السنة في لبنان ؛ التقهقر المذهبي والصعود الوطني
(0)    
المرتبة: 197,176
تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث
نبذة الناشر:يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة "أوراق سياسية" التي تتضمن أوراق بحثية تصدر عن مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث تتناول قضايا لها تأثير على المنطقة، رصداً وتحليلاً وإستشرافاً.
وفي هذا الكتاب يتعرض الباحث والمتخصص في المشرق العربي والحركات الإسلامية لموضوع السنة في لبنان حيث يرى أن دولة الطائف في لبنان قد انتهت ...كما عرفها صانعو إتفاق الطائف بمقتل الرئيس رفيق الحريري، وكل محاولات الفاعلين الإقليميين لإستنقاذ الدولة عبر دعمها مباشرة جعلها غنيمة للطرف اللبناني الأقوى عسكرياً، وحالياً هو حزب الله، ما قد يغري أطرافاً عربية بتقديم الدعم وبرامج النهوض مباشرة إلى الطائفة السُّنِّيَّة، سواء على الصعيد الإقتصادي أو السياسي والإجتماعي، وسواء كان مركزها في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية أو في المؤسسات الخاصة والحياة العامة.
وهذا التفكير محفوف بالمخاطر لا سيما وأن الطائفة السُّنِّيَّة تمثل أهم أعمدة البنيان الوطني اللبناني، لكنها أصبحت في ظل صعود "الشيعية السياسية" عرضة لإعادة تكوين وهيكلة بغرض العودة لتصدر المشهد اللبنان؛ ومن المتوقع أن يكون ذلك عبر آليات وإجراءات سبقتها إليها طوائف أخرى.
وهذا التوجه بغض النظر عن تفاصيله أصبح ضرورياً بنظر معنيين في الطائفة السنية نفسها "لحفظ الوجود" لا سيما في ظل ما يجري في سوريا والعراق، وكذلك في وسط دعاة تغيير "المعادلة الداخلية" اللبنانية بهدف الحد من تغول "سياسات إيران المذهبية" التي تستهدف تغيير الديمغرافية وما لها من إنعكاسات أهمها جر الحرب الأهلية إلى الكيان اللبناني وتفجيره برمته.
وهذا لا يمنع أن يساهم هذا الإجراء الذي يستهدف إعادة التوازن الطائفي للكيان اللبناني في تأجيج الصراع المذهبي كما هو الشأن مع التجارب الأخرى، خاصة إذا لم يراعي مصلحة إستمرار الكيان اللبناني بإعتماد معايير "إعتدال سياسي فاعل" تناسب الحاضنة العربية الشعبية، وتقطع الطريق على عبور تجارب أخرى عبر الحدود تعد أكثر تشدداً، لا سيما وأنه من المفارقة أن كل التجارب المجاورة حالياً تميل للتطرف سواء تجربة الإسرائيلي في فلسطين - وهي حالة دائمة ولها خصوصيتها - أو تجربة ساسة إيران مؤخراً في سورية والعراق، أو تجارب كثير من الأحزاب والجهات في هذين الأخيرين. إقرأ المزيد