علي والخوارج ؛ تاريخ ودراسة
(0)    
المرتبة: 82,864
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: المركز الإسلامي للدراسات
نبذة نيل وفرات:يرى المؤلف بأنه كان لموقف الخوارج في صفين تأثير كبير وعميق على مسار الأحداث حينها، ومساس مباشر بالمصير الذي انتهت إليه الأمة - بل والبشرية بأسرها عبر التاريخ، حيث أن مواقفهم تلك قد حرمت الأمة من أطروحة أهل البيت رضي الله عنهم، ومكنت لمعاوية وغيره الوصول إلى مآربهم.
ويضيف أنه ...ورغم أنهم حاربوا الأمويين بعد ذلك، لكن حربهم لهم هي الأخرى قد زادت الطين بلّة، والخرق إتساعاً حيث إن هذه الحروب قد منحت الفرصة لفريق آخر، أكثر عنفاً في مواجهة أطروحة علي وأهل بيته رضي الله عنهم، وهم البيت العباسي الذي بلغ عنف مواجهته لآل علي رضي الله عنه حداً كبيراً.
أما ما ظهر من الخوارج (كما يظهر للمؤلف) من مواقف وأقاويل، فقد كان ولا يزال غير ظاهر الإنسجام مع المعايير والضوابط المألوفة والسليمة، بعيداً عن مقتضاب الفطرة الإنسانية السليمة، وهو يصادم ضرورة العقل، وأحكام الدين، ولم يزل مثار بحث وجدل، ويثير تساؤلات عديدة: فهل الخوارج هم عبّاد وزهّاد عزفوا عن هذه الدنيا، وعن كل ما فيها، وأخصلوا لله تعالى وطلبوا الآخرة لا يريدون سواها؟!...
أم أنهم قد أحبوا الدنيا بكل وجودهم وباعوها بالآخرة، وقد اتخذوا الدين طريقاً إليها، ووسيلة لإيقاع الناس في حبائلهم وخدعهم؟! حتى أنهم ليقاتلون على القدح أو السوط يؤخذ منهم... أم أنهم كانوا عبّاداً، ولكنهم في نفس الوقت يحبون الدنيا - ويعملون من أجلها منهم يريدون أن يحصلوا على الدنيا وعلى الآخرة معاً حسب زعمهم؟!...
وتستمر الأسئلة لدى هذا الفريق أو ذاك: هل كان الخوارج على قناعة تامة بمواقفهم، وممارساتهم؟ أم كانوا شكاكاً؟! قد التبست عليهم الأمور، وقد مضوا على شكلهم فعالجوا القضايا من منطلق الأهواء الشخصية، ودوافع الحب والكراهية التي كانت تعتلج في صدورهم؟!... وهل كانوا علماء بكتاب الله عزّ وجلّ، الذين ما زالوا يقرؤونه ويرددونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار؟!... أم أنهم كانوا أعراباً حفاةً، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركنٍ وثيق؟!... وهل كانوا من الشجعان الأوفياء والأشداء؟! أم كانوا من الغدرة الضعفاء والجبناء؟!...
إلى غير ذلك من الأسئلة المطروحة حول الخوارج والتي يحاول المؤلف الإجابة عليها من خلال هذا الكتاب الذي جاء ضمن جزئين، جاء الأول منها أربعة أبواب، تم إستهلال الكتاب بتمهيد ثم الباب الأول الذي تمحور حول الأجواء والمناخات والظروف التي كان يعاني منها أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في العراق والتي أفرزت الكثير من المفارقات، وخلقت أو ساعدت على خلق وحدوث الكثير من المشاكل والعوائق أمام مسيرة الحق والعدل التي بدأها عليّ رضي الله عنه.
تضمن ذلك فصولاً خمسة تحدثت الأول منها عن العرب والعراقيون في كلمات أمير المؤمنين رضي الله عنه ثم عن المجتمع العربي والحرب ومن ثم تناول تأثير بعض السياسات في العراقيين ومعاناة أمير المؤمنين رضي الله عنه ثم سياساته في العراق، أما الباب الثاني فقد تم تخصيصه للتأريخ لحوادث الخوارج وذلك ضمن فصول أربعة، دار الأول منها حول ظهور الخوارج ثم الحديث عن الحالة التي كانت سائدة قبل وقوع المواجهة بين علي رضي الله عنه والخوارج ومن ثم عند وقوعها، وليتم الحديث في الفصل الرابع عن النتائج المترتبة من خلال عزم عليّ رضي الله عنه في شنّ الحرب عليهم وذلك في موقعة النهروان ليأتي الباب الثالث فتكون موقعة النهروان محوره في محاولة لتوضيح ما حصل فيها وذلك في فصول أربعة: تناول الفصل الأول الحديث عن الخوارج وما دار حولهم، ليهتم الفصل الثاني بتناول قصة عائشة رضي الله عنها مع الخوارج، وليتم تخصيص الفصل الثالث لما دار من مناظرات وإحتجاجات فيما بين علي رضي الله عنه والخوارج مبيناً في الفصل الرابع تزوير الخوارج للحقائق.
أما الباب الرابع والأخير فقد جاء حول علي رضي الله عنه والخوارج وذلك ضمن فصول أربعة، دار الأول منها حول علي رضي الله عنه وشعارات الخوارج ومواجهتهم بعلم الإمامة في الفصل الثاني، أما الفصل الثالث فقد تم تخصيصه للحديث حول مقولة الإمام علي رضي الله عنه "أنا فقأت عين الفتنة" من خلال إخماده لفتنة الخوارج، ثم لمقولته "لا تقتلوا الخوارج بعدي" في الفصل الرابع. إقرأ المزيد