حاشية على مختصر شرح الخريدة
(0)    
المرتبة: 21,325
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار النور المبين للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد حرص العلماء المتقدمون على تقديم المعارف والعلوم الدينية بأسهل الطرق وأقر بها إلى القلوب لكي يحمسوا طلاب العلم على إكتسابها، فتعددت طرقهم في الكتابة.
ومن هذه الأساليب المتون والمختصرات، والشروح المتدرجة في التدقيق، والحواشي والتعليقات، والتقريرات، وقاموا بكتابة العلوم والفنون في شكل منظوم أيضاً، وذلك لتسهيل الحفظ والفهم، وخاصة ...في البدايات.
لذا هناك كمٌّ هائل من الكتب المنظومة في العقائد والنحو والمنطق والفقه والأصول وفي القراءات وغيرها من العلوم؛ بل إن بعض العلماء قد قاموا بنظم أصول التفسير، وبعضهم قام بنظم أصول التفسير، وبعضهم قام بنظم معاجم أصيلة ككتاب القاموس للفيروز آبادي.
وهذا المتن "متن الجزيرة البهية" نظمه أحد العلماء الكبار، وهو الشيخ الإمام أحمد الدردير، وهو فقيه مالكي وأصولي بارع وصوفي مشهور، وله تأليفات عديدة في مختلف العلوم كالتصوف والفقه وعلوم اللغة والعقائد.
وإلى هذا، فإن متن هذه الخريدة البهية منظوم على بحر الرجز [مستفعلن مستفعلن مستفعلن]، وقد نظم العلماء اكثر المتون على هذا البحر، لسهولة حفظه وتذكره، وكثرة تفعيلاته مما يساعد في نظم العلوم، وهي عبارة عن أربعة وسبعين بيتاً، اقتصر فيها على ذكر الأصول الكبيرة في علم التوحيد، ثم ختمه بخاتمة في التصوف مفيدة.
وقد قام الشيخ الإمام الدردير بشرح الخريدة البهية، على طريقة المتقدمين، بأسلوب بديع متقن كعادة العلماء، وبعبارة قوية عالية، اشتمل شرحه على فوائد عديدة لا غنى لطالب العلم عنها، وكتب العلامة الصاوي حاشية عليه، وهي مفيدة، وكتب آخرون شروحاً عليه.
هذا ولما كان من الصعب على طالب العلم المبتدئ في هذا الأوان البدء بكتاب مثل شرح الدردير على الخريدة، لأسلوبه العالي، وذلك لعدم معرفة كثير من المتوجهين لطلب العلم في هذا الزمان بعلم النحو والمنطق وغيرهما علوم الآلات.
من هنا، عمد صاحب هذا المختصر إلى العمل على تلخيص شرح العلامة الدردير، وكتب تهذيباً لشرحه، وجرّده من الإستطرادات اللغوية والمنطقية مقتصراً فيه على ما له علاقة مباشرة بعلم التوحيد والتصوف، وزاد عليه من بعض كتب العلماء كالبيجوري على الجوهرة والسنوسي وغيرهما.
وختمه أخيراً بكتابة التعليقات عليها والتي جاءت بمثابة الشرح والتوضيح مراعياً فيها الإهتمام ببسط المعاني، والإبتعاد عن الإختصار المركز للعبارات مهما أمكنه ذلك، والإكثار من الإستشهاد بأدلة الكتاب والسنّة على أحكام الإعتقاد، والحرص على بيان النصوص بالقدر الكافي، ومحاولة التنبيه على أهمية مسائل التوحيد في هذا الزمان كما في كل عصر، وضرورة الإستفادة من قواعد علم التوحيد لحلّ إشكالات كثيرة يعاني منها المسلمون؛ والهدف من ذلك كله إفادة طلاب العلم والمدرسين لعلم التوحيد بالإستفادة منها والإعتماد عليها. إقرأ المزيد