لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

كلام غير مباح

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 164,394

كلام غير مباح
9.80$
14.00$
%30
كلام غير مباح
تاريخ النشر: 04/04/2016
الناشر: دار الفارابي
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:"كان الجميع قد اعتادوا مصباح.. إمّا أن يمنع الآخرين من الكلام لأنّه قرر أن يتكلّم.. وإمّا أن يصمت ويصغي إليهم.. في هذه المرة تركوه.. لم يطلب منه أحد أن يقول شيئاً.. حسبوا أنّه سيتّخذ موقِفاً تاريخيّاً كعادته.. لم يلبث طويلاً في صحته حتى خرج منه والتأثير بادٍ عليه.. قال ...كمن يحاول أن ينقذ مركبه من الفرق لينجو ومن معه ويخرج من اللُجج التي أحاطت به من كل جانب: "قالو للعبد يكفيك عبودية.. فردّ مستهجناً: أأنتم تتحملون عبوديتي.. مالكم مشغولون بي وأنا راضٍ عن ذلك... نعم ياسادة: القبح.. لولاه ما عرفنا ما هو الجمال.. ولولا الشرّ لم نعرف معنى الخير... معظم المشاهير عرفوا الشرّ... لقد ظلمتك يا واصف... ليتني ما ثنيتك عن متابعة الطريق... يجب أن تكون ماكراً في هذا الزمن حتى تصل إلى مبتغاك.... بقدر ما تستطيع فعل الشرّ أنت عظيم.. وبعض ساستنا اليوم يقتلون ونحن نصفّق لهم.. نصطف إلى جانبهم لأنّهم يخيفوننا.. سامحني يا حاج واصف.. جانب كبير منك كان صحيحاً... الخير يحتاج إلى العنف كي يحميه.. إنّه يتيم من غير تدبير.. سمّه ما شئت: عنفاً أو شرّاً أو دِفاعاً عن النفس.. المهم أن تكون هناك أذيّة... ولن يقوم معمل من غير عنف ولن يُعبد الله في مسجدك يا واصف بحرية إلا بثمن.. دعوني الآن سوف أغفو.. فأنتم لستم بحجة إلى الخير... إلى أمثالي... عندما تجدون أنّكم استطعتم حماية الخير بالعنف أيقظوني... ليس لي بهذا العنف حيلة.
سأمضي واثقاً بخطواتي لأنني عرفت الطريق الصحيح للفوز بالخير.. هو طريقكم.. ولابدّ من قوّة في مواجهة قوة. غيّبت الفاجعة مصباح إلى حين.. لكنّها لم تُغيّب أصحابه... بقي في منزله وحيداً.. لا يستقبل أحداً.. داعب عينيه النعاس طويلاً.. رَجِعَ إلى طفولته وصباه.. أعاد ذكرياتها... جمع الأحداث ورسمها على الأوراق وبدّل في المواقع... كانت الخريطة دائماً مخيفة.. أراد ان يصل إلى البداية.. إلى قول كلام جديد مُباح... إلى اعتناق طرائق مُلتوية... لكنه لم يفلح.. بدت فصول الإحباط واضحة... وارتقت إلى ذهنه فكرة النجاح عشرات المرات لكنّها وقفت على الأبواب... تستأذن بالدخول.. من دون جدوى."
"أهو الذي ما استعصى عليه منال يصاب بهذه الخيبة.. مناله كان جمّا يحيط به من كل جانب... لكنّه ممنوع عنه هواء وطنه.. وأرضه محرّمة عليه، الأرض مبيعة منذ زمن بعيد.. مسجّلة باسم قلّة.. يتوارثونها جيلاً بعد جيل.. فيها ما هو مباح... وفيها ما هو غير مباح... والكلام أخطر ما فيها لأنه يؤدي إلى البناء."
