الآثار الكاملة للأب عفيف عسيران
(0)    
المرتبة: 191,161
تاريخ النشر: 09/03/2015
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
نبذة نيل وفرات:يضم الكتاب الآثار الكاملة للأب عفيف عسيران وقد تم تقسيمها إلى قسمين تضمن الفصل الأول مجموعة دراسات للدكتور لويس صليبا في فكر العفيف وآثاره شكلت مدخلاً لهذه الآثار، حيث تناول في جزء منها دراسة ناحية أو جانب من فكر عفيف وروحانيته فقرأ تجربته الروحية والصوفية من زوايا متعددة: مسيحية ...وإسلامية وهندوسية، متناولاً من ثم واحداً من أبرز محاور التعليم العفيفي: المعمودية التي أخبرت تجربته هذه عن أوجه المعمودية الثلاثة: معمودية الماء والدم والشوق، فكانت له وقفة تأملية عند كلّ منها، معمودية الماء كانت الرؤيا المسيحانية جسر عبوره إيها، فهي مفتاح سرّه، وفحوى سريدته، أما معمودية الدم فقد علّها وعاشها.
أما معمودية الشوق، فبين د. صليبا في دراسته هذه اختبار فريد مع والده مستخلصاً أمثولة قيمة منه، متنقلاً بعد ذلك إلى تقديم دراسة موسعة للمصطلحات التي أسماها "العفيفية" والتي كما ذكر يمكن إستخدامها في نعت عفيف ودراسة عبوره إلى المسيح، مبيناً أن ليس بالإمكان دراسة وفهم أي مفكر أو متصوف أو عالم من دون النظر في عباراته المفاتيح، مضيفاً بأن لكل مفكر مصطلحاته، أي المصطلحات التي يكثر من إستعمالها فتميزه، وبما أن العفيفي من أرباب التصوف فقد تناول د.صليبي في دراسته هذه بعض المصطلحات العفيفية في هذا المجال بالعرض والتحليل للدخول إلى عالم هذا المفكر/ المتصوف من الباب الواسع وفهمه حتى الفهم، ليقف بعدها وقفة تأمل عند حدّ الردّة بكل أبعادها العفوية والإجتماعية والإنسانية؛ مستعرضاً من ثم الفكر الترماوي لعفيف عسيران، فيعرض للجانبين النظري والعملي في سيرته وروحانيته: المعرفة والعمل قطبان في حياة ك وليّ سالك، مبيناً بأن القطب الثاني استأثر بمجمل إهتمام عفيف ونشاطه وعلى حساب الأول، لتبقى له إلماعات ولمحات برّاقة ومميزة على صعيد الفكر.
ومن نافلة القول أن هذا المجلّد يجمع إرثه الفكري والمعرفي صوناً له من الضياع، وليكون للدكتور صليبي وقفة أخيرة في دراسته هذه، عند معلمين من أبرز معالم روحانية عفيف عسيران: تفجير الأنا وحب الأعداء، وهما محوران مترابطان لم يتعب عفيف من الدعوة إليها، واللذان يصعب فهم روحانيته وكتاباته بمعزل عنها، مبيناً بأن محق الأنا يستلهمه عفيف من التراثيين الصوفيين المسيحي والإسلامي، وفي هذه النظرة المنفتحة والمقارنة تكمن ميزة تعليمه في التجرد والتخلي ونكران الذات وتفريغها.
أما حب الأعداء، والذي يبدو شرطاً أساسياً ومعبراً ضرورياً للوصول إلى تفجير الأنا، فكان العامل الحاسم في عبور عفيف نحو المسيح، وقد وجد فيه ضالة افتقدها وبحث عنها، ولم يلقها إلا في تعليم الناصري، فلم يتردد في إتخاذ القرار الصعب وتبنى هذا التعليم وعيشه.
ويمكن القول بأن هذه الدراسة للدكتور صليبي من شأنها منح القارئ مفاتيح ضرورية لولوج عالم عفيف عسيران وآثاره وروحانيته، وهذا ما يتيحه القسم الثاني من هذا المجلّد، والذي جمع ما تم وصوله من نصوص عفيف ومؤلفاته ومخطوطاته ورسائله ومحاضراته باللغات: الفرنسية والعربية والعامية اللبنانية بما يشمل نصوصاً في سيرته الذاتية. إقرأ المزيد