الدولة الفلسطينية بين الفكرة والواقع العملي
تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: مركز باحث للدراسات
نبذة نيل وفرات:ظلّت مسألة قيام الدولة الفلسطينية حلماً يراود الفلسطينين منذ انتهاء السيادة العثمانية على فلسطين عام 1917، بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى والاحتلال البريطاني للأراضي الفلسطينية، بعد أن تحالف الشريف حسين حاكم منطقة الحجاز مع الإنكليز، وأعلن الحرب على العثمانيين، بعد تلقّيه وعداً بأن يكون ملكاً على ...العرب بعد تلك الحرب. لكنّ أحلام الشريف حسين ذهبت أدراج الرياح؛ فلا هو أصبح ملكاً للعرب، ولا احتفظ بفلسطين التي احتلّها الإنكليز بمساعدة قوات نجله فبصل، الذي تّمت مكافأته فيما بعد بأن أصبح ملكاً على سوريا ثمَّ العراق.
وخلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، مارست السياسة الإنكليزية كلّ ما في وسعها من حيل، لترسيخ أقدام اليهود والحركة الصهيونية في فلسطين. ففي محاولة لإيقاف الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936، عمدت بريطانيا إلى إرسال لجنة لتقصّي الحقائق إلى فلسطين عام 1937، أُطلق عليها اسم اللجنة الملكية البريطانية (لجنة بيل leep)، التي أصدرت تقريراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين: إحداهما عربية تُضمّ إلى إمارة شرق الأردن والأخرى يهودية. ولمَّا فشلت بريطانيا في وضع هذا التقرير موضع التنفيذ، قرّرت الانسحاب من فلسطين نهائياً قبل منتصف أيار(مايو) 1948؛ لترمي ملف المسألة الفلسطينية برمّته في وجه هيئة الأمم المتحدة لإيجاد حلّ لتلك المسألة فكان صدور القرار رقم (181) عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947، والذي نصَّ رسمياً على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية؛ فوافقت الحركة الصهيونية على القرار، بينما رفضه الفلسطينيون والعرب. وعليه : قامت "دولة" إسرائيل، ولم يتمّ الإعلان عن الدولة العربية (الفلسطينية) بعد!
وأمام حالة الانقسام السياسي الحادّ التي يعيشها الشعب الفلسطيني، نتيجة الخلاف السياسي بين حركتي : فتح وحماس، منذ فوز الأخيرة في الانتخابات التشريعية مطلع العام 2006، وأمام المتغيّرات والمعيقات الإقليمية والدولية، فإن الدولة الفلسطينية التي يحلم بها شعبنا، لن ترى النور في القريب العاجل، لأسباب فصّلناها في ثنايا الدراسة. وإن غاية ما سيحصل عليه الفلسطينيون في نهاية المطاف، لن يزيد عمّا هم عليه الآن من حكم ذاتي مسخ ليس محدوداً كما نصّ عليه اتفاق أوسلو، بل أشبه ما يكون بزنزانة سجن يعاني فيها الفلسطينيون شتّى صنوف الإذلال والهوان؛ فلا هم ولا قياداتهم بإمكانهم التحرّك من مدينة إلى أخرى، إلاَّ بإذن مُسبق من جندي إسرائيلي يعتلي أحد أبراج المراقبة على حاجز عسكري هنا أو هناك؛ وما أكثرها. وبالتالي : فأي أمل سيكون لقيام دولة فلسطينية، وقد وافق الفلسطينيون على وضع أنفسهم في تلك الزنزانة بمحض إرادتهم.
الدراسة التي بين أيدينا اعتمدت في الأساس على المنهج التحليلي، مع عدم تجاهل المنهج الوصفي الذي يخدم الفكرة المراد توضيحها. كما اعتمدت على منهج السياسات المقارنة، لبيان التناقض بين السياستين : الذي يبينّ لنا آليات صناعة القرار السياسي لدى أطراف الصراع. إقرأ المزيد