وحده أبو محمود من اخترق جدار العزلة.. هشّ بعصاه الخشبية على بداية المنزل... وحده الذي قبِل مصباح حضوره... وكأنه يحتاج إليه.. جاءه باسِماً كعادته، ممازحاً زوجته: "أين البطل؟" كان المزاج ثقيلاً على أم ميمون... كانت تحمل هموم زوجها وتحاول إسكات أبي محمود: "ليس الآن أوآن هذا الكلام... تفضّل إنّه في الداخل".. لم ينشن أبو محمود عن مزاحه، واستمر يغالي في كلامه: "إذا لم يكن الآن أوانه فمتى يكون هذا الآوان... زوجك بطل حقيقي، لكنّ زمن البطولة قد ولّى.. اليوم رصاصة تساوي قروشاً تقتل فيلاً"... قاطعه مصباح وهو يهبط الدرجات قائلاً: "أهلاً أبا محمود... تفضّل.. "
وعندما لمحه أبو محمود عاجله بالقول: "انظروا يا ناس، ماذا يفعل بنفسه.. لماذا أنت مختبئ هكذا؟ كأنّك فعلت أمراً شائناً.. اخرج فأمثالك يجب أن يرتفع صوتهم.. أنّ الأوباش يسرّهم ليس أن تختفي فقط بل أن تموت... هؤلاء المجرمون الكلاب يظنّون أنفسهم غير معروفين" .. تقدّم منه مصباح قبل أن يُنهي كلامه... ثم اقتاده إلى غرفة الجلوس.. طلب منه أن يستريح.. وعندما فعل أبو محمود بادره سائلاً: "كيف حالك يا دكتور.. لا أريد أن أجلس في الداخل.. أريد أن أكون في الخارج وعلى رؤوس الأشهاد.. إنّنا كلنا معك.. نحن جيشك.. أشر علينا.. قل ماذا نفعل.. لا أريد أن أراك حزيناً.. أنت بطل يا مصباح وأصحابك كذلك.. خطأك أنك قلت كلاماً غير مُباح ولم تحمه بالقوّة.. بالعنف.. ذلك هو الزمن، لا يقبل النيّات الطيبة.. يظنّها ضعيفة.." (ضرب أبو محمود الأرض بعصاه بقوة ضجّ لها الحيّ كله) لستُ حزيناً ولستُ فَرِحاً.. أنا مثلك الآن.. أتذكر كلامك لي: "لقد أحببت هذه الأرض بقدر ما كرهتها.. أرضنا لم تعد تنبت ما تريد .. لقد بدأت تجفل بنا."
هل ما يحكيه الواقع العربي يشي بأن يرتدّ المواطن على أعقابه.. متخليّاً عن أحلامه.. عن مسؤولياته.. عن كلمة حق ينطق بها.. وكلام يحيي موات النفوس.. يحييها لتواجه قدر الإلغاءمن قبل هذا وذاك ممن يتقاسمون معم الأرض والسماء.. الوطن الواحد.. مستأثرين بهم.. حرب إلغاء يحاول مصباح، الشخصية المحورية، الوقوف بوجهها، بالكلمة يواجه أصحابها الذين يقفون له بالمرصاد.. وجريمته تفوهه بكلام غير مُباح في زمن يصادر فيه حتى المطالبة بأدنى حق من حقوق الإنسان؛ بل والمواطن.. وهذا أبو محمود، صديقه منذ الطفولة، والذي عاب عليه جهده بالحق.. ويقول به: "أتظن نفسك فحل زمانك" [...] ... ولكن .. في وطن يعيش إنسانه في ظل حكام لا يبالون به.. على الشعب حينها أن يصنع كل شيء... فلكل زمن رجاله في كل شيء... في الحكم.. في الثقافة.. في الكفاح.. والنضال.." إذا تركنا الساحة يعني ذلك أنّنا نحفر قبورنا.. ندفن أنفسنا أحياءً.. ينبغي أن يكون في هذا الزمن أمثالنا.. حرّاس على كل شيء.. غيابنا سيغيب كل شيء.. نحن الحياة وسوانا الموت [...] هكذا يقرأ مصباح واقع إنسان قريته... والإنسان العربي بصورة عامة... مخترقاً الزمان والمكان والكلام.. غير المباح..
