تاريخ النشر: 01/12/2002
الناشر: دار مكتبة الحياة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:أن يعالج فنان الحب في كلمات أو أنغام أو رسوم أو تكوين أو حركات فذلك عهد الإنسانية بمواضيع الفنانين منذ نشأ الفن وترعرع في وحي الجمال. وأن يعالج فيلسوف الحب فذلك مألوف منذ جعل أفلاطون من الايروس (EROS) أداة مجدية للارتقاء بالنفس الإنسانية إلى عالم الحياة الروحية إلى اليوم ...الذي أصبح فيه الحب مشكلة فلسفية تترامى حتى تشمل كافة حقول الفكر الفلسفي ومذاهبه. أما أن يتناول رجل سياسة وفقه وقانون مثل ابن حزم الأندلسي موضوع الحب فلا ريب أن يثير ذلك السؤال: من أي جانب تناول ابن حزم الحب؟! لم يعالج ابن حزم موضوعه هذا من زاوية فقهية أو قانونية، إلا أن ابن حزم ينطلق في طوق الحماقة "يحلل الحب تحليلاً نفسياً يضاهي في مناهجه ونتائجه أحدث ما توصل إليه علم النفس المعاصر من معطيات في دراسة عاطفة الحب. ويلاحظ أن ابن حزم عندما يرسم شخصية أو يعرض فكرة أو يعالج مسألة يستشهد بما خبره أو بما سمعه ووثق به. فلقد كان لابن حزم مصادره وكان له منهجه لقد اقتصرت مصادر ابن حزم على ما شاهد وعاين ورأى وجرب وما صح عنده مما نقله إليه الثقات.
وإذا عالج ابن حزم الموضوع اعتمد على الاستقراء والتتبع مستعيناً في بعض الأحيان بما وصل إليه من فلسفة اليونان ومرتكزاً على ثقافته الإسلامية، وفي معالجة لموضوع من مواضيع الحب نجده يتناوله من وجهتين، وجهة واقعية ووجهة دينافيزيكية. لقد كان ابن حزم يسعى لأن يأتي بجديد في كتابه وكان لا بد أن يهمل أخبار الأعراب والمتقدمين ليس لأن هناك من سبقه إلى تناولها فحسب، بل لاعتقاده من جهة بكون مجتمعهم يختلف عن مجتمعه، ومن جهة ثانية لإيمانه بأن لا بد من أساس موثوق به لما يخرج به من آراء ونظريات ومعطيات في الموضوع. وعلى هذا حفل كتابه بجوانب ونماذج تجمع بين الطرافة والجدة فتعكس شخصيته ومجتمعه. وهذه الطبعة من كتاب "طوق الحمامة" هي ثمرة محاولة للتوفيق بين نصوص الترجمات والطبعات العديدة للكتاب وعلى نحو يتلاءم مع نص المخطوطة الأصلي، وفي الوقت نفسه تتوخى هذه الطبعة عرض الكتاب بشكل ومظهر يتلاءم مع منهجيته وموضوعه. إقرأ المزيد