراف بأنّه ند لي.
من هم الذين ليسوا نحن؟ ومن هو الذي نسميه أنا نفسي؟ وكيف نتبصر علاقتنا بذواتنا ونساعد الناس على الإنتماء الهادئ لأنفسهم، في مسعى حثيث ومسار بعيد، يؤشر إلى نقلة ممكنة من التتريث ( = القراءة التراثوية للتراث) إلى الحرية والحداثة والتحديث؟ ولكن ألا يؤدي التلازم بين نزعة التعدد الثقافي ونزعة الهوية إلى السقوط في صراعات عقيم لا أفق تاريخي لها؟.
لقد آن الأوان أن نحاول البحث عن شيء آخر، ما دامت لعبة "الغرب" قد انتهت فينا، جملة جميلة كان قد أطلقها "فانون" ذات مناسبة، وردّد رجع صداها "عبد الكبير الخطيبي" في سؤال حاد وكثيف، عملوا على إنسانا إياه: أليس هذا وهما، ما دام "الغرب" يقيم في كياننا؟...
لا بد من إستئناف الحوار مع سر هذا التراجع، من أجل ألا تغطي اللامبالاة ذاكرتنا، ووحده هذا الإقلاق هو الذي يزحزح علاقتنا بالتراث لئلا تبقى أرضية السؤال هي إياها وأن يتخلخل بنقد يقظ نظام المعرفة السائدة ويتقوض البناء النظري الذي يقوم عليه التفاوت الإجتماعي وأسسه الأخلاقية، لحظتئذ نغادر الحنين الساذج للأصل القديم.
أما عن محتوى هذا الكتاب فقد قسمناه إلى مقدمة وفصول جعلنا لكل منها مدخلاً وعناصر ثم أنهيناه بخاتمة عامة، أما المقدمة فخصصناها للنظر في سؤال: من نحن؟ ووقفنا عند مضامينه ومرتكزاته وتعرضنا إلى كيفية تأكيد حق الإختلاف.
وعقدنا الفصل الأول للعناية بكيفية التفكير في علمانية جديدة، وأفردنا الفصل الثاني للنظر في مفهوم الحرية السياسية لدى خير الدين والطهطاوي فعالجنا الصلة القائمة بين العقلانية والنظام السياسي، وانعطفنا في الفصل الثالث نبسط الكلام حول مقتضيات المنهج ومتاهات الإيديولوجيا في الإستشراق.
وقمنا في الفصل الرابع بالتدليل على أن فكر الهجنة والوعي بالآخر، لا يكون إلا متى ما كان التدّرب المضني على نمط جديد من الإستبصار بالآخر، من جهة ما هو ند لي.
كما انتهضنا في الفصل الخامس لإثبات أن طغيان سلطان السلطة والطائفية والآداب السلطانية، لا تواجه بغير مشروع الديمقراطية وتحرير العقل من الإستعداد للقبول بالإستبداد، وصرفنا إهتمامنا في الفصل السادس إلى ترجمات تكون بمثابة تمارين في الإنتماء إلى زمن العالم، وعملنا في الخاتمة على بيان النتائج التي استحصلناها. إقرأ المزيد