نبذة الناشر:… وأين هي الحقيقة؟ أفي الحشود المتبادلة التي تصطف لسبّ الفريق الآخر؟ أم تريدني أن أكون بوقاً في الإعلام إلى جانب هذا أو ذاك أزيد النار اشتعالاً في وطن يحتاج إلى إطفاء النيران.. ؟ كذب في كذب يا يوسف.. إنّها حرب من أجل اللاشيء.. لا يخسر فيها إلا الوطن، وإلّا الشعب الذي يتلوّى منذ عشرات السنين في أزماته.. وإذا أرادوا أن يعرفوا حقيقة استشهاد الرئيس الحريري فلن يعثروا عليها في الشارع.. في هذا الاصطفاف.. الحقيقة هي لدى القضاء الذي عليه أن يبحث عنها عبر تحقيقاته الموضوعية.. أن يستجوب ويجلب القرائن والأدلّة عند الأفرقاء المعنيين ويعرضها على الملأ كي يوقف سيل استنزاف الوطن.. إنّهم يغمّسون خارج الصحن، كما يقول المثل اللبناني.. كان الرئيس الحريري مشروعاً خاصّاً.. جاء اغتياله اغتيالاً لمشروعه وقضاياه.. أصبح اليوم استغلالاً للبعض في سبيل مصالحه.. ألست ترى أنّ الذي حدث في العام 1975 شبيه بالذي جرى في الـ 2005 بعد ثلاثين سنة. في الـ 75 كان هناك مشروع شعبي يطالب بالرغيف.. وكانت الحركة الشعبية تجمع الوطن بأسره حول هذا الرغيف.. مسلمون ومسيحيون تجمّعوا.. لم يرق هذا البعض من السياسيين.. ضرب المشروع الشعبي وحلّ محلّه المشروع الطائفي الذي لما تنته فصوله بعد.. واليوم، كان أمامنا مشروع شعبي آخر في محاولة للخلاص من الأزمات.. لكنّه أيضاً كان مكتوباً له أن يجهض..

إقرأ المزيد
كلام غير مباح
كلام غير مباح
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 164,394

تاريخ النشر: 04/04/2016
الناشر: دار الفارابي
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:"كان الجميع قد اعتادوا مصباح.. إمّا أن يمنع الآخرين من الكلام لأنّه قرر أن يتكلّم.. وإمّا أن يصمت ويصغي إليهم.. في هذه المرة تركوه.. لم يطلب منه أحد أن يقول شيئاً.. حسبوا أنّه سيتّخذ موقِفاً تاريخيّاً كعادته.. لم يلبث طويلاً في صحته حتى خرج منه والتأثير بادٍ عليه.. قال ...كمن يحاول أن ينقذ مركبه من الفرق لينجو ومن معه ويخرج من اللُجج التي أحاطت به من كل جانب: "قالو للعبد يكفيك عبودية.. فردّ مستهجناً: أأنتم تتحملون عبوديتي.. مالكم مشغولون بي وأنا راضٍ عن ذلك... نعم ياسادة: القبح.. لولاه ما عرفنا ما هو الجمال.. ولولا الشرّ لم نعرف معنى الخير... معظم المشاهير عرفوا الشرّ... لقد ظلمتك يا واصف... ليتني ما ثنيتك عن متابعة الطريق... يجب أن تكون ماكراً في هذا الزمن حتى تصل إلى مبتغاك.... بقدر ما تستطيع فعل الشرّ أنت عظيم.. وبعض ساستنا اليوم يقتلون ونحن نصفّق لهم.. نصطف إلى جانبهم لأنّهم يخيفوننا.. سامحني يا حاج واصف.. جانب كبير منك كان صحيحاً... الخير يحتاج إلى العنف كي يحميه.. إنّه يتيم من غير تدبير.. سمّه ما شئت: عنفاً أو شرّاً أو دِفاعاً عن النفس.. المهم أن تكون هناك أذيّة... ولن يقوم معمل من غير عنف ولن يُعبد الله في مسجدك يا واصف بحرية إلا بثمن.. دعوني الآن سوف أغفو.. فأنتم لستم بحجة إلى الخير... إلى أمثالي... عندما تجدون أنّكم استطعتم حماية الخير بالعنف أيقظوني... ليس لي بهذا العنف حيلة.
