الفلسفة ونقد مفهوم التواصل من التأسيس المعرفي إلى البناء القيمي
(0)    
المرتبة: 109,637
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:إن التناول النقدي لمسألة التواصل، داخل منظومة أنساق مادية ورمزية ترفض الإختلاف، والتنوع، ليمثل إرادة عقلنة علاقتنا مع مشكلات الوعي، مقابل عالم نُقلت من سلطة اللغة والعقل، ويدفع في اتجاه أزمات معرفية وأخلاقية وسيكولوجية، تعبّر في الصميم عن صراع داخل إرادة المعرفة أو إرادة القوة، بين النزوع نحو التواصل، ...بجميع الطرق، والرغبة في اللاتواصل في نفس الوقت.
وهذا الجدل (الخاضع) لمنطق النفي والإزاحة للمختَلِفْ، قد يتحول إلى عقيدة تدميرية لحظةً من اللحظات.
ومن الواضح، أنه داخل مجتمعاتها كلما تكثف الإتصال الحميمي بين الناس والتجمعات؛ كلما انبثقت الرغبة في الإستقلالية، والفردانية، والتعبير عن الحق، بل في تدمير المغاير والمختلف، وهذا يعبر الأصل عن مأزق تاريخي نعيشه مجتمعاتنا ليس على مستوى التواصل فقط، ولكن بخصوص الهوية والإختلاف والتأسيس المدني للذات والحماية المنفتحة.
من هنا، يصبح التناول الفلسفي لإشكالية التواصل أكثر تعقيداً خصوصاً عندما يتعلق الأمر بحتميات ترسم أفق التعين الواقعي للعقل أو لللاعقل من جهة، ولإرادة السلطة من جهة أخرى.
فليس من علاقة ميكانيكية بين الفلسفة والتواصل إلا في الذهنية من يبسط الفعل التواصلي أو يرى في التفلسف ممارسة سهلة ومنظمة قبلياً لقابلية التفاعل والتجاوب والإتفاق حول الحقائق.
فالتواصل في بعده الفينومينولوجي يتجاوز سلطة العقل واللغة والحقيقة، نحو ذات يسكنها وعي ولا شعور في آنٍ واحد، وتواجهها ذهنيات أو مجمل تمثلات، وقد نشر عن عودة المكبوت، وهو ما يخلق في الغالب ردود فعل قوية ضد التواصل والغيرية والإختلاف، ليس الفكر تواصلياً في الصميم، وهذه قاعدة تتطلب إعادة بناء للفكر التواصلي بشكل بعدي.
من هنا، من حق الفيلسوف أن يقول: "أنا أتفلسف" لكن ذلك لا يعني أنني أتواصل، أنا لا أتواصل، إذن يجب البدء في التفكير حول ذاتي، ولغتي وعالمي والأوهام التي تسكنني باسم المعرفة العالمية.
إن عالمي اللاتواصلي يخفي خطورة الوضع: التواصل عبر الصمت، والخوف والعنف والتحدية والإشارة الشاذة.
وقد تمارس اللغة مكرهاً عندما تفرض اللاتواصل داخل عمليتها التواصلية، خصوصاً في ظل دعم المؤسسة التقليدية للثقافة اللاتواصلية، ضد كل معايير أخلاقية - حوارية حداثية.
فهناك أخلاق العبودية (الطاعة والولاء، وجدلية التابع والمتبرع)، وهناك الصراع العقائدي الذي يرى في التواصل تنازلاً وإسقاطاً لمركزية الذات المفارقة، إضافة إلى أزمة الثقافة المدنية في ظل إنحلال الدولة الوطنية من جهة، وتبلور مجتمع مدني معطوب الجذور والمرجعيات من جهة أخرى.
وفي ظل هذا الواقع من حق الفلسفة أن تنظر، بعين الوعي النقدي إلى محيطها الثقافي والسياسي اللاتواصلي، فخورون الإستبداد قد يخترق حتى الخطاب ليجعله دوغمائياً، ورافضاً للحوار والتجدد، في ظل علاقات اجتماعية تراتبية تحطم إمكانات ولوج الفرد، بحريته وإرادته وحقوقه، وواجباته، عتبة الفعل الاجتماعي الشفاف والواضح والمندمج بعيداً عن إكراهات الأبوية الصارمة.
إن الابوي لا يتواصل لأنه مسكون بهلوسة الهوية الجماعية المتعلقة، وبزجية العشيرة الرافضة للإختلاف [...].
في هذا الإطار يتناول الباحث خلفيات أزمة التواصل الفلسفي كوعي نقدي يدخل ضمن رهانات العقلنة، ومن الصعب تلك عمق القضية، من دونِ الإنصات إلى علاقة التواصل والفلسفة، بالمقدس والمكبوت، واللامفكر فيه والعلمية، وهو ما يعنى أن تجديد عملية التواصل الفلسفي اقتضت من الباحث الخوض في عمق حياته القضايا وفق عقلانية نقدية، ترتبط في العمق بين العقل والتواصل، والنقد، على قاعدة القول بالحقيقة النسبية، واعتبار الممانعة ضد العقل أخطر من اللاتواصل.
وعلى ذلك، فإن الفلسفة النقدية، إن سعت إلى دعم أطروحة التواصل، فهي في حاجة إلى تناول علمي وحقيقي (أي بعيداً عن التبرير) لإشكالية تتعلق بعوائق عقلنة المؤسسة أو بناء الفضاء المفتوح، إضافة إلى الرهان المرير إلى دمقرطة الثقافة المدنية وفق أساس (قاعدة: الحوار المدني - المدني).نبذة الناشر:كتاب في الفلسفة تناول مسألة التواصل الفلسفي وضرورات الإبداع والتواصل ومسألة الإختلاف وأزمة التواصل الفلسفي وسلطة اللغة أزمة التواصل الفلسفي ونقد الحقيقة وأزمة التواصل الفلسفي ومناهج الفلسفة وغير ذلك إقرأ المزيد