معنى المعنى عند عبد القاهر الجرجاني بين التنظير والتطبيق
(0)    
المرتبة: 124,619
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الخليج للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يزخر النقد العربي القديم، بالكثير من القضايا الملحة، التي تحتاج إلى البحث والدراسة، من أجل تمييز السمين منها، لتطويره والإحتذاء به، بما يتناسب مع المقاييس النقدية المعاصرة.
وتأتي ضمن هذا العمل واحدة من القضايا، التي تستحق البحث والدراسة، وهي موسومة بــ"معنى المعنى عند عبد القاهر الجرجاني بين التنظير والتطبيق"، حيث ...شكلت هذه القضية إشكالية نقدية عند النقاد العرب القدامى، الذين سبقوا الجرجاني، تمثلت بزاوية النظر المحددة والتقليدية في رؤيتهم للقضية، إذ اكتفوا بالمستوى اللغوي أو المعجمي الدارج والمألوف، دون مجاوزة ذلك، أو درسوها بطريقة غير منهجية، من خلال شذرات هنا وهناك.
غير أن إيجاد حل لهذه الإشكالية، لم يتم التوصل إليه إلا عن طريق الجرجاني، الذي قام بتحديد ما هو مطلوب ومناسب بداية، فابتكر مصطلح "معنى المعنى"، ثم بلور مفهومه وفكرته وعمل على تأصيلهما، بإتخاذه خطوات إجرائية واضحة وعملية، في التعامل مع الإشكالية.
وقد نظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة عما هي عند غيره، إذ ربطه بالمجال الأدبي والفني والنقدي، دون أن يكتفي بالمجال اللغوي وحسب، فربطه بوظائفه المناسبة، من خلال تقسيم اللغة وتوزيعها على مستويات مختلفة، مستغلاً في ذلك دلالات المصطلح الذي استحدثه، مع توظيفه له وفق منهج نقدي متناسب مع عصره آنذاك.
وبعد ذلك ذكر الجرجاني آلية اشتقاق المصطلح الموسوم بــ"معنى المعنى": لغة وإصطلاحاً وإستخداماً، مع تمييزه له عن مصطلح "المعنى" المعروف، إلا أن تركيزه انصب على الأول منهما، لإرتباطه باللغة الأدبية بعامة، ولأنه يشكّل المعيار النقدي الهام، الذي يجب الرجوع إليه؛ من أجل الحكم على الأعمال الأدبية، ومن ثم الموازنة بينها من ناحية، وبين مبدعيها من ناحية أخرى.
ويسعى الباحث عبر هذه العمل، إلى بيان مدى عناية الجرجاني بالموضوع، إذ فصل بين كل من "المعنى" و"معنى المعنى"، من أجل الدراسة والبحث وليس لغاية منهجية، فربط المستوى الأول للمعنى باللغة وروافدها، والمستوى الثاني للمعنى بالأدب وروافده، وعمل موازنة بين مستويات المعنى من جهة، ومستويات اللغة من جهة أخرى، جاعلاً المستوى الأول من المعنى يوازي المستوى نفسه من اللغة، والمستوى الثاني يوازي مثيله في الأدب والفن بعامة، مع تركيزه على المستوى الأدبي (الثاني)، هذا المستوى الذي يتمايز فيه المبدعون، وتتباين فيه النصوص، بما تحمله من قيم أدبية ومعايير جمالية ناجمة عنه.
ويعلل هذا العمل إشادة الجرجاني بالمستوى الثاني من المعنى، لإرتباط هذا المستوى بجوانب بلاغية وأدبية وجمالية متعددة، فهو ليس محصوراً بحالة واحدة، بينما المستوى الأول مقتصر على الجانب اللغوي أو النحوي وحسب، والإقتصار هنا كيفاً لا كماً.
من جانب آخر أوضح العمل، مدى عناية الجرجاني بالجانب التطبيقي، إضافة إلى الجانب التنظيري، وبدا ذلك جلياً، من خلال إيراده للأدلة والشواهد وبخاصة الشعرية منها، دون إغفال للشواهد القرآنية، للتدليل على إيمانه بالآراء والأفكار، التي تدور حول موضوع "معنى المعنى"، فهو لم يكن مجرد منظر للموضوع، بل كان يراوح في ذلك. إقرأ المزيد