سأمضي واثقاً بخطواتي لأنني عرفت الطريق الصحيح للفوز بالخير.. هو طريقكم.. ولابدّ من قوّة في مواجهة قوة. غيّبت الفاجعة مصباح إلى حين.. لكنّها لم تُغيّب أصحابه... بقي في منزله وحيداً.. لا يستقبل أحداً.. داعب عينيه النعاس طويلاً.. رَجِعَ إلى طفولته وصباه.. أعاد ذكرياتها... جمع الأحداث ورسمها على الأوراق وبدّل في المواقع... كانت الخريطة دائماً مخيفة.. أراد ان يصل إلى البداية.. إلى قول كلام جديد مُباح... إلى اعتناق طرائق مُلتوية... لكنه لم يفلح.. بدت فصول الإحباط واضحة... وارتقت إلى ذهنه فكرة النجاح عشرات المرات لكنّها وقفت على الأبواب... تستأذن بالدخول.. من دون جدوى."
"أهو الذي ما استعصى عليه منال يصاب بهذه الخيبة.. مناله كان جمّا يحيط به من كل جانب... لكنّه ممنوع عنه هواء وطنه.. وأرضه محرّمة عليه، الأرض مبيعة منذ زمن بعيد.. مسجّلة باسم قلّة.. يتوارثونها جيلاً بعد جيل.. فيها ما هو مباح... وفيها ما هو غير مباح... والكلام أخطر ما فيها لأنه يؤدي إلى البناء."
وحده أبو محمود من اخترق جدار العزلة.. هشّ بعصاه الخشبية على بداية المنزل... وحده الذي قبِل مصباح حضوره... وكأنه يحتاج إليه.. جاءه باسِماً كعادته، ممازحاً زوجته: "أين البطل؟" كان المزاج ثقيلاً على أم ميمون... كانت تحمل هموم زوجها وتحاول إسكات أبي محمود: "ليس الآن أوآن هذا الكلام... تفضّل إنّه في الداخل".. لم ينشن أبو محمود عن مزاحه، واستمر يغالي في كلامه: "إذا لم يكن الآن أوانه فمتى يكون هذا الآوان... زوجك بطل حقيقي، لكنّ زمن البطولة قد ولّى.. اليوم رصاصة تساوي قروشاً تقتل فيلاً"... قاطعه مصباح وهو يهبط الدرجات قائلاً: "أهلاً أبا محمود... تفضّل.. "
وعندما لمحه أبو محمود عاجله بالقول: "انظروا يا ناس، ماذا يفعل بنفسه.. لماذا أنت مختبئ هكذا؟ كأنّك فعلت أمراً شائناً.. اخرج فأمثالك يجب أن يرتفع صوتهم.. أنّ الأوباش يسرّهم ليس أن تختفي فقط بل أن تموت... هؤلاء المجرمون الكلاب يظنّون أنفسهم غير معروفين" .. تقدّم منه مصباح قبل أن يُنهي كلامه... ثم اقتاده إلى غرفة الجلوس.. طلب منه أن يستريح.. وعندما فعل أبو محمود بادره سائلاً: "كيف حالك يا دكتور.. لا أريد أن أجلس في الداخل.. أريد أن أكون في الخارج وعلى رؤوس الأشهاد.. إنّنا كلنا معك.. نحن جيشك.. أشر علينا.. قل ماذا نفعل.. لا أريد أن أراك حزيناً.. أنت بطل يا مصباح وأصحابك كذلك.. خطأك أنك قلت كلاماً غير مُباح ولم تحمه بالقوّة.. بالعنف.. ذلك هو الزمن، لا يقبل النيّات الطيبة.. يظنّها ضعيفة.." (ضرب أبو محمود الأرض بعصاه بقوة ضجّ لها الحيّ كله) لستُ حزيناً ولستُ فَرِحاً.. أنا مثلك الآن.. أتذكر كلامك لي: "لقد أحببت هذه الأرض بقدر ما كرهتها.. أرضنا لم تعد تنبت ما تريد .. لقد بدأت تجفل بنا."
