أزهار وأشواك ؛ مذكرات ضابط فلسطيني
تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: مركز باحث للدراسات
نبذة نيل وفرات:تبقى الذكريات جزءاً من التاريخ الشخصي وأحياناً العام، ومجموع الذكريات الصادقة هي تاريخ الوطن، بما فيها من أشواك.
ومؤلف هذا الكتاب عزّ عليه إلا أن يسرد ذكرياته التي تمثل سرداً لأحداث حياته الشخصية، كفلسطيني، وهو لا يدّعي أن هذه السرديات جاءت بمثابة تسجيله تاريخاً لفلسطين، أرضها وشعبها، وإنما هو يسجل ...تاريخاً لفترة عاشها... وهو سردٌ لحياته كضابط فلسطيني سردٌ لسيرة تمثل في أحد جوانبها جانباً من حياة شعب مجاهد في مختلف الميادين، وفي جميع الأوقات، وتقدم إضاءات ضرورية عن بعض الأشخاص وبعض الأحداث، ومنها ما كان سراً أو شبه سرّ.
آملاً أن يجد القارئ بعض الفائدة، وأن يطّلع على المزيد من الحقائق، مقابل مجموعة من المزاعم والأكاذيب والإتهامات والإفتراءات التي سادت في بعض الأوقات، هذا وإن بعض هذه الأحداث وأسماء المشاركين فيها كان صاحب هذه المذكرات قد نشرها سابقاً في بعض الصحف، وأثناء وجود هؤلاء المشاركين أحياءً وقبل إنتقال قسم كبير منهم إلى دار الآخرة، وذلك رغبةً منه آنذاك في أن يكونوا من الشهود الأحياء عليها.
البداية والولادة في عكا في 1929/1/28... وتتالى الذكريات وتتوالى أسماء المدن التي استضافته والمدارس التي درس فيها والأماكن التي كان لها وقعها عليه في فلسطين وخارجها... ليصبح حسن أبو رقبة ضابطاً في الجيش السوري وفي الجيش المصري وفي جيش الإنقاذ، وصاحب المسؤوليات والمهمات المتعددة في الشأن الفلسطيني، قديماً وراهناً، من عكا الفلسطينية العريقة إذن انطلق المقدم حسن أبو رقبة إلى رحاب عالم الحياة...
الحافل بالصعوبات والمعاناة، باحثاً عن أمل لم يفارقه قط، ويستمر حيّاً في وجدان شبابه الثمانيني، الأمل المؤجل والقادم حتماً... بقيام دولة فلسطين العربية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس المشرفة... من أجل هذا الأمل انطلق كمواطن فلسطين فامتلأت حياته بالعمل وبالتعب وبالعذاب، وبقدرٍ كبير من الإحساس العميق بجمال الحياة في قلب المعركة من أجل المستقبل... واجه الكثير وعاني الكثير مدوناً كل ما مرّ في حياته من أحداث حملت ألماً وأملاً وعذابات وطموحات...
فكانت سيرته هذه مليئة بتفاصيل مثيرة من حياته، في عكا ونابلس ويافا والقدس في الكفاح الوطني الفلسطيني، ثم في المحافظات السورية المتعددة، ثم في بيروت وفي عمان وفي الكويت وفي قطر والقاهرة، وما أكثر ما في تفاصيل هذه المرحلة الثمانينية من متاعب ومن آلام وآمال، ومن متعٍ وخيبات، وما أكثر المعاناة فيها في السجون وخارجها... خمسة سجون دخلها حسن أبو رقبة في خمسة دول عربية، والمفارقة في ذلك أنه لم يحاكَم ولم يُحكم عليه بأية قضية... هذا وغيره ترويه هذه السيرة...
تروي أحداثاً كثيرة، كبيرة وصغيرة وعايرة كان حسن أبو رقية إما جزءاً منها، بأدائه فيها أدوار ومهمات مختلفة، أو شاهداً عليها بالمعنى الإيجابي، لا بالمعنى السلبي، فهو لم يكن يوماً متفرجاً على ما كان يجري في وطنه فلسطين وحوله ذلك أن واحدةً من أساسيات سمات الشجاعة لديه أنه أقرن العمل والكفاح بالتفاؤل الإنساني... حيث لم تقو الإنكسارات كلها، على إختلاف أنواعها، كسر أحلامه... ويبقى حلمه نابضاً في قيام دولة فلسطينية عربية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس المشرفة وفلسفته في ذلك: زمن الناس الأحياء يرضي... لكن الحياة تبقى مستمرة ومهيأة للأجيال القادمة، التي تستكمل مسيرة الأجيال السابقة، كلّ منها على طرائقها وفي شروط زمانها... إذ ليس للتاريخ نهاية. إقرأ المزيد