علم البديع والبلاغة عند العرب
(0)    
المرتبة: 182,880
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الكلمة للنشر
نبذة نيل وفرات:لربما كان المستشرقون سباقين في كثير من الحقول والميادين ضمن دائرة الحضارة العربية. وقد شغل علم البديع والبلاغة قسطاً كبيراً من اهتماماتهم وأبحاثهم. ومع ذلك فقد مرت فترة طويلة قبل أن نجد بين أيدينا أثراً في هذا الحقل مهماً من حيث الموضوع والمحتوى، وذلك لأن معظم الدراسات تلك لم ...تكن لتتعدى موروثنا من نتاج العربية في عصور الانحطاط والتقهقر الحضاري والفكري. بالإضافة إلى افتقارها للروح الانتقادية والعلمية الدقيقة، كافتقارها تماماً للمنهج المنطق والموضوعية المتجردة.
ولقد نهج كراتشكوفسكي في مقالتيه اللتين تكونان المادة الأساسية لهذه الدراسة منهجاً عقلياً تاريخياً متنامياً، يتتبع في خيوط هذا الفن الكلامي عند العديد من الدارسين، متدرجاً عبر مراحله مبرزاً فيها كل ما هو جديد، ومشيرا إلى كل مجدد.
إن هذا المنهج الذي اختطه كراتشكوفسكي لنفسه قد ترك الأثر الكبير عند الباحثين من طلاب العربية، وفي بلاد الشرق عامة. إذ انعكست في الكثير من المؤلفات النقدية العربية التي تلت هذه المرحلة، ملتزمة إلى حد بعيد المنهج التاريخي في البحث الأولي والنقدي، سالكة الاتجاه التحليلي المنطقي في المقارنة والمقايسة والاستدلال.
إن القارئ العربي سيجد في ثنايا هذه الدراسة شيئاً ن المعاناة التي تنوء تحتها مفردات اللغة -وهو ما اعترف به صراحة الشيخ ماريوس كتار أثناء نقلها من الروسية إلى الفرنسية.
إنما رغم ذلك، ورغم الإيجاز الشديد الذي تميزت به، فإنها بكثافة ما تضمنته من أفكار، وما ألمحت إليه من احتمالات، أو طرحته من آراء ومواقف كل منها قابل لأن يكون موضوعاً لبحث، أو مشكلة لحوار، أو نافذة تطل على زاوية من عالم الفكر العربي، فإن جل مبتغانا كان ولا يزال، أن نضيف شيئاً ولو متواضعاً إلى مكتبتنا في الدراسات النقدية.
وبغية الوصول إلى ذلك، فقد شفع ما كتبه كراتشكوفسكي بثلاثة مقدمات تضع القارئ في الأجواء العامة للبحث، كما تضع في متناوله كل أسباب استيعابه، حيث تم فيها تناول كلاً من شخصية كراتشكوفسكي، وثقافته الهائلة، واهتمامه الكبير بالدراسات العربية عامة، والبلاغية منها على وجه الخصوص.
كما ذيلنا بالعديد من الهوامش التي تتضمن نصوصاً ومعلومات مستقاة من عشرات المصادر التي ورد ذكرها في الدراسة تصريحاً أو تلميحاً. إقرأ المزيد