تاريخ النشر: 18/06/2015
الناشر: ثقافة للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:بين الحياة والموت تدور رواية «الجحيم» للروائي السعودي إياد عبد الرحمن. موت الحلم داخل الفرد، وموت الروح داخل الجسد، ومن خلال هذه الدائرة المظلمة ينهض فضاء السّرد ويتوزع بين جدلية الحياة والفناء، والخير والشر، والحبّ والحرمان، الصحة والمرض، والعلم والدين ويفعل ذلك الروائي من خلال ميت "معاق بدنياً" يردد خبر ...موته في الرواية، بحيث أنه يموت عن الدنيا؛ لكي يعود إلى حياة أخرى بعد انتهاء عملية الحساب. وليقول لنا في النهاية أن الجحيم ليس مكاناً نذهب إليه، وإنما شيء نحمله بداخلنا ونعيش به، وأن ما من أحد يجزم بدخوله جنةً أو نارا ؛ أو يعرف شيئاً عن نهايته..!! ولكن، هل يستطيع أي إنسان الاعتماد على هذا الحدس الخفي في رحلة الفناء؟ وخاصة مع يقينه التام بأنه ولد ليموت؟ وأنه لولا الموت لما عُرفت الحياة! هي تساؤلات لا تنتهي وجدت منذ أن بدأ الإنسان بالتفكير ولم يتوصل إلى إجابة قاطعة حتى يقنع نفسه بأن هناك حياة أخرى تنتظره..
وتأسيساً على هذه الأفكار تنطلق الرواية من أبعاد دينية وأخرى فلسفية في معالجة مسارات الشخصية الرئيسية في العمل التي تبدأ بروي حالة موتها داخل القبر ومساءلتها وحسابها على ما اقترفت من آثام ولعل إشارة الروائي بما (قبل البداية) في مفتتح الرواية يوضح لنا فضاء الرواية، يقول: "يؤمن معتنقو الديانة الإسلامية بأن كل ميت يتعرض للسؤال والعذاب في قبره من قبل اثنين من ملائكة الموت، وذلك بناءً على ما اقترفه من أخطاء دنيوية وتمهيداً لمواجهة خالقه. استناداً إلى هذا الاعتقاد، تأتي الرواية...!".
من أجواء الرواية نقرأ:
هل تعلم لماذا أنت هنا؟
لأنّي ميت.
وما هو سبب وفاتك؟
في الحقيقة لا أعلم. وجدتنُي بالصدفة فوق نعشٍ خشبي يحملهُ رجالٌ راغبون في دفني.. أخبرني أنتَ ما هو سبب وفاتي. لم ينطق المتكلم بأي شيء على الإطلاق، لم ينبس ببنت شفة، فباغتني فضولٌ شديد إزاء صمته نظراً لأنه لم يتخلّف عن إجابتي بهذه الطريقة سابقاً. سألته بقلق مفرط:
ما هو مصيري الآن؟ هل سأذهب إلى الجحيم؟
الجحيم ليس مكاناً تذهب إليه، وإنما شيء تحمله بداخلك وتعيش به.
سأذهب للجنّة إذاً!
لا أستطيع الجزم بذلك على الإطلاق.
وماذا عن رفيقك الذي معك؟ هل يعرف شيئاً عن نهايتي؟
لا أحد منّا يعرف شيئاً.. صدقني لا أحد! إقرأ المزيد