لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

راقصة داعش

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 19,581

راقصة داعش
12.35$
13.00$
%5
الكمية:
راقصة داعش
تاريخ النشر: 08/01/2016
الناشر: خاص - أسماء وهبة
النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)
نبذة نيل وفرات:"سحب أكرم زميلته زينة من بين حشود اللاجئين السوريين المتملقين حولها، تنفست الصعداء، مسحت وجهها بورقة محارم صغيرة قائلة: "كانوا جميعاً حيتخانقوا مين بده يحكي"... المهم صوّرت يا أكرم؟" أومأ أكرم برأسه إيجاباً، ثم أشار إلى عائلة تجلس على "بطانية" صوف، أسفل شاحنة بيضاء كبيرة قائلاً: "لنذهب إلى هناك".
وعند ...إقترابهما من الجالسات عند الشاحنة، أنزلن مناديلهن على وجوههن، في إشارة إلى عدم رغبتهن في الكلام، صرخت إحداهن في وجه زينة وأكرم، واضعة كلتا يديها على وجهها: "ابتعدوا عنا... لا يريد أحد مساعدتنا... داعش خربت بيتنا والنظام قتلنا!".
أبعدت زينة الكاميرا وزميلها أكرم عن النسوة بإشارة من يدها، اقتربت من صغارهم المفتونين بالوافدة الجديدة، جلست القرفصاء على الزفت إلى جوارهن مواسية... قالت زينة: "الله يعينكم... لا تخافي يا أختي... المصور واقف بعيد وما في كاميرا" رفعت النسوة مناديلهن، كاشفات عن وجوههن، فانتفضت المرأة السمينة واقفة في وسط "البطانية" صارخة: "احنا ولاد عز... شو بدك نحكي؟!... احنا فلاحين... عندنا أراضينا... انظري إلى السيارات وراءنا... عفشنا صار سيارة... تدور بنا من بلد إلى بلد... انقسموا أولادنا بين داعش والنظام... هيدا حالنا... فحلّوا عنا".
أجهشت المرأة السمينة في بكاء طويل... تركت دموعها تنساب نهراً مرّاً، أشارت إلى الجالسات معها قائلة لزينة: "كنا عائلات سعيدة... تزدحم طاولاتنا بالخير والناس والضحك والحب"؛ لم تحاول زينة مسح دموع المرأة السمينة، تركتها تغسل وجهها من ألم النزوح، حاولت المرأة الجالسة إلى جوار السيدة السمينة التخفيف عنها بقولها: "خلاص... خلاص... اهدئي... البكاء ما راح يرجع اللي راح"، قالت المرأة السمينة بصوت متهدج أضناه التعب... "الموت أرحم... بس حتى الموت صار أمنية غالية على السوري!... كان لدي بيت ورزق... والآن نأكل من الصدقات!...
"سحبت زينة نفسها من على سجادة هؤلاء النسوة، لحق بها زميلها أكرم وبضعة رجال من القافلة الذين استوقفوا زينة معتذرين عما بدر من المرأة السمينة قائلين: "لو بتعرفي شو صاير معها بتبكي عليها"... استطرد رجل ثانٍ: "يقاتل زوجها مع النظام، وانضم ابنها إلى داعش، أما هي لاجئة مع أولادها الصغار في عرسال، واجهت الويلات ورغم ذلك ترفض العودة مع ابنها إلى أدلب"...
... وقبل أن تواصل زينة جولتها، همس أكرم في أذنها: "خبرتني بنت صغيرة وأنت عم تحكي مع النسوان أن فيه صبية في مخيم عرسال بتحب واحد في داعش"... ها هو كنز زينة الثمين، جذبت أكرم من ذراعه: "أين؟!... مين؟!"... أجاب أكرم: "اسمها بتول... تعالي... تجلس في نهاية القافلة"... أسرعت زينة وأكرم الخطى نحو السيارة الأخيرة في قافلة اللاجئين السوريين، لم يتوقفوا لسماع شكوى من أراد الحديث معهم، لم ينتبهوا إلى حافلات عملاقة تحولت جوانبها إلى حبال غسيل لملابس اللاجئين.