هل ما يحكيه الواقع العربي يشي بأن يرتدّ المواطن على أعقابه.. متخليّاً عن أحلامه.. عن مسؤولياته.. عن كلمة حق ينطق بها.. وكلام يحيي موات النفوس.. يحييها لتواجه قدر الإلغاءمن قبل هذا وذاك ممن يتقاسمون معم الأرض والسماء.. الوطن الواحد.. مستأثرين بهم.. حرب إلغاء يحاول مصباح، الشخصية المحورية، الوقوف بوجهها، بالكلمة يواجه أصحابها الذين يقفون له بالمرصاد.. وجريمته تفوهه بكلام غير مُباح في زمن يصادر فيه حتى المطالبة بأدنى حق من حقوق الإنسان؛ بل والمواطن.. وهذا أبو محمود، صديقه منذ الطفولة، والذي عاب عليه جهده بالحق.. ويقول به: "أتظن نفسك فحل زمانك" [...] ... ولكن .. في وطن يعيش إنسانه في ظل حكام لا يبالون به.. على الشعب حينها أن يصنع كل شيء... فلكل زمن رجاله في كل شيء... في الحكم.. في الثقافة.. في الكفاح.. والنضال.." إذا تركنا الساحة يعني ذلك أنّنا نحفر قبورنا.. ندفن أنفسنا أحياءً.. ينبغي أن يكون في هذا الزمن أمثالنا.. حرّاس على كل شيء.. غيابنا سيغيب كل شيء.. نحن الحياة وسوانا الموت [...] هكذا يقرأ مصباح واقع إنسان قريته... والإنسان العربي بصورة عامة... مخترقاً الزمان والمكان والكلام.. غير المباح..
نبذة الناشر:… وأين هي الحقيقة؟ أفي الحشود المتبادلة التي تصطف لسبّ الفريق الآخر؟ أم تريدني أن أكون بوقاً في الإعلام إلى جانب هذا أو ذاك أزيد النار اشتعالاً في وطن يحتاج إلى إطفاء النيران.. ؟ كذب في كذب يا يوسف.. إنّها حرب من أجل اللاشيء.. لا يخسر فيها إلا الوطن، وإلّا الشعب الذي يتلوّى منذ عشرات السنين في أزماته.. وإذا أرادوا أن يعرفوا حقيقة استشهاد الرئيس الحريري فلن يعثروا عليها في الشارع.. في هذا الاصطفاف.. الحقيقة هي لدى القضاء الذي عليه أن يبحث عنها عبر تحقيقاته الموضوعية.. أن يستجوب ويجلب القرائن والأدلّة عند الأفرقاء المعنيين ويعرضها على الملأ كي يوقف سيل استنزاف الوطن.. إنّهم يغمّسون خارج الصحن، كما يقول المثل اللبناني.. كان الرئيس الحريري مشروعاً خاصّاً.. جاء اغتياله اغتيالاً لمشروعه وقضاياه.. أصبح اليوم استغلالاً للبعض في سبيل مصالحه.. ألست ترى أنّ الذي حدث في العام 1975 شبيه بالذي جرى في الـ 2005 بعد ثلاثين سنة. في الـ 75 كان هناك مشروع شعبي يطالب بالرغيف.. وكانت الحركة الشعبية تجمع الوطن بأسره حول هذا الرغيف.. مسلمون ومسيحيون تجمّعوا.. لم يرق هذا البعض من السياسيين.. ضرب المشروع الشعبي وحلّ محلّه المشروع الطائفي الذي لما تنته فصوله بعد.. واليوم، كان أمامنا مشروع شعبي آخر في محاولة للخلاص من الأزمات.. لكنّه أيضاً كان مكتوباً له أن يجهض..

إقرأ المزيد
9.80$
14.00$
%30
كلام غير مباح

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 23×16
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين