تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة الناشر:"عام 2065، غدا الخيال الأسطوري واقعاً. افتُـتحت "نيو قرطاج" لتكون مدينة السلام، الفنون والعلوم. وبدأ الناس يتوافدون إليها من أقطاب الأرض، بشغف لم يعرفه تاريخ الهجرات: أليسار وشهرزاد، لودفيغ ونانسي، كارلوس، شندلنر وفراس وغيرهم كثيرون.. وَراء كلّ منهم مـاضٍ أنكروه. أو حكاية، لاذوا "بالأرض الجديدة" هرباً منها. لكن عبثاً ...يكتمون! فالأسرار شرطها الانكشاف وشرط الحكايات أن تطير على الألسن والحاضر ألاّ يبرأ من الماضي. طويلاً سينشغلون بكشف الأسرار. على أنّه لم يخطر لأيّ قرطاجيّ، أن مدينة القرن الثالث تُبطن هي أيضاً سرًّا خرافياً جائراً سيعبث بالمدينة وأهلها...".
تحاول الكاتبة رجاء نعمة في روايتها «شيطان في نيو قرطاج» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر) أن تبني مدينة فاضلة بمقاييس جديدة، تقوم أعمدتها الأساس على حجارة الأساطير. فتُعيد روائياً سطوة الماضي الأسطوري وتصوّرات المستقبل البعيد، وما لذلك من تأثير عميق في تأسيس الدول والمجتمعات المثالية في التاريخ. وليس بعيدًا أو توهّمًا أن تكون الأسباب التي دفعت فيلسوفَي المدن الفاضلة إلى رسم حدود مدينتيهما، هي نفسها أسباب تأسيس مدينة نيو قرطاج. فالحالة التي نعيشها اليوم من حروب دائرة، ودماء جارية، وتفتّت في جسد هذه الأمة، تقترب بطبيعتها من الأسباب التي دفعت أفلاطون للبحث عن حلول قد تنتشل الواقع مما سقط فيه. فلم تكن فلسفته المثالية في بناء جمهوريته الفاضلة سوى رد فعل على أزمات عنيفة توالت على أثينا، فهزّت المدينة وأهلها. بل إنّ عالمه اليوتوبي ذاك ليس إلاّ عصارة تلك المرحلة العصيبة من تاريخ مدينته، والمقصود هنا مرحلة حرب أثينا وأسبرطة، التي طاولت نيرانُها مدنًا أخرى فمزّقت البلاد وقطعت جسور أوصالها، ولم يبق سوى الظلام والفوضى. فجاءت المثالية أو الخيال خياراً فلسفياً إزاء العجز عن التحكّم بظروف تتجاوز قدراته... وكذلك فعل الفيلسوف المسلم الفارابي، حين دفعته الظروف المشابهة الى رسم مدينته الفاضلة، حيث المحيط الزاخر بالحروب والتفرقة بين الدويلات والطغيان والظلم والفتن. وتأتي هذه المقاربة بديهية عند قراءة رواية نعمة. فهل لمست الكاتبة استحالة تحسين الأوضاع الحالية؟ وهل شكّلت مدينتها الافتراضية ملاذًا لها على الأقل في ظلّ حياة قائمة على الموت والعنف وإقصاء الآخر؟ - علي نسر (الحياة) إقرأ المزيد