الثقافة المعولمة ؛ إشكالية العلاقة بين الثقافة العربية والعولمة
(0)    
المرتبة: 136,421
تاريخ النشر: 18/11/2014
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:إذا كان على العرب أن يعيشوا في قلب العصر، في بدايات القرن الواحد والعشرين، لا بد لهم من أن يكونوا أقوياء، ولكي يكونوا كذلك، ل بد لهم من إستيعاب التكنولوجيا الحديثة، وعلى الأصعدة كافة، وخصوصاً تكنولوجيا الإعلام والإتصال: الإقطاع الإقتصادي - المعرفي الرئيسي في بدايات الألف الثالث.
وإستيعاب التكنولوجيا لا ...يكون بنقلها والتدريب على إستعمالها وإدخالها في بعض قطاعات حياتنا اليومية فحسب؛ بل بالإضافة إلى ذلك، صنع الذهنية العلمية المعرفية ونشرها في قطاعات المجتمع كافة ليصير العلم والذهنية العلمية والمعرفية من سمات المجتمع ومن أوصافه، ومن مواصفات الفئات المجتمعية؛ وإن كانت بدرجات متفاوتة.
وهكذا كله يتطلب معرفة ما عليه العالم العربي اليوم مقارنة مع البلدان المتقدمة في مجالات العلم والمعرفة والتكنولوجيا، لتحديد موقع العرب في العالم، أولاً ليدركوا الهوة التي تفصلهم عن العالم المتقدم، ثانياً، ولمعرفة كيفية العمل من أجل اللحاق بركب التقدم العام، ثالثاً؛ فالتغيير، كما يقول هشام شرابي، لا يمكن أن يحصل الأمن خلال فهم الواقع الإجتماعي ونقده؛ وفي شيء من المقارنة بين البلدان المتقدمة وبين العرب في مجال العلم والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي يتبين بشكل ساطع عمق الهوة ووسعها بين العالم العربي والبلدان المتقدمة.
ضمن هذه المقاربة يأتي هذا البحث الذي يتناول في أحد جوانبه إشكالية العلاقة بين الثقافة العربية والعولمة وذلك في سياق دراسة همها الأساسي إلقاء الضوء على موضوع ملحٍّ وهو موضوع الثقافة المعولمة؛ وإلى هذا فإذا البحث في ظاهرة العولمة لم يعد أمراً جديداً، ولا العلاقة بين الثقافة والعولمة كذلك.
ولكن لشدة تأثير العولمة في ثقافات الشعوب، وفي سيطرتها غير المسبوقة على ممارسات الناس اليومية، وعلى حياتهم العملية بوعي منهم أو لاوعيهم، بمعرفة منهم بما يحدث، وبغير معرفة، وخضوعهم الكامل لمفاعيلهم ومتطلباتها، يجعل هذا التأثير جديراً بالمتابعة والدرس، ليس من خلال تأثير هذه الظاهرة ومنطقها المعولم، فحسب؛ بل بالإضافة إلى ذلك متابعة ودرس كيفية تفاعل الثقافة مع هذه الظاهرة تأثراً وتأثيراً أيضاً، إن كان من ناحية المواءمة والتكيف مع الحفاظ على النواة الصلبة للثقافة المخصوصة، أو المشاركة والتكيف ما هو إنساني من العناصر الثقافية، بالإضافة طبعاً إلى الثقافات التي تمانع الدخول في معترك هذه التفاعلات.
وإن كانت لا ترى غضاضة في التعامل مع ما تنتجه ثقافة العولمة، وخصوصاً في كل ما يتعلق بالإنتاج المادي لها، أو ما تستتبعه هذه الوسائل المادية من مفاعيل التواصل والإتصال، أو ما تنتجه من وسائل الإستهلاك المروّج إنتشاره عن طريق الفضاء المعولم، لتصل العولمة، من بعد، إلى نشر ثقافة الإستهلاك وتعميمها على العالم كله، رضي هذا العالم أم لم يرضى، بالمنطق المعولم وبمخالفته لما هو أثير في ثقافتهم.
من هنا، يمكن القول بأن هذا البحث وعلى ضوء هذه المعطيات يتناول مفهوم الثقافة بإعتبارها منهج الحياة المجتمعية بما هي حاملة للقيم، ومعبرة عن نظرة الإنسان إلى الوجود، وإلى دوره في هذا الوجود بإعتباره عضواً في جماعة، وبما هي متجلية في الحياة العملية للناس في المكان والزمان.
كما يبحث في إمكانيتها الطبيعية على التفاعل والإختلاط والتأثير والتأثر في العلاقة مع ثقافات الآخرين، وفي أهميتها على ترسيخ الهوية على أي وجه كانت، بالإضافة إلى ذلك يحاول البحث أن يظهر التوجه الناقد للعولمة، وبين المفاصل الأساسية للمنطق المعولم الذي سيوصل العالم إلى الطريق المسدود وإلى التوترات الدائمة الذي ستنتهي بدون شك بدمار البنيات والإنسان.
هذا الكلام يشترك فيه الكثيرون في الغرب ذاته، منبع هذه الظاهرة، وإن كان بعض هذا النقد موجهاً إلى أميركا، ليس بإعتبارها الإمبراطورية الشريرة؛ بل بإعتبارها الدولة الرسولة التي عليها أن تصحح مسارها في قيادتها للعالم، ومن ثم يصل هذا البحث لتناول تداعيات العولمة وتأثيرها في السلوك اليومي للناس من خلال العلاقات داخل الأسرة العربية ومعها.
ومن خلال تركيب اللباس الذي ترتديه المرأة العربية، كما في عملية التعاطي مع كبار السن ووجهة المنطق المعولم في هذا المجال، وأخيراً ينتهي البحث بعرض تحليلي لمؤلفات ثلاثة لها علاقة، بهذا القدر أو ذاك، بالعولمة والمنطق المعولم، على المستوى المحلي والوطني والعالمي. إقرأ المزيد