لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

صخب

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 126,914

صخب
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
صخب
تاريخ النشر: 01/03/2015
الناشر: دار الفارابي
النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)
نبذة نيل وفرات:"اسمي الحقيقي هند، لا أعرف إن كان لتسميتي بهذا الإسم أية علاقة بهند رستم الفنانة الشقراء المثيرة التي كان يعشقها أي وكان يقول عن أمي إنها تشبهها لذلك وقع في غرامها من أول نظرة، أم هند بنت عتبة التي كانت تحبها أمي وتصفها بأنها إمرأة عظيمة وجبارة، وعلى الرغم ...من كره جدّي مدرس اللغة العربية في مدرسة القرية الوحيدة منذ أجيال للهندتين.
مدرسة القرية التي كان يعلّم بها جدي فرج هي التي تعلمت بها أنا وتعلم بها أبي وأمي أيضاً من قلبي؛ كانت هذه المدرسة تضم الأولاد والبنات معاً من الصف الإبتدائي الأول حتى الصف السادس، تتكون من ست غرف صغيرة متلاصقة ممتدة على طول قبوٍ عثماني في عتيق كان يُستعْمل إصطبلاً لحمير الأتراك وبغالهم...
داخل سور المدرسة ساحة ترابية واسعة ظلت على حالها من يوم أن استدارت الأرض، جرداء قاحلة، نتوءاتها قاسية ومسطبتها صلبة مثل الصخر، كانوا يسمونها الساحة أو الملعب يصطف فيها طابور الصباح وتقام النشاطات المدرسية، ويمارس الأولاد لعبة كرة القدم، وعليها أيضاً كان جدّي يعلق الطلاب الكسالى أو المشاغبين للفلقة أمام الطابور كله.
في السنة الأولى، وعندما يبلغ الولد أو البنت سنّ السابعة، كان الآباء يسلمون أولادهم الخائفين من التجربة إلى مدير المدرسة جدّي وإلى المعلمات، وكأنهم يعيدون أمانة كانت محفوظة لديهم طوال سبع سنين ثم ردوها لأصحابها؛ يطلبون من جدّي بتوسل أن يعلمهم حفظ القرآن الكريم، وأن يصنع من أولادهم رجالاً، وأن يمنح بناتهم القدرة على فك الحرف.
يمثل هذا الرجاء كانت تسلم الوديعة إلى المعلمات وإلى جدّي الذي لم يكن أقدم من عمل في هذه المدرسة فحسب بل كان هو من علّم آباء هؤلاء الأولاد وأمهاتهم، حتى أنه علّم عدداً من المعلمات في مدرسته هنا، ست سنوات يقضيها الأولاد بين يدي جدي حتى يحين وقت إطلاقهم وإعادتهم إلى أهلهم لكي يقرروا ما سوف يكون عليه وضعهم ومستقبلهم في الفترة القادمة.
القليل من البنات تؤاتيهن الفرص لترك القرية للدراسة في المدينة، والكثيرات يختفين في بيوتهن بإنتظار أن يحين قطافهن ويتقدم من يطلبهنّ للزواج، والأولاد جلّهم يلتحقون بآبائهم في الحقول، وقلة منهم من يذهبون لإكمال تعليمهم الثانوي في المدينة، هذه القلّة هم من كان يبدو عليهم شيء من الفهم أو الذكاء، أو من كان في أنفسهم توق فطري للخلاص من القرية كانوا يكملون دراستهم في المدينة التي تبعد عشرين كيلو متراً عن القرية التي ولدوا وتربوا وعاشوا فيها بعد أن يكونوا قد عزموا على تحمل عناء تدبر وسيلة الإنتقال كل يوم إلى المدينة...
لم يبرح جدي القرية، ولم يبرح المدرسة الصغيرة المختلطة الوحيدة فيها، ولم يبرح صفوفه ودروسه التي اعتاد أن يلقنها للأولاد غيباً بعد أن صارت جزءاً من لغته وذاكرته، حتى أن الأولاد الذين تلقوا التعليم على يديه، كانوا بعد أن كبروا وخرجوا إلى الدنيا للعمل في المدينة أو أكملوا دراستهم في الجامعة، وهم قلة قليلة عندما كانوا يجتمعون في العطلة الصيفية في المقهى أو في ساعة القيلولة في الحقل، يساعدون أهاليهم في موسم الحصاد، كانوا يتنذرون عليه ويقلدونه وهو يرفع بإبهامه نظاريته كي تظلاّ عالقتين فوق أرنبة أنفه الضخم، ويكررون عباراته التقليدية بصوت مرتفع: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت"، "العصا لمن عصى".
كنت واحدة من تلاميذه، وكان يرقعني بنظرات غضب دائماً، ولا سيما عندما أخطئ في تهجئة كلمة من قاموسه الذي يستعمله عندما تتملكه الرغبة في الصراخ والضرب وفي تعذيبنا عن الأطفال، كان يختلق الأسباب لمعاقبتنا بعصاه الخيزران التي تشتد كلما انقضت السنون عليها؛ أحسب أنها العصا نفسها التي يذكرها أبي ويتذكر لسعاتها...
وقد تكون هي العصا ذاتها التي جُلدت بها أمي أيضاً عندما كانت تصده عنها وترقعه بنظرة إحتقار عندما يحاول التقرب منها ومداعبتها... لم تكن لتفلح توسلات أمي إليه بنظراتها الكسيرة الضعيفة أن يبتعد عنها ويتركها لتعيش عمرها الصغير الجميل المثير من دون أن يحفز غرائزه وشهواته الحيوانية عليها، ومن دون أن يشوّه براءتها...".
جوّ من الكآبة وإشمئزاز تثيرها أحداثٌ مرّت على أهل هذه القرية التي أصابها مسٌّ من الصخب اللاأخلاقي بسبب لعنة فرج التي حلّت عليهان شخصيات تثير التساؤل... وأخرى تثير الشفقة... وجدٌّ لا يعرف فظاعة المسّ بالمحارم، وتكون ضحيته زوجة الإبن والحفيدة... ومعلم يجدل أقوالاً وحكماً يضعها على رأسه أكليل غار... يتراءى بأنه البطل الذي يحمل عبء تعليم وتثقيف أهل القرية... وهيهات... فليته ما كان.. فالعبارات التي كان يطلقها لتكون شعاراً... والمثاليات التي كان يتغنى بها كان أبعد الناس عنها...
والمفارقة في عبارته "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت" أنه هو من تنكر للأخلاق... وهو من قضى على أخلاق أهل تربيته وأخلاق من يلوذون بحماه.
يمضي الروائي في تصوير الأحداث التي مرت على هند الشخصية المحورية وأمها كريمة والجرّ فرح... الذي أسلمهما إلى طريق غير سويّ... ولينال في نهاية المطاف جزاءه، وتكون نهايته المأساوية على يدّ سالم الذي أحكم أنشوطته حول عنقه الضعيفة... ظنه مقاوم شرس... إلا أنه لم ير غير الإستسلام وعينين ممتلئتين بالكراهية تحملان سؤالاً كبيراً: لماذا؟ لو قدّر لأحد أن يعرف بماذا كان يفكر فرج لحظة حاصرت الأنشوطة عنقه الضعيفة لفهم أن فرحاً كان موقناً بأن سالماً مخلوقٌ آثم...
نبذة الناشر:لم يسامح نفسه التي لم تتعلم على الرغم من خبرته الطويلة بالحياة أنّ الخير ليس أمراً مشرعاً وكائناً بين البشر مثلما هو كائن في إنسان مثله، لم يكن ليعتقد قطّ بأنّ الناس مصنوعون من الشر، وما عبادة الإنسان لذاته إلا أرقى صور الشر التي على الأرض، وما هذا الشرّ إلا شيئاً من البشر يسكن فيهم …

إقرأ المزيد
صخب
صخب
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 126,914

تاريخ النشر: 01/03/2015
الناشر: دار الفارابي
النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)
نبذة نيل وفرات:"اسمي الحقيقي هند، لا أعرف إن كان لتسميتي بهذا الإسم أية علاقة بهند رستم الفنانة الشقراء المثيرة التي كان يعشقها أي وكان يقول عن أمي إنها تشبهها لذلك وقع في غرامها من أول نظرة، أم هند بنت عتبة التي كانت تحبها أمي وتصفها بأنها إمرأة عظيمة وجبارة، وعلى الرغم ...من كره جدّي مدرس اللغة العربية في مدرسة القرية الوحيدة منذ أجيال للهندتين.
مدرسة القرية التي كان يعلّم بها جدي فرج هي التي تعلمت بها أنا وتعلم بها أبي وأمي أيضاً من قلبي؛ كانت هذه المدرسة تضم الأولاد والبنات معاً من الصف الإبتدائي الأول حتى الصف السادس، تتكون من ست غرف صغيرة متلاصقة ممتدة على طول قبوٍ عثماني في عتيق كان يُستعْمل إصطبلاً لحمير الأتراك وبغالهم...
داخل سور المدرسة ساحة ترابية واسعة ظلت على حالها من يوم أن استدارت الأرض، جرداء قاحلة، نتوءاتها قاسية ومسطبتها صلبة مثل الصخر، كانوا يسمونها الساحة أو الملعب يصطف فيها طابور الصباح وتقام النشاطات المدرسية، ويمارس الأولاد لعبة كرة القدم، وعليها أيضاً كان جدّي يعلق الطلاب الكسالى أو المشاغبين للفلقة أمام الطابور كله.
في السنة الأولى، وعندما يبلغ الولد أو البنت سنّ السابعة، كان الآباء يسلمون أولادهم الخائفين من التجربة إلى مدير المدرسة جدّي وإلى المعلمات، وكأنهم يعيدون أمانة كانت محفوظة لديهم طوال سبع سنين ثم ردوها لأصحابها؛ يطلبون من جدّي بتوسل أن يعلمهم حفظ القرآن الكريم، وأن يصنع من أولادهم رجالاً، وأن يمنح بناتهم القدرة على فك الحرف.
يمثل هذا الرجاء كانت تسلم الوديعة إلى المعلمات وإلى جدّي الذي لم يكن أقدم من عمل في هذه المدرسة فحسب بل كان هو من علّم آباء هؤلاء الأولاد وأمهاتهم، حتى أنه علّم عدداً من المعلمات في مدرسته هنا، ست سنوات يقضيها الأولاد بين يدي جدي حتى يحين وقت إطلاقهم وإعادتهم إلى أهلهم لكي يقرروا ما سوف يكون عليه وضعهم ومستقبلهم في الفترة القادمة.
القليل من البنات تؤاتيهن الفرص لترك القرية للدراسة في المدينة، والكثيرات يختفين في بيوتهن بإنتظار أن يحين قطافهن ويتقدم من يطلبهنّ للزواج، والأولاد جلّهم يلتحقون بآبائهم في الحقول، وقلة منهم من يذهبون لإكمال تعليمهم الثانوي في المدينة، هذه القلّة هم من كان يبدو عليهم شيء من الفهم أو الذكاء، أو من كان في أنفسهم توق فطري للخلاص من القرية كانوا يكملون دراستهم في المدينة التي تبعد عشرين كيلو متراً عن القرية التي ولدوا وتربوا وعاشوا فيها بعد أن يكونوا قد عزموا على تحمل عناء تدبر وسيلة الإنتقال كل يوم إلى المدينة...
لم يبرح جدي القرية، ولم يبرح المدرسة الصغيرة المختلطة الوحيدة فيها، ولم يبرح صفوفه ودروسه التي اعتاد أن يلقنها للأولاد غيباً بعد أن صارت جزءاً من لغته وذاكرته، حتى أن الأولاد الذين تلقوا التعليم على يديه، كانوا بعد أن كبروا وخرجوا إلى الدنيا للعمل في المدينة أو أكملوا دراستهم في الجامعة، وهم قلة قليلة عندما كانوا يجتمعون في العطلة الصيفية في المقهى أو في ساعة القيلولة في الحقل، يساعدون أهاليهم في موسم الحصاد، كانوا يتنذرون عليه ويقلدونه وهو يرفع بإبهامه نظاريته كي تظلاّ عالقتين فوق أرنبة أنفه الضخم، ويكررون عباراته التقليدية بصوت مرتفع: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت"، "العصا لمن عصى".
كنت واحدة من تلاميذه، وكان يرقعني بنظرات غضب دائماً، ولا سيما عندما أخطئ في تهجئة كلمة من قاموسه الذي يستعمله عندما تتملكه الرغبة في الصراخ والضرب وفي تعذيبنا عن الأطفال، كان يختلق الأسباب لمعاقبتنا بعصاه الخيزران التي تشتد كلما انقضت السنون عليها؛ أحسب أنها العصا نفسها التي يذكرها أبي ويتذكر لسعاتها...
وقد تكون هي العصا ذاتها التي جُلدت بها أمي أيضاً عندما كانت تصده عنها وترقعه بنظرة إحتقار عندما يحاول التقرب منها ومداعبتها... لم تكن لتفلح توسلات أمي إليه بنظراتها الكسيرة الضعيفة أن يبتعد عنها ويتركها لتعيش عمرها الصغير الجميل المثير من دون أن يحفز غرائزه وشهواته الحيوانية عليها، ومن دون أن يشوّه براءتها...".
جوّ من الكآبة وإشمئزاز تثيرها أحداثٌ مرّت على أهل هذه القرية التي أصابها مسٌّ من الصخب اللاأخلاقي بسبب لعنة فرج التي حلّت عليهان شخصيات تثير التساؤل... وأخرى تثير الشفقة... وجدٌّ لا يعرف فظاعة المسّ بالمحارم، وتكون ضحيته زوجة الإبن والحفيدة... ومعلم يجدل أقوالاً وحكماً يضعها على رأسه أكليل غار... يتراءى بأنه البطل الذي يحمل عبء تعليم وتثقيف أهل القرية... وهيهات... فليته ما كان.. فالعبارات التي كان يطلقها لتكون شعاراً... والمثاليات التي كان يتغنى بها كان أبعد الناس عنها...
والمفارقة في عبارته "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت" أنه هو من تنكر للأخلاق... وهو من قضى على أخلاق أهل تربيته وأخلاق من يلوذون بحماه.
يمضي الروائي في تصوير الأحداث التي مرت على هند الشخصية المحورية وأمها كريمة والجرّ فرح... الذي أسلمهما إلى طريق غير سويّ... ولينال في نهاية المطاف جزاءه، وتكون نهايته المأساوية على يدّ سالم الذي أحكم أنشوطته حول عنقه الضعيفة... ظنه مقاوم شرس... إلا أنه لم ير غير الإستسلام وعينين ممتلئتين بالكراهية تحملان سؤالاً كبيراً: لماذا؟ لو قدّر لأحد أن يعرف بماذا كان يفكر فرج لحظة حاصرت الأنشوطة عنقه الضعيفة لفهم أن فرحاً كان موقناً بأن سالماً مخلوقٌ آثم...
نبذة الناشر:لم يسامح نفسه التي لم تتعلم على الرغم من خبرته الطويلة بالحياة أنّ الخير ليس أمراً مشرعاً وكائناً بين البشر مثلما هو كائن في إنسان مثله، لم يكن ليعتقد قطّ بأنّ الناس مصنوعون من الشر، وما عبادة الإنسان لذاته إلا أرقى صور الشر التي على الأرض، وما هذا الشرّ إلا شيئاً من البشر يسكن فيهم …

إقرأ المزيد
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
صخب

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 20×14
عدد الصفحات: 235
مجلدات: 1
ردمك: 9786144323342

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين