تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار الفارابي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:لنتذكر معين بسيسو... رأيت معين بسيسو لأول مرة ولم أعثر عليه بعد ذلك إلا في جنازته!... وقتها اخترق معين روحي، هكذا كانت خصيصته، لا يدق أبوابك لا يستأذن في الدخول إليك، إنما يحتلك بجسارة روحية وصوتية كازانوفية.
الأفق كان حراً، وبسيسو حراً، ينشد، يتلوى، ويسكر بخمر فلسطين!...
كان ثمة شيء من لوعة ...طين العراق عالقاً برمش عينه أو بياقة قميصه حتى تظن لوهلة أن هذا الفلسطيني ابن غزة عراقي حتى النخاع!..
في الصخرة وثورة الزنج يؤسس معين بسيسو سوية مع غسان كنفاني في الباب والمسرحيات الأخرى أول البذرات المسرحية الفلسطينية التي تحاول أن تعكس عذاب شعب بطولي ظل ينزف في العراء وفي المنافي وما زال ينزف بمرارة أكبر في الحكم الذاتي المهدد، المنتهك والمجبول على درامية دموية كأنها تريد أن تصبح أبدية.
ربما يكون نص ثورة الزنج الذي هو انضج كتابات بسيسو المسرحية حاضراً وبقوة اليوم أكثر من البارحة، كلما يزداد عسف العدو وإستيطانه الإستباحي قوياً، تكون مسرحيات بسيسو أقوى من حيث دلاليتها، وكوداتها وأصالتها في الساس مع الراهن الدموي الشكسبيري!...
والحال هو الحال يظل التأريخ كما رسمه بسيسو في ثورة الزنج صورة للكتابة السلطوية العربية والعالمية من ناحية تهميش وتهشيم الحلم الفلسطيني المنشود.
ومع أنه كان ينشد الزيتون كثيراً لم تظلل جسده لا شجرة بزيتونها ولا ندابة تعطي لزفاف موته نبرة أبناء جلدته، على الأغلب أن قصب الجنوب العراقي والديوانية وفرات الدم بكى لكن بحسرة وسكوت.
المخرج المسرحي جواد الأسدي - جريدة الإتحاد 26 ديسمبر 1996 إقرأ المزيد