النغل رواية تاريخية معاصرة
(3)    
المرتبة: 79,112
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار النورس للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"كان يعدو وحيداً في سيارته المصفحة الخضراء، تذكر بأن الانتظار هو القرار. قرر قراراً حازماً قاطعاً كحدّ السيف نعود إليهم خلال عشرة أعوام. الدنيا في بغداد ليلاً بارداً كقطعة من فولاذ. نازع الشوق لسماع ثرثرة المثقفين في مقهى الوحدة. تذكر حين زار مدرسة ابتدائية منذ أيام. تقدمت طفلة عذبة، ...وجهها يشبه وجه بغداد. سألت بعفوية أهل البلاد: بابا، بابا صدّاح لماذا انسحبت من الكويت؟ تذكر بأنه ابتسم في وجهها، وجه بغداد، تذكر أنه زرع ألف فلّة بيضاء في عينيها. تذكر أنه قال بصوت رقراق كالماء: حبيبتي، إذا أنت رسبت في المدرسة هذا العام، ماذا تفعلين؟ أجابت الطفلة العذبة بصوت بالغ الصفاء: أعيد السنة بابا، باب صداح. تذكر بأنه قال بصوت بهي كنور الصباح: بابا صداح سيعيد السنة من جديد. كانت بغداد في هذا المساء، كوجوه صبايا العراق، شهية، جذابة، رقراقة، عذبة. كان وحيداً حين عبر بوابة جناحه الخاص. بغداد والساعة فيها الثامنة مساء. أراد أن يشاهد نشرة الأخبار. رن الهاتف باستمرار. رفع السماعة وقال بنبرات بالغة الاحترام. نعم. جلالة العاهل على الهاتف من قصر الندوة بعمان. يتفضل مساك الله بالخير أبا لبيد. مساك الله بالخير جلالة العاهل، أهلاً بأبي عبد الله، كيف صحة أم البنين، كيف صحة الأولاد؟ بخير والحمد لله. ما هي أخبار الشباب لبيد وقصي والعائلة الكريمة؟ هل سمعت آخر الأخبار؟ لا، ما هي الأخبار؟ أخبارنا أننا نعيد البناء. فتحنا الحدود مع الدولتين الجارتين. عادت قوافل التجار، ووصلت المؤن والمواد الضرورية، ما زال هناك الحصار. نبيع النفط على أن يكون التسليم في بندر عباس. تسلمنا دعوة من وزير الخارجية الأميركية، أو من رئيس الجمهورية، يدعونا فيها لحضور مؤتمر يعقد في مدريد من أجل الصلح والسلام. يقف معك في النهاية اثنان عقائديان. إياك والعرّاب الجالس في قصر وحذّاء من أطلقوا عليه بطل السلام. إياك والأمر والدجال تذكر أنك الهدف المستهدف. تذكر أن توقيت مدريد جاء بعد انهيار بغداد. بغداد وقد اتخذت ثوباً جديداً. بغداد ستعود خلال عشرة أعوام. اذهب.. وحين أغلق كل واحد منهما سماعة الهاتف قال جلالة الملك وهو يحدق بعيداً عبر حديقة قصره: والله لا يقف بك أيها النغل..".
بدأ يوسف شرورو كتابة روايته هذه في بيته في لندن بعد تحرير الكويت بأشهر قليلة وبعد تقديمه استقالته إلى وزارة التربية، وبعد استكمالها دارت تلك الرواية مثل المطرودين من أرضهم حول دور النشر. الرقابة لا تسمح لها... ويعلن الكاتب من على صفحاته تلك أنه ضد الغدر والخديعة والخيانة، وضد العنصرية والإقليمية، وضد الضم بالقوة، وضد الصراخ في آذان الناس، وضد إهدار ميزانيات الدخل القومي لشراء آلات الدمار والهلاك الموجهة نحو الأشقاء وأرض الأشقاء. فهل درى القارئ إلى الآن مسرح الرواية وأشخاصها الرمزيين والحقيقيين... إذا لم يدر فعليه القراءة في أحداث تلك الرواية التي تتحدث ربما بصمت... ربما بصراخ عن التجاوزات السياسية في مناطق من الوطن العربي. إقرأ المزيد