تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: مكتبة الشرق الجديد
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لم تكن أساطير "كلدة" القديمة، أو بالأحرى كما يقال اليوم "أساطير نابليون" معروفة منذ زمن طويل إلا من بعض نبذٍ من كتاب ألّف باليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد، ومؤلفه بابلي أو كلدي اسمه "بيروز" وحفظ النبذ اسقف قيسارية الشهير "ايزيب Eusebe" الذي عاش بعد ستمائة عام من تأليف ...الكتاب. ولم يحتفظ الكاهن بصفحات من كتاب بيروز إلا لغاية في نفسه، وذلك ليقارن بين ما تورد الروايات المسيحية وبين ما تورد الروايات الوثنية عن أصل العالم والإنسان والحضارة، وليقدم البرهان بأن روايات الوثنيين تقليد طائش وأخرق للروايات المسيحية.
أما الآن، بفضل النقوش المسمارية التي جمعت بالآلاف وبمئات الآلاف من "قلدة" ومن "أشوريا" أصبح بالإمكان معرفة الكثير عن تاريخ هذين الشعبين وعن ما كانوا يقومون به من قبل فعلاً من خلال آثارهم وليس عن نصوص تناقلتها الأيدي فأصابها المسخ والتحرير بل عن وثائق أصلية بعيدة عن التغير. والروايات والأساطير التي ظهرت للباحثين من قراءة الخط المسماري تختلف كثيراً عما جاء من "بيروز" وتختلف فيما بينها لا بل وتتضارب، وهذا الاختلاف أو التضارب يعود إلى ما اكتشف في "بابيلونيا" (بلاد بابل). وبين ما اكتشف في وسط بلاد ما بين النهرين أو في شماله وبين ما ظهر في "أشوريا".
ويعود أيضاً إلى ما عثر عليه في الألف الثالثة وما عثر عليه في الألف الثانية أو الأولى قبل المسيح. وبناء على ذلك وأيضاً بناء على الأحداث الناتجة من التنقيب والتي جلبت للباحثين معرفة واسعة ولا سيما عن الذين اهتموا بأصول الحضارات يقدم المؤلف كتابه هذا عن أساطير بابل وكنعان، والهدف تقديم لمحة بسيطة كما هو مهم في تلك الميثولوجيتين المختلفتين عن بعضها. هذا وأن القارئ ومن خلال مطالعته لهذا الكتاب سيرى المدى الذي توصل إليه أسلافنا في فهم الكون والكائنات ويتجسس خيالهم الخصب ويتلمس أفكارهم الواسعة بصورة حلية. إقرأ المزيد