تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:بعد "أناشيد مبللة بالحزن"، "يا جبال أوبي معه"، "أمويون في حلم عباسي"، ومجموعة مشتركة، "كأن الريح"، مع جماعة "قلق" الشعرية، تعدُّ تجربة الشاعر عيسى الشيخ حسن في ديوانه الجديد، "مرّوا عليّ"، الذي صدر عن "دار نينوى" في دمشق، ووقّعه الشاعر في معرض الدوحة للكتاب، تجربة ذات مستويات متعدّدة مع الوعي ...والمعرفة الواعية بالصنعة الشعرية.
ليس النص الشعري مجرد كلمات وجدانية تعكس لنا تجربةً ذاتية فقط، إنما هو السلاح الذي لا يحسن استعماله إلا ذو مشاعر نبيلة ورؤى صادقة، وإلا اصبح مركباً يركبه كل متسلق بالأصابع. وهذا ما يفعله الشاعر عيسى الشيخ حسن. يقول تي. أس. أليوت: "الشاعر الكبير هو الذي يذكّرك بسابقيه". في هذا المعنى، نجد نصوص عيسى محافظة على هويتها الادبية ومتمسكة بتقاليد الشعر وروحه وموسيقاه التي تشكل أفقاً مفتوحاً لمخيلة القارئ ومزجها بذات الشاعر نفسه، وما من شك في أن الشاعر يبدأ عنونة قصائده بوعي تراثي غني بالإشارات الدلالية، كأنها شفرة لكلِّ الديوان، فالكثير يدل على القليل، والقليل يدل على الكثير، فيجيء النص الشعري مليئا بالمفردات التي تنتمي إلى المعجمِ الصوفي والعرفاني وتدل على المعشوق المطلق في كلِّ شيء. إلى ذلك، يضاف الحنين والشوق القاتل للبلاد، والتكنيك اللغوي المألوف ضمن الوجود الشعري الذي يكسر توقع المتلقي وقدرته اللغوية: "لا تعوديّ إليَّ، اذهبي حيث تموت الأغاني من الحب، وتجرح غيم السؤال القديم، أما آن لي أن أحلّق ملئي، خفيفاً/ خفيفا من الذكريات، صغيراً كنقطة ضوءٍ تمرّ شقاوتها، بين يدين تقيمان حلما شهيدا، على حجر الوقت، كرشفة حزن تبرّر للشعراء القصيدة، للفقراء البلادَ، وللعاشقين ورود العدم".
يبرع الشيخ حسن في حشد ذاكرته الشعرية والتراثية في بناء نصه الشعري، ومن شأن هذا الوعي أن يجعل تجربته الشعرية أكثر عمقاً وتأثيراً في القارئ. ذلك أن توظيف ثيمات التراث تمنح النص الشعري تماسكاً وبعداً يجعلانه يمتد من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل، وهذا انتماء لمن سبقه ونمو متناغم مع مسيرة الحداثة والحياة، وهو يبدع في تصويرها في كلِّ أبعادها ونوازعها، ومطابقتها لتشكل نقاط حثّ دلالي في بنية النص. - النهار إقرأ المزيد