تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"... منذ اليوم الذي قابلت فيه إلهي، لم يعد هناك من نهاية للسبل التي نعيش بها حبنا. أنا لا أغلق عينيّ، ولا أغلق أذنيّ، ولا أميت جسدي، أنا أرى بعيون مفتوحة وأبتسم، وأرى جماله في كل مكان: ألفظ اسمه، وكل ما أراه، يذكّرني به، وكل ما أفعله، يصبح عبادة ...له. الشروق والغروب متماثلان بالنسبة لي، جميع المتناقضات محلولة، أينما ذهبت، فأنا أتحرك حوله. كل ما أنجزه هو في خدمته: عندما أضطجع، أنا أسجد عند قدميه. هو المعبود الوحيد بالنسبة لي: ليس هناك معبود آخر. كفّ لساني عن الكلمات البذيئة، إنّها تغنّي مجده في النهار والليل: سواء وقفت أم جلست، لا أستطيع نسيانه أبداً. لأن إيقاع موسيقاه ينبض في أذنيّ".
يقول كبير: قلبي مسعور، وأنا أكشف ما هو خفيّ في روحي. أنا مغمور في هذه النعمة العظيمة.. التي تسمو على كل المتع والآلام." من النادر أن وُجِدَ الدين بطريقة سليمة... مثله عندما مشى بوذا أوكريشنا أو كبير على الأرض.. يمتلك الإنسان الذي أدرك الدين عبر كينونته الشخصية، فهماً مختلفاً تماماً عنه، أما الشخص الذي يقلّد الآخرين، فلا يُعتبر فهمه فهماً على الإطلاق. لا يمكن للحقيقة أن تقلّد، لا يمكنك أن تصبح حقيقياً من خلال نسخة كربونية. الحقيقة أصلية، وعليك من أجل تحقيقها أن تكون أصلياً أيضاً. لا يتم تحقيق الحقيقة عبر اتباع شخص آخر؛ بل يتم عبر فهمك الخاص لحياتك.
الحقيقة غير موجودة في أي عقيدة، ولا بأي جدال منطقي؛ بل موجودة في النواة العميقة لكينونتك، فجأة مثل الحب. الحقيقة ليست منطقية ولا تقاس بالمنطق؛ بل هي انفجار الحب. متى انفجرت الحقيقة فيك، تحصل على رؤية مختلفة تماماً للحياة والله والدين، تحظى عيناك بخصائص مختلفة، وشفافية ووضح مختلفين. عندما يتغلف عقلك بأفكار مستعارة من الآخرين؛ فإنّ أيّاً كان ما تدعوه ديناً لا يكون ديناً، يكون حلماً وحسب. استقبلت في الليلة الماضية شاباً.. وطلبت منه أن يسعى إلى المجهول. قال لي: "لماذا؟ كيف يمكنني البحث عن المجهول؟" تخلّص من المعروف ولا تتعلق به، وانتظر المجهول. إن لم تتعلق بالمعروف ووضعته جانباً، يأتي المجهول من تلقاء نفسه. ينتظر المجهول خلف الباب، وأنت ملئ بالمعروف بشكل لا تترك له فسحة يدخل منها. يرغب المجهول بالنزول ضيفاً عندك، لكن المضيف لا يهتم سوى بما هو معروف. المضيف محتلٌّ من المعروف، وليس لديه وقت حتى لينظر إلى المجهول. نعم، أستطيع أن أفهم استفساره: كيف أبحث عن المجهول؟ لأنك عندما تبحث عن شيء ما، فسوف تبحث عن شيء معروف. لا يمكن للعقل البحث عن المجهول، وبالتالي فالعقل هو العائق أمام المجهول. يستطيع العقل أن يبحث عن المعروف مرة تلو الأخرى. العقل تكراري.
هذا ما يدور حوله التأمل: إنّه الطريق، فن التخلص من العقل ولو للحظات فقط على الأقل. تستطيع بالتالي النظر إلى المجهول دون أن تعرف مقصدك النهائي، هي اللحظات الأكثر جمالاً. عندما لا تعرف من أنت ولا تعرف مقصدك ولا تعرف اتجاهاً أو هدفاً، عندما لا تكون المعرفة موجودة، يوجد الحب. عندما تنتهي المعرفة فيظهر الحب.. المعرفة ضد الحب. لا يستطيع الإنسان ذو المعرفة أن يحب.. والإنسان الذي يحب، ليس لديه معرفة. الحب يجعلك حكيماً ولا يجعلك عارفاً. والمعرفة تجعلك ماكراً وذكيّاً ولكنها لا تجعلك مُحبّاً. المعرفة هي العقل. يقول يسوع: الله محبة. الحب يأتي مع المجهول، يأتي كجزء من المجهول، يحتاج المرء إلى شجاعة هائلة ليتحرك في المجهول.. ستكون شخصاً جباناً عندما تصبح مسيحياً أو هندوسياً. لكنك ستكون شجاعاً بشكل هائلاً عندما تصبح متديناً، إنك تمضي في مغامرة لالتماس المجهول... يخلق الدين الالمقلّد الزائف عالماً عصابياً مريضاً، بينما الدين الصحيح الذي يُدركه المرء بنفسه، يعطيه صحة هائلة وكياناً جديداً، يهبه احتفالاً بالحياة وبركة وسعادة.. وإن لم تعش الحياة بشكل كامل، وبحدّها الأقصى، فلن تعرف ما هو الله، لأن الاتصال بالله لا يحدث إلّا عندما تعيش بالذروة القصوى. عندما تلتهب شعلة الحياة لديك وتضيء، عندما تحترق من كلتا النهايتين، عندما تتحول إلى نار من طاقة الحياة، عند هذا الحد الأقصى فقط، تحظى بومضات الألوهة الأولى، عندما تصل إلى ذروتك، تقطع الخطوة الاولى في رحلتك نحو المُطلق.."
دعوة إلى الالتقاء بالله والاستئناس بحضرته.. دعوة إلى الدين الحق من خلال فلسفة أروع مافيها الدعوة إلى معرفة النفس، والصدق معها.. للانطلاق في رحاب الوجود الكوني الصغير المتمثل في النفس ممّ يتيح الانطلاق في الكون الأرهب.. مما يمثل الخطو على طريق الحب.. الحب القريب.. حُبّه للذات.. والحب البعيد الشامل.. محبة الله.. هي تلك رؤية أوشو وفلسفته، ودروسه التي يعرضها بهدف تعليم اتباعه قبادة أنفسهم بأنفسهم للوصلو إلى فهم أعمق وأبعد ليكنونته الإنسانية الحقة، وبالتالي إلى إدراك البعد الحقيقي المرتبط بالحب والمحبة والوجود على المستوى البشري وصولاً إلى التسامي لبلوغ كنه حب الله.. إقرأ المزيد