الإنتخاب في شرح أدب الكتاب
(0)    
المرتبة: 144,805
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار ابن حزم
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لما كثر اللحن وفشا، وضع أهل اللسان ميزاناً يضبط به الكلام، فكتبت مصنفات ترتقي بالكاتب والمتكلم إلى ذرى الإحسان، وإن من أحسن ما صنف في هذا الباب كتاب "أدب الكتاب" لابن قتبية الدينوري، ذي القدم الراسخة في علوم العربية والقرآن.
ولقد حظي هذا الكتاب بإهتمام كبير من قبل أهل اللغة؛ ...فعكفوا عليه يدرسونه في حلق العلم بالمساجد والمدارس، وأقبل ناس عليه فشرحوا مقدمته وشواهده وما غمض منه، وممن اهتم بتدريسه وشرحه الأندلسيون، حيث كانت عنايتهم بعلوم العربية كبيرة، ولا يكون العالم عندهم عالماً بحق حتى تكون قدمه راسخة في رقائق اللغة والنحو.
هذا وإن من أوسع الشروح الأندلسية لـ "أدب الكتاب" وأحسنها كتاب "الإنتخاب في شرح أدب الكتاب" للجذامي السرقسطي (598هـ)، وهو الذي بين يدي القارئ.
ولقد ظل هذا الكتاب مخطوطاً في الخزانات لم توجه عناية الباحثين إلى تحقيقه، حتى قيض الله: الدكتورة أمينة بلعربي والدكتورة السعدية بوخريط، حيث أخرجتا هذه الدرة إلى عالم المطبوعات في طبعته هذه، ولقد استفرغتا وسعاً كبيراً للحصول على المخطوط، ثم تحقيقه على كثرة نصوصه وشواهده ووفرة مادته العلمية.
ويجدر القول أن هذا الكتاب "الإنتخاب" يستمد قيمته العلمية من "أدب الكتاب" نفسه، فقد قال عنه ابن خلدون في معرض حديثه عن "الأدب" وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين؛ وهي: "أدب الكتاب" لابن قتيبة، وكتاب "الكامل" للمبرد، وكتاب "البيان والتبين" للجاحظ، وكتاب "النوادر" لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتوابع لها وفروع عنها، فهو يشرح أصلاً من أصول الأدب العربي الذي حظي بعناية المشارقة والمغاربة على السواء.
وكان من الكتب الشرقية التي نقلت إلى الأندلس في إطار الرحلات العلمية، وصار عندهم جزءاً مهماً من القرارات الدراسة للطلاب، وقد اهتم الأندلسيون بشرحه، وكان من أشهرها شرح "الإنتخاب" الذي امتاز عن باقي شروح "أدب الكتاب" بكونه جاء مستقصياً وشاملاً للكتاب.
ولم يقف عنه "أدب الكتاب فحسب، بل ضاهاه وزاد عليه وجاء بما لم يسبق إليه من حيث مادته العلمية والأدبية، فقد حفل بمجموعة من الكتب والمصنفات، وجمع عدداً من الشواهد القرآنية والحديثية، وجاء سجلاً لتراجم الشعراء والأعلام وأخبارهم، ومعجماً حافلاً بالألفاظ والغريب ومعانيها ومفرداتها، وديواناً للأشعار متصلة بظروفها وأخبارها، وجاء بديعاً من حيث تنظيمه لهذا الكم الهائل بترتيب الموضوعات، وطريقة تقديم النقول بالإشارة إلى قائلها أو اختصار أسمائهم وبالإشارة إلى مصادرها.
أما قيمة الشرح التاريخية من حيث الزمان والبيئة، فتتجلى في كونه آخر شروح "أدب الكتاب"، فهو من مؤلفات القرن السادس الهجري الذي عرف فيه الغرب الإسلامي ازدهاراً في جميع العلوم، وكان الفضل يرجع في ذلك إلى حكّام الدولة الوجودية الذين عنوا بالعلم والعلماء في ظل ما اتسمت به هذه الفترة من إستقرار وازدهار، هذا من جهة.
أما من جهة عملية التحقيق، فقد تم تقسيم المخطوطة إلى ثلاثة أقسام ضمن أربع مجلدات، تم في القسم الأول تقديم دراسة لعصر الجذامي، واسمه ونسبه، وشيوخه، وثقافته وخصائصه، ومؤلفاته، وكذلك دراسة جوانب متعلقة بالقسم الأول منه؛ منها: خصائص الشرح، والمادة العلمية والأدبية فيه، ومنهج الشارح.
أما القسم الثاني: فتم فيه افراد المخطوط محققاً، وأما القسم الثالث: فقد تم تخصيصه للفهارس، وقد سارت منهجية التحقيق على النحو التالي: 1- كتابة ومراجعة المخطوط بالأصل، مع المحافظة ما أمكن على صورة النص، إلا في بعض الحالات الضرورية التي لم تمسّ المضمون، 2- ثم العمل على تمييز قول ابن قتيبة في "أدب الكتاب"، 3- شكل المتن شكلاً كاملاً، 4- تخريج جميع الشواهد والمنقول وكل ما يستحق التخريج في الهامش، 5- تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، 6- تخريج البحور الشعرية لكل أبيات الشواهد الشعرية، وإتمام ما جاء فيها من أنصاف الأبيات في الهامش، ونسب ما جاء منها غير منسوب، 7- ترجمة الأعلام والبلدان والقبائل في الهامش، مع الإحالة إلى مصادر الترجمة.
وأخيراً، فقد تم تذييل هذا العمل بفهارس تفصيلية تيسر العودة إلى النص المحقق. إقرأ المزيد