تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: مؤسسة نوفل
نبذة نيل وفرات:يستخدم "عبود سعيد" بطل الرواية وراويها ومُبدعها ما يُطلق عليه في الأدب تعبير الوظيفة الإنتباهية أو التواصلية؛ فهو يخاطب جمهوراً إفتراضياً مباشرة، وهي طريقة في الروي تظهر بوضوح في الرواية الترسلية، حيث يقوم الراوي "عبود سعيد" بوظيفة الشاهد الذي يحرص على ذكر مصادر أخباره، بالإضافة إلى الوظيفة الأيديولوجية على ...النحو الذي نجده في ثنايا هذا العمل الذي هو أشبه بقصة الشخصية حيث يبدأ بالتعريف بنفسه: "لهؤلاء الذين ما زالوا يتساءلون من هو عبود السعيد": أنا عبود السعيد، مقيم في منبج، حيث لا تذهب الفتيات إلى المقاهي، وحيث لا يوجد بناء أعلى من أربعة طوابق.
في المدرسة... كنت أجلس في المقعد الأخير، وفي الجامعة تعرفت إلى فتاة غير محجّبة تحمل موبايل فيه بلوتوث... كانت تسمي هاتفها النقال "Catwoman"؛ ومن أجلها سميت هاتفي النقال "مياو" مع ذلك لم تكترث... أنا أعمل حداداً، يعني مطرقة وجلخ ومفتاح 13/14... أنام مع سبعة أخوة في الغرفة نفسها، ولا أملك خزانة، لذلك أخبّئ رسائلي الخاصة في قن الدجاج، أحياناً تبيض الدجاجة فوق كلمة أحبك، وفي أحيان أخرى تتغوّط فوق الملاحظة التي في آخر الرسالة"...
وهكذا يمضي عبود سعيد في وصف الواقع المعاش في بلاده بنوع من النقد الإجتماعي عبر صفحته على فايسبوك فتصبح الكتابة لديه وحياً وإلهاماً، متعدد الأغراض، وقد زينه بإيقاع شعري جميل يُطرب له القارئ وإن كان بإسلوب إنتقادي ساخر "كنت أختبئ بين الشوالات... هل تعرفين ما هو الشوال؟... كيس من الخيش يوضع فيه الحبّ... الحبّ وليس الحُبّ... أمّا نحن فكنا نضع فيه الخبز اليابس... وفرحاً مؤجلاً... أنتِ تنتظرين سانتا كلوز... ونحن ننتظر بيّاع الأحد... يأخذ أكياس الخبز... ويعطينا الوردة البلاستيكية التي تشبهكِ... أشياء كثيرة تزعجني... ستارة الجيران... شعركِ المتناثر في الغرفة... وكيف خرجتُ من البار ومعطفكِ بين يدي".نبذة الناشر:لهؤلاء الذين ما زالوا يتساءلون من هو عبود السعيد:
أنا عبود السعيد، مقيم في منبج، حيث لا تذهب الفتيات إلى المقاهي، وحيث لا يوجد بناء أعلى من أربعة طوابق...
في المدرسة، كنت أجلس في المقعد الأخير. وفي الجامعة، تعرّفت إلى فتاة غير محجّبة تحمل موبايل فيه بلوتوث... كانت تسمّي هاتفها النقّال catwoman، ومن أجلها سمّيتُ هاتفي النقّال «مياو» مع ذلك لم تكترث.
أنا أعمل حدّاداً، يعني مطرقة وجلخ ومفتاح 13/14... أنام مع سبعة إخوة في الغرفة نفسها، ولا أملك خزانة، لذلك أخبّئ رسائلي الخاصّة في قنّ الدجاج – أحيانًا تبيض الدجاجة فوق كلمة أحبّك، وفي أحيانٍ أخرى تتغوّط فوق الملاحظة التي في آخر الرسالة.
أمّي لا تعرف كيف تطبخ اللازانيا، وحتى السنة الماضية كنت أظنّ أنّ الكرواسان نوع من الطعام الغالي يؤكل بالشوكة والسكّين. كلّ مساء، أحلم أنّني هانيبال ليكتر وأمامي على الطاولة دماغ الفتاة التي أحبّها. في الحارة، يتمسخر الأولاد على الشامة التي في جبيني، وأخي الكبير لا يصدّق أنّني شاعر... أمّا أولاد عمّي، فلو حدث أن عرفوا أنّني شاعر لطبّلوا خلفي بالطناجر والتنك وكأنّني مجنون الضيعة. عندي قلم رصاص أخربش به أحياناً، وأبريه بالسكين، وآخر أزرق، غالٍ، جاءني هديّة، ثمّ انفجر في جيب قميصي...
في الأعراس، أجلس قريباً من المطرب. في خيم العزاء، أنا من يقدّم القهوة المرّة، وفي المقاهي طاولتي دائمًا هي طاولة المقطوعين... أنا عبود السعيد، أداعب رقبة الحيوان الذي يسكن داخلي لكي ينمو مثل ذئب أعمى. إقرأ المزيد