الأسطورة والسلطان في التاريخ الإسلامي
(0)    
المرتبة: 318,327
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن نقد الأسطورة داخل الفكر الديني لا يعني إنكاراً للدين، بل إن تحرير الفكر الديني من الخرافة والأسطورة هي خدمة جليلة تقدم للدين... وعلى المسلم المدرك والحريص على دينه النظر بحذر وتأنٍ إلى طبيعة الأساطير المتداولة في المجالس الإسلامية والمتناقلة شفاهة، أو من خلال بعض الكتب المؤلفة من قبل كتاب ...إسلاميين معاصرين أو غير معاصرين، والتي تُعاد طباعتها الآن وكأنها جزء لا يتجزأ من عقليتنا العربية الإسلامية، فلماذا لا تتعامل معها بالوعي الكافي والعقلي المحللة المفسرة لنزيل الهجوم الغير أخلاقي الذي نتعرض له من قبل العلمانيين أو المستشرقين، ومن أعطى الحق لرجال الدين بإستخدام النصوص والقصص والحكايات ليعيدوا تركيبها للمسلمين ويغيرون الحقائق.
ويتهم العلمانيون الدين كونه حاضناً قوياً للأساطير، بسبب ما حُشر بالدين من قبل بعض المراجع الدينية من أساطير وهي ليست من أصل الدين أو موضوعة، أو وجود أساطير تسللت ودخلت الإسلام بحكم الصراع على السلطة، ومن الخطأ أن نحكم على الدين بما هو خارج عنه أو ليس عنه، إن الخوف هو أحد أسباب إضفاء صبغة أسطورية للدين، وعندما يطرح سؤال الخوف من ماذا؟ يكون الجواب: الخوف من الإتهام بالردة، وحكم السدنة المسبق على من يخرج عن طوع أمرهم ويؤسس ذاته وعقليته بمعزل عنهم وعن خرافاتهم المتناقضة.
قد يذهب البعض إلى أضعاف ما قدمناه من منطلق أن مجموع هذه الروايات على الرغم من توثيقها على أنها روايات منحولة، ونقول إن المنحول على الدوام هو الإناء الحافظ للأسطورة، وهو الند العنيد لأصل الإسلام ألا وهو كتاب الله عزّ وجلّ، وكلما ابتعد المؤرخ والباحث عن كتاب الله تعالى، جاعلاً صراعه من أجل الإمامة لتصبح أولويات إهتمامه الجمع بين ثنايا مدوناته من الأساطير الشيء الكثير، وكلما اقترب من كتاب الله عزّ وجلّ وتجاوز عن الحالة الظرفية من صراعات سياسية، كان أبعد عن الأساطير وأقرب إلى نداء العقل والإيمان.
كما أود أن أؤكد على إيماني المطلق بالوحي وبما جاء به القرآن الكريم من أخبار وقصص وأوامر ونواه، إلا أن هذه القناعة المطلقة بالوحي لا تلغي دور العقل بالوقوف بحزم تجاه الأساطير في ثقافتنا الإسلامية ودورها الخطير بالتوظيف السياسي، والدعوة للدعاة والمثقفين للوقوف بوجه هذه الموجة وهذا الهوس الذي أصاب ساحتنا الفكرية حتى وكأننا في العصور الوسطى بل أكثر من ذلك. إقرأ المزيد