أصول البلاغة العربية في دراسات المشتشرقين
تاريخ النشر: 15/02/2016
الناشر: جيكور للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في مؤتمر المستشرقين الذي عقد في فرنسا في 11/ 9/ 1933 قدّم الدكتور طه حسين بحثاً عنوانه (البيان العربي من الجاحظ إلى عبد القاهر)، وفي هذا البحث صادر الدكتور طه حسين البيان العربي جملةً وتفصيلاً متبرعاً به فارس واليونان؛ إذ يرى أن البيان العربي في هذه الحقبة بُنيَ على ...ثلاثة فصول هي (عربية وفارسية ويونانية) أودّ هنا إيضاح فكرة تتعلق بالسياق الفكري والحضاري لكتابة هذا البحث، فهو لم يكن رأياً عابراً أو طارئاً بل كُتب بقصدٍ ضمن رؤية اشترك فيها كل من أحمد أمين وطه حسين وعبد الحميد العبادي، وهذا الثلاثي أراد مصادرة الثقافة العربية بكل أبعادها فالأصول البيانية والشعرية درسها الدكتور طه حسين، والعقلية طعن فيها أحمد أمين، أما عبد الحميد العبادي فكانت رسالته للحياة وعلم التأريخ عند العرب ورؤيته السلبية في ذلك، وفكرة هؤلاء الثلاثة عمد إلى بيانها الدكتور طه حسين، وذلك في شرحه المنهج الذي سار عليه هؤلاء لا سيما موضوع الأثر الأجنبي في العقل العربي بتنوعاته؛ بل وبتأكيد هذا الأثر والإصرار عليه؛ إذ هي فكرة موجودة ومؤكد عليها عندهم...
تلك هي الإشكالية التي شكلت المنطق والدافع لدى الباحث للمضي في دراسته هذه في بيان أصول البلاغة العربية في دراسات المستشرقين، إذ ان التراث البياني العربي الذي يشمل (النحو، الفقه، الكلام، البلاغة) قد قرئ قراءات متعددة، في قسم منها حيفٌ وبعدٌ عن الصواب، فإنتماء القارئ لثقافة معينة أو إلى أسس معرفية محددة، هو الذي يحدد له رؤيته لهذا التراث، فهو يقرأه بما يحمل ويتصور من أفكار، وقسم من تلك القراءات غير علميّ بل هو قراءة إسقاطية.
أما عن أصول البيان العربي وفنونه، فقد ذهبت دراساتٌ عديدة إلى أنه تابع وذيلٌ ومتأثرٌ بل ومسلوخ عن الفكر اليوناني وغيره، وأقدم دراسة في ذلك هو بحث الدكتور طه حسين، الذي جاء ذكره آنفاً: (البيان العربي من الجاحظ إلى عبد القاهر)؛ لذلك جاءت هذه الدراسة التي شكلّ محورها بحث الدكتور طه حسين هذا.
وقد شملت هذه الدراسة ثلاثة فصول تمحور الأول منها حول بحث الدكتور طه حسين الآنف الذكر، أما الفصل الثاني فقد تضمن دراسة حول أثر البلاغة العربية في البلاغة الفارسية والهندية والعبرانية، بينما قدم الباحث في الفصل الثالث دراسة حول المستشرق الروسي اغناطيوس كراتشكوفسكي مع نصّه الذي جاء تحت عنوان (البديع عند العرب في القرن التاسع - أي الثالث الهجري).
كما تم، وفي الفصل الرابع تقديم دراسة عن المستشرق الألماني هلموت ريتر، مع ترجمة لنصه الذي نشره كمقدمة لكتاب (أسرار البلاغة، لعبد القاهر الجرجاني) الذي عمل المستشرق الألماني على تحقيقه، والذي عمد الباحث إلى ترجمته في كتابه هذا إلى العربية.
أما الفصل الخامس، فقد جاء بمثابة تسليط ضوء على مدرسة شيكاغو لدراسة الأدب العربي - وبيان رؤيتها لأصالة البديع العربي، وخاصة عن إحدى أهم أعضاء هذه المدرسة وهي المستشرقة سوزان ستينكيفيش.
وتجدر الإشارة إلى أن الفصول الثاني والثالث والرابع والخامس تضمنت، إلى جانب موضوعها الأساسي، ردوداً على ما كتبه الدكتور طه حسين والذي مثل المحور الأساسي لهذه الدراسة كما والإشكالية التي انطلق منها الباحث في دراسته هذه. إقرأ المزيد