لم يلحظوا العائلة المتحلقة حول صحن حديدي صغير ممتلئ بالطماطم والخس، وتتلاحق عليه أيدي ستة من الأطفال الصغار... وصلت زينة وأكرم إلى نهاية القافلة بعد خمسة دقائق من المشي السريع، حيث وقفت سيارة "ميتسوبيتشي" نيلية اللون، جديدة الصنع، مكدسة بالحقائب والكراسي الخشبية، تجلس إلى جوارها امرأة ستينية وفتاة في نهاية العقد الثاني... رجعت بها المرأة الستينية: "أهلاً وسهلاً... قالت زينة موجهة حديثها إلى بتول بطريقة غير مباشرة: "جئنا لنتحدث مع الست بتول... خبرونا عنها الشباب والصبايا".
رفعت بتول رأسها عند سماع اسمها، حركت شفتيها ببطء، مستعيدة تقنيات الكلام الذي خاصمته منذ خروجها من عرسال... عرّفت عن نفسها بصوت خفيض: "أنا بتول"، جلست زينة إلى جوارها، بدأت في طرح الأسئلة على طريقة أنهما صديقتين حميمتين: "منذ متى وأنت تقيمين في عرسال؟...
زفرت بتول هواء ساخناً بين شفتيها: "توقفت عن إحتساب الأيام!" تساءلت زينة: "لماذا عيونك حزينة إلى هذه الدرجة؟" أجابت بتول بعدائية: "عيب تسألي بنت سورية هذا السؤال! فقدت قدرتي على التعبير عن حالي من كتر ما حكيت وصرخت وبكيت وزعلت... حتى الكلام لم يعد له معنى بعد ما راح كل شيء". قالت زينة: "شو اللي راح؟!"...
نظرت بتول في الفضاء حولها، لم تجد سوى وجوه هدّها البؤس، تطاردها ذكريات قديمة بين دموع لن تجف حرائقها أبداً، قالت: "آخ... اللهم يا من منحتنا الألم أعطنا الصبر حتى نتحمل"... مسحت بتول أصابعها دمعة صغيرة ترقرقت من عينيها قائلة: "من أين تريدين أن أبدأ؟"... زينة: "كما تشائين"... لم تعرف منبج سوى الهدوء... الإزدحام عنوان غائب فيها رغم طرقاتها الواسعة وساحاتها الكبيرة... الإنسيابية جزء أساسي من تركيبة المدينة وناسها... اعتاد أهلها الإبتعاد عن ضجيج دمشق واللاذقية وناسها... اعتاد أهلها الإبتعاد عن ضجيج دمشق واللاذقية وحمص، بكل سجالاتها وإلتباساتها وخوفها، حتى وصلت إليها رياح الثورة.
"ألقى أهل منبج قناعاتهم جانباً، وخرجوا للنفير في أبواق الثورة السورية، لم يبالوا بحياتهم العادية الساكنة خلف جدران الصمت والهمس، أرادوا إقتناص مجهول انتظروه طويلاً..."
تختنق العبرات، وتبهت الكلمات عندما تتجاوز حدود الألم والقهر في محاولتك لتكتب... تكتب ماذا... تكتب حكاية... حكايات ما وراء راقصة داعش... تقفز صور أبطال هذه الحكايات تحاول إنتقاء أبطال... فتجد أن كل شخصيات الحكايات أبطال... هناك أبطال النظام... وأبطال داعش... وأبطال النصرة... وأبطال الجماعات الإسلامية... أبطال استطاعوا تدمير شعب... فهي هي البطولة في شرع المتقاتلين على حساب الشعوب...
تأخذك الرواية إلى عمق المأساة السورية... تمضي بك الروائية على دروب حكايات تُروى من قبل أصحابها، فتعرف ما يحاك في دهاليز الفاعلين على الأرض السورية التي استباحوها واستباحوا أهلها واغتصبوها ونكلوا بأهلها كلٌّ على طريقته... وكلٌّ من وجهة نظره... لا يهم ذاك الإنسان الرازح تحت لسع سياطهم في حياته... في أولاده... في مصيره...
التشرد والمهانة عنوان قصص وحكايا ذلك المواطن الذي لا حول له ولا قوة... والنزوح والذل أضحيا رفيق أولئك الهاربين من موت إلى موت أمضى من الأول... ومن خوف إلى خوف... خوف ومأساة وعبور إلى المجهول...

إقرأ المزيد
راقصة داعش
راقصة داعش
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 19,581

تاريخ النشر: 08/01/2016
الناشر: خاص - أسماء وهبة
النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)
نبذة نيل وفرات:"سحب أكرم زميلته زينة من بين حشود اللاجئين السوريين المتملقين حولها، تنفست الصعداء، مسحت وجهها بورقة محارم صغيرة قائلة: "كانوا جميعاً حيتخانقوا مين بده يحكي"... المهم صوّرت يا أكرم؟" أومأ أكرم برأسه إيجاباً، ثم أشار إلى عائلة تجلس على "بطانية" صوف، أسفل شاحنة بيضاء كبيرة قائلاً: "لنذهب إلى هناك".
وعند ...إقترابهما من الجالسات عند الشاحنة، أنزلن مناديلهن على وجوههن، في إشارة إلى عدم رغبتهن في الكلام، صرخت إحداهن في وجه زينة وأكرم، واضعة كلتا يديها على وجهها: "ابتعدوا عنا... لا يريد أحد مساعدتنا... داعش خربت بيتنا والنظام قتلنا!".
أبعدت زينة الكاميرا وزميلها أكرم عن النسوة بإشارة من يدها، اقتربت من صغارهم المفتونين بالوافدة الجديدة، جلست القرفصاء على الزفت إلى جوارهن مواسية... قالت زينة: "الله يعينكم... لا تخافي يا أختي... المصور واقف بعيد وما في كاميرا" رفعت النسوة مناديلهن، كاشفات عن وجوههن، فانتفضت المرأة السمينة واقفة في وسط "البطانية" صارخة: "احنا ولاد عز... شو بدك نحكي؟!... احنا فلاحين... عندنا أراضينا... انظري إلى السيارات وراءنا... عفشنا صار سيارة... تدور بنا من بلد إلى بلد... انقسموا أولادنا بين داعش والنظام... هيدا حالنا... فحلّوا عنا".
أجهشت المرأة السمينة في بكاء طويل... تركت دموعها تنساب نهراً مرّاً، أشارت إلى الجالسات معها قائلة لزينة: "كنا عائلات سعيدة... تزدحم طاولاتنا بالخير والناس والضحك والحب"؛ لم تحاول زينة مسح دموع المرأة السمينة، تركتها تغسل وجهها من ألم النزوح، حاولت المرأة الجالسة إلى جوار السيدة السمينة التخفيف عنها بقولها: "خلاص... خلاص... اهدئي... البكاء ما راح يرجع اللي راح"، قالت المرأة السمينة بصوت متهدج أضناه التعب... "الموت أرحم... بس حتى الموت صار أمنية غالية على السوري!... كان لدي بيت ورزق... والآن نأكل من الصدقات!...
"سحبت زينة نفسها من على سجادة هؤلاء النسوة، لحق بها زميلها أكرم وبضعة رجال من القافلة الذين استوقفوا زينة معتذرين عما بدر من المرأة السمينة قائلين: "لو بتعرفي شو صاير معها بتبكي عليها"... استطرد رجل ثانٍ: "يقاتل زوجها مع النظام، وانضم ابنها إلى داعش، أما هي لاجئة مع أولادها الصغار في عرسال، واجهت الويلات ورغم ذلك ترفض العودة مع ابنها إلى أدلب"...
... وقبل أن تواصل زينة جولتها، همس أكرم في أذنها: "خبرتني بنت صغيرة وأنت عم تحكي مع النسوان أن فيه صبية في مخيم عرسال بتحب واحد في داعش"... ها هو كنز زينة الثمين، جذبت أكرم من ذراعه: "أين؟!... مين؟!"... أجاب أكرم: "اسمها بتول... تعالي... تجلس في نهاية القافلة"... أسرعت زينة وأكرم الخطى نحو السيارة الأخيرة في قافلة اللاجئين السوريين، لم يتوقفوا لسماع شكوى من أراد الحديث معهم، لم ينتبهوا إلى حافلات عملاقة تحولت جوانبها إلى حبال غسيل لملابس اللاجئين.
لم يلحظوا العائلة المتحلقة حول صحن حديدي صغير ممتلئ بالطماطم والخس، وتتلاحق عليه أيدي ستة من الأطفال الصغار... وصلت زينة وأكرم إلى نهاية القافلة بعد خمسة دقائق من المشي السريع، حيث وقفت سيارة "ميتسوبيتشي" نيلية اللون، جديدة الصنع، مكدسة بالحقائب والكراسي الخشبية، تجلس إلى جوارها امرأة ستينية وفتاة في نهاية العقد الثاني... رجعت بها المرأة الستينية: "أهلاً وسهلاً... قالت زينة موجهة حديثها إلى بتول بطريقة غير مباشرة: "جئنا لنتحدث مع الست بتول... خبرونا عنها الشباب والصبايا".
رفعت بتول رأسها عند سماع اسمها، حركت شفتيها ببطء، مستعيدة تقنيات الكلام الذي خاصمته منذ خروجها من عرسال... عرّفت عن نفسها بصوت خفيض: "أنا بتول"، جلست زينة إلى جوارها، بدأت في طرح الأسئلة على طريقة أنهما صديقتين حميمتين: "منذ متى وأنت تقيمين في عرسال؟...
زفرت بتول هواء ساخناً بين شفتيها: "توقفت عن إحتساب الأيام!" تساءلت زينة: "لماذا عيونك حزينة إلى هذه الدرجة؟" أجابت بتول بعدائية: "عيب تسألي بنت سورية هذا السؤال! فقدت قدرتي على التعبير عن حالي من كتر ما حكيت وصرخت وبكيت وزعلت... حتى الكلام لم يعد له معنى بعد ما راح كل شيء". قالت زينة: "شو اللي راح؟!"...
نظرت بتول في الفضاء حولها، لم تجد سوى وجوه هدّها البؤس، تطاردها ذكريات قديمة بين دموع لن تجف حرائقها أبداً، قالت: "آخ... اللهم يا من منحتنا الألم أعطنا الصبر حتى نتحمل"... مسحت بتول أصابعها دمعة صغيرة ترقرقت من عينيها قائلة: "من أين تريدين أن أبدأ؟"... زينة: "كما تشائين"... لم تعرف منبج سوى الهدوء... الإزدحام عنوان غائب فيها رغم طرقاتها الواسعة وساحاتها الكبيرة... الإنسيابية جزء أساسي من تركيبة المدينة وناسها... اعتاد أهلها الإبتعاد عن ضجيج دمشق واللاذقية وناسها... اعتاد أهلها الإبتعاد عن ضجيج دمشق واللاذقية وحمص، بكل سجالاتها وإلتباساتها وخوفها، حتى وصلت إليها رياح الثورة.
"ألقى أهل منبج قناعاتهم جانباً، وخرجوا للنفير في أبواق الثورة السورية، لم يبالوا بحياتهم العادية الساكنة خلف جدران الصمت والهمس، أرادوا إقتناص مجهول انتظروه طويلاً..."
تختنق العبرات، وتبهت الكلمات عندما تتجاوز حدود الألم والقهر في محاولتك لتكتب... تكتب ماذا... تكتب حكاية... حكايات ما وراء راقصة داعش... تقفز صور أبطال هذه الحكايات تحاول إنتقاء أبطال... فتجد أن كل شخصيات الحكايات أبطال... هناك أبطال النظام... وأبطال داعش... وأبطال النصرة... وأبطال الجماعات الإسلامية... أبطال استطاعوا تدمير شعب... فهي هي البطولة في شرع المتقاتلين على حساب الشعوب...
تأخذك الرواية إلى عمق المأساة السورية... تمضي بك الروائية على دروب حكايات تُروى من قبل أصحابها، فتعرف ما يحاك في دهاليز الفاعلين على الأرض السورية التي استباحوها واستباحوا أهلها واغتصبوها ونكلوا بأهلها كلٌّ على طريقته... وكلٌّ من وجهة نظره... لا يهم ذاك الإنسان الرازح تحت لسع سياطهم في حياته... في أولاده... في مصيره...
التشرد والمهانة عنوان قصص وحكايا ذلك المواطن الذي لا حول له ولا قوة... والنزوح والذل أضحيا رفيق أولئك الهاربين من موت إلى موت أمضى من الأول... ومن خوف إلى خوف... خوف ومأساة وعبور إلى المجهول...

إقرأ المزيد
12.35$
13.00$
%5
الكمية:
راقصة داعش

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 